kayhan.ir

رمز الخبر: 12387
تأريخ النشر : 2014December28 - 21:11

’شعب المرزوقي’ يهدد عرش الغنوشي

روعة قاسم

تشهد بعض مدن تونس الجنوبية وأحد الأحياء الشعبية في ضواحي العاصمة، حيث يتركز جمهور واسع من أنصار حركة النهضة ومساندي المرزوقي، اضطرابات نتيجة لاحتجاجات مواطنين على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أوصلت الباجي قائد السبسي إلى قصر قرطاج. وتتهم هذه الجماعات الرئيس التونسي الجديد وجماعته في حركة نداء تونس بتزوير الانتخابات وذلك رغم اعتراف المنصف المرزوقي بالنتائج وتهنئته لقائد السبسي.

ويرى كثير من المراقبين أن هذه الإحتجاجات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون عفوية، وأن هناك جهة تحركها. وأن هذه الجهة المعلومة من التونسيين تعترف علنا بنتائج الصندوق وتهنئ خصمها لكنها تتآمر في الخفاء على زعزعة استقرار البلاد رغبة في تأبيد حكمها.

وحقيقة الحال أن الانتخابات في تونس لم يعد من الممكن تزويرها بعد "الثورة”، حيث لم تعد وزارة الداخلية هي التي تشرف على سيرها كما كان في السابق، بل أصبحت هناك مؤسسة دستورية تتولى تنظيمها والإشراف عليها، هي الهيئة المستقلة للانتخابات التي انتخب أعضاءها المجلس الوطني التأسيسي الذي كانت تسيطر عليه حركة النهضة. وبالتالي فلا يتصور أن يقوم أعضاء مستقلون لا يعادون حركة النهضة بتزوير الانتخابات لصالح الباجي قائد السبسي.

وحتى على فرض عدم وجود هيئة مستقلة مشرفة على الانتخابات فإن مؤسسات الدولة بتركيبتها الحالية لا يمكن أن تتورط في تزوير الانتخابات لمصلحة قائد السبسي. فالمنصف المرزوقي هو رئيس الجمهورية وأجهزة الدولة بيده، كما أن وزير الداخلية هو من الذين حازوا رضا حركة النهضة، وبالتالي من المستحيل أن يتواطأ مع الباجي قائد السبسي خصم حركة النهضة والمرزوقي، فحركة نداء تونس لم تتسلم بعد مقاليد الأمور في البلاد ولم تباشر السلطة بعد باعتبارها حزبا حاكما.

احتجاجات في تونس على نتائج

ويخشى كثير من المراقبين من أن تتطور الأمور إلى مالا تحمد عقباه وتنتشر الإضطرابات في جميع المدن الداخلية التي تساند المنصف المرزوقي وحركة النهضة. ولعل ما يزيد من هذه الخشية هو تبني المرزوقي لشعار الرئيس الإيفواري الأسبق لوران غباغبو "ننتصر أو ننتصر” والذي أوصله إلى مغادرة القصر الرئاسي في ساحل العاج بالقوة.

ولا يبدو أن الشباب الذي تم تحريضه من خلال التصريحات غير المسؤولة للسياسيين سيتراجع عن مطالبه بإلغاء نتائج الانتخابات ما لم تدعه قيادته إلى ذلك، خاصة بعد أن أكد المرزوقي وجود خروق في الانتخابات وأنه سيضع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمام مسؤولياتها.

كما أعلن المرزوقي خلال اجتماع جماهيري عن تأسيس حركة سماها "شعب المواطنين” من المرجح أن تضم حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية والأحزاب التي انسلخت عنه بالإضافة إلى رابطات حماية الثورة التي تم حلها. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو ذلك المتعلق بجماهير حركة النهضة التي ساندت المرزوقي والتي لم تكن راضية بتاتا على الخطاب التوفيقي الجديد لزعيمها راشد الغنوشي، هل ستنضم هذه الجماهير إلى حركة شعب المواطنين أما أنها ستواصل نشاطها مع حركة النهضة؟

فالمرزوقي طرح نفسه على أنه زعيم المعارضة الأول وقد يكون ذلك واقعا إذا نجح في استقطاب جماهير حركة النهضة التي صوتت له في الانتخابات الرئاسية، وهو على ما يبدو في طريقه إلى ذلك. ومن المتوقع أن يدخله ذلك في صراع مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي بات عرشه مهددا أمام سير أنصاره وراء المرزوقي الذي نجح رغم كل شيء في أن يتحول إلى ظاهرة مثيرة للجدل.