kayhan.ir

رمز الخبر: 123828
تأريخ النشر : 2020December21 - 20:15

"أميركا"وسلب أمن العراقيين


مهدي منصوري

في الوقت الذي يعيش فيه العراقيون تداعيات الازمة الاقتصادية من ارتفاع سعر الدولار وتعويم الدينار العراقي والتي اوجدت حالة من الغضب الشعبي العارم ضد هذه القرارات التي ستؤدي الى تجويعه من اجل اركاعه وتطويعه، وقد برز هذا الغضب الشعبي الرافض لهذه الاجراءات القاسية على المشهد السياسي اذ تنادى الكثير من القادة السياسيين خاصة اعضاء مجلس النواب العراقي بالطلب من حكومة الكاظمي ان توقف هذه الاجراءات التي تمس حياة المواطن العراقي اليومية والتي ستشكل عبئا قاسيا جديدا بالاضافة الى ما تحمله من قبل، ولم يقف اعضاء مجلس النواب عند هذا الحد بل حذروا الكاظمي وفيما اذا لم يستجب لارادة الشعب فانهم سيقومون بوظيفتهم الشرعية والقانونية باقالته وحكومته، وفي ظل هذه الاجواء الملتهبة والتي عمت العراقيين بكل طوائفهم ومذاهبهم مما وضع الحكومة العراقية في موقف صعب ومحرج. فوجئ العراقيون بالامس من التهاب سماء بغداد العاصمة لسيل من الصواريخ التي وقعت على المنطقة الخضراء والتي اضافت رعبا جديدا لحالة القلق الذي يعيشونه مما عكس ولدى اغلب المتابعين للشأن العراقي الداخلي ان هذه عملية ارسال الصواريخ على المنطقة الخضراء خاصة السفارة الاميركية غير مسبوق به، وذهبت هذه الاوساط ان هذه لعبة اميركية بامتياز قد اعدت فصولها من اجل الهاء الشعب العراقي وتغيير مسار تفكيره المنصب على الحكومة في قراراتها الاخيرة وعدم تفعيل مجلس النواب من اجل استجواب الكاظمي ووزير ماليته والتي قد تؤدي الى طرح الثقة بهما.

والذي يؤكد هذا الامر ان جميع فصائل المقاومة العراقية قد اكدت انها لم تقم بهذا العمل ولا علاقة لهم به، وقد علق الامين العام لعصائب اهل الحق الشيخ الخزعلي على استهداف القاعدة العسكرية في سفارة الشر الاميركي في بغداد موضحا "ان استهداف قواعد الاحتلال الاميركي حق مكفول بشرائع السماء وقوانين الارض مؤكدا ان وقت الرد لم يحن بعد ولكنه ليس بعيدا" مما يعكس ان الاستهداف كان خطة اميركية لاجل اتهام المقاومة ومن اجل انقاذ حكومة الكاظمي من الرحيل. مما يعكس ان الازمة الاقتصادية لم تكن مسالة داخلية بل هي مفتعلة وان الاميركيين لهم اليد الطولى فيها.

ولكن ورغم هذه التحاليل الا ان هذا الاسلوب الاميركي في سلب امن واستقرار العراقيين لايمكن ان تستمر بل لابد ان يوقف عند حده مما يفرض على الحكومة العراقية باتخاذ قرارات عاجلة وسريعة للطلب من الاميركان اخلاء سفارتهم من الاسلحة المتكدسة فيها والذي جعل منها قاعدة عسكرية وسط بغداد وخرجت عن اطارها السياسي والدبلوماسي لان الرد الاميركي باطلاق الصواريخ من السفارة بهدف التصدي للصواريخ التي استهدفها قد احرقت الاجواء في بغداد بحيث خلفت حالة من الرعب غير المعهود لدى ابناء العاصمة خاصة سقوط بعضها على العمارات السكنية المجاورة "مما يستوجب الامر ومن دون اي مماطلة من الحكومة الاسراع بتنفيذ قرار بمجلس النواب باخراج القوات الاميركية وباسرع وقت ممكن والا تبقى سفارة الشر الاميركية مصدر تهديد مستمر ومستديم لامن واستقرار العراقيين.