المالكي: الشهيد سليماني أحبط المخططات التي كانت تسعى الى تغيير هوية المنطقة
طهران- العالم: اكد رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي الشهيد قاسم سليماني أحبط الكثير من المخططات التي كانت تسعى ال تغيير هوية المنطقة واستطاع هو والشهيد أبومهدي المهندس من ايقاف أكثر من خطة للتغيير في المنطقة .
وقال المالكي في لقاء مع قناة العالم: الحاج قاسم كان النموذج الأبرز في عملية الوقوف لمنع انهيار النظام السوري، وهكذا كان دوره في العراق ودوره في لبنان ودوره في اليمن. لذلك من الطبيعي جداً ان تستهدف أميركا الحاج قاسم سليماني، لأنه باللغة البسيطة الدارجة "خرّب مشاريعهم". بل بعض الدول العربية أصحاب المشاريع هم الذين كانوا يدفعون ما يمكن أن يدفعوا من أجل أن يتخلصوا من نموذج من القيادات مثل حاج قاسم ومثل أبومهدي المهندس وإخواننا الآخرين من العراقيين الذين قادوا الجهاد.
واضاف المالكي : أصبحنا نبحث عن السلاح بأي ثمن، وذهبنا إلي بولونيا وإلي بلغاريا واتفقنا علي سلاح ولكن كان سلاحهم يأتي بعد فترة ونحن كنا بحاجة فورية للسلاح. المعارك علي حدود بغداد وعلي حدود سامراء وعلي حدود كربلاء. ولكن هذه الدولة أسلحتها لاتُعطي فوراً وإنما ضمن جداول التصنيع العسكري بالنسبة لهم. اتفقنا علي شراء هذه الأسلحة ولكنها لم تصل في الوقت المطلوب إنما كان الاتفاق مع الشهيد الحاج قاسم رحمة الله عليه أن إيران تزدونا بالسلاح. نشتري السلاح من إيران. وهنا تكمن نقطة القوة والفضل الذي يسجل للجمهورية الإسلامية وللحاج قاسم بالذات شخصياً هو هذه المبادرة السريعة،هذه هي نقطة القوة التي يجب ألا ننساها للجمهورية الإسلامية ولحاج قاسم سليماني، من أنه مكنوا قواتنا من الدفاع ومواجهة خطر داعش حينما جهزونا بالأسلحة من مخازنهم، وليست من صناعات جديدة.
النقطة التي ساعدتنا بها الجمهورية الإسلامية وبتوجيه من سماحة السيد الخامنئي "حفظه الله"، كنا لا نملك طائرات مقاتلة، عندنا طائرات هيلكوبتر واشترينا هيلكوبترات لأخرى، ولكن الطائرات المقاتلة التي تضرب قواعد داعش في الصحراء ما كنا نملكها، فطلبنا من الجمهورية الإسلامية، من خلال الحاج قاسم سليماني بأن أعطونا طائرت سوخوي.
ولولا هذه الطائرات لكان وضعنا صعب، حتى روسيا أعطتنا عدد من طائرات سوخوي بعد تأهيلها ودفعنا بها إلى المعركة.
الحاج قاسم كان "رحمة الله عليه" مرابطاً في العراق، وإذا أراد الخروج منه فقط ليوم أو يومين ومن ثم يعود إليه، لأنه كان قد جند نفسه وكل إمكانياته لدعم القوات العراقية، حتى عندنا بعض المناطق التي كانت صعبة علينا في جبال حمرين وغيرها، هو جاء بقاعدة للطائرات المسيرة ونصبها بالمنطقة حيث كانت هناك تستطلع وتستشكف.
وإذا تعذر علينا إيصال بعض الأسلحة، فكان هو بطريقته الخاصة عبر الحدود يوصل هذه الأسلحة للمناطق التي تحدث فيها اشتباكات حتى لو كانت مدفعية، وأقولها بصراحة ولست متردداً ولا خائفا، فإن الحاج قاسم سليماني لم يبق وسيلة أو سلاحا نحتاجه في مواجهة داعش إلا وقدمه للعراق.
وحول جريمة اغتياله قال المالكي: هذه الجريمة النكراء أولاً تعتبر تجاوزاً على سيادة العراق، وثانياً استهداف ضيف كبير وعزيز على العراق والعراقيين، وثالثاً استخدام اسلوب الاغتيالات يناسب أن تقوم به عصابات، وليس دولة مثل أميركا التي ترفع شعار الحرية والديمقراطية، تقوم بمثل هذا العمل المنكر، لكن على كل حال قاموا به واستنكرنا هذا العمل واستنكر العالم أجمع هذه الخطوة وهذه العملية، ومن الطبيعي جداً أن الجريمة وقعت على أرضنا يجب أن يكون للحكومة العراقية في كشف هذه الجريمة وإحالتها إلى القضاء، وكشف ملابستها، إن كان هناك دور لبعض الأفراد العراقيين أو الجهات العراقية، أو لم يكن.
وإذا كان هناك دور لبعض الدول الاقليمية، ربما قدمت او ساعدت، أو لم يكن، إلى الآن نحن وبصراحة، وهذه يمكن أن تسجل علينا كعراق، لم نقدم توضيحاً كافياً كيف حصلت الجريمة؟ بمعنى عدى الذي حصل أن طائرات مسيرة خرجت من القاعدة الفلانية واستهدفت الرتل أو السيارات التي كان فيها الحاج قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس.
لكن من الذي أعطاهم علماً بان الحاج قاسم سليماني الآن في بغداد؟ ومن الذي أعطاهم علماً بأنه خرج من مطار بغداد؟ هكذا مسألة تحتاج إلى عملية كشف ثم محاسبة، للجهة التي كانت تقف خلف الحادث.
أنا اسمع بأن هناك تحقيق في القضاء، بأنه ربما يعلن عنه قريباً، ولكن هذا قد تأخر كثيراً، المفروض ألا تتأخر مثل هكذا جريمة بشعة، ولكن يبدو أن القضاء قائم بدور هو والمخابرات والأجهزة الامنية.