المناورات وضعت العالم امام معادلة جديدة
مناورات "محمد رسول الله (ص) الكبرى للجيش الايراني" التي تجري هذه الايام وتستمر حتى الـ 31 من ديسمبر الحالي هي الاضخم من نوعها خلال العقد الاخير والفريدة في حجم المشاركة من قبل جميع صفوف الجيش الايراني وفي مساحة تجاوزت الـ 2 مليون كيلومتر مربع بدءا من مضيق هرمز ومرورا بالسواحل الشرقية للبلاد وبحر عمان وانتهاءا بشمال المحيط الهندي وهذا ما يضع ايران في عداد الدول الكبرى لامتلاكها لمثل هذه القدرات العسكرية الضخمة وخاصة انها اليوم القوة الصاروخية الرابعة في العالم ومن حقها ان تكون كذلك لانها تواجه اعداء كبار يهددونها باستمرار ويكيدون لها المكائد.
فلذلك اصبحت رسالة المناورات شفافة وواضحة الى دول المنطقة.. انها رسالة سلام وطمأنينة . ففي الوقت الذي تعارض طهران بشدة الوجود الاجنبي في المنطقة فانها ترفض الهيمنة على الاخرين ايضا بل تمد يدها لدول الجوار في تعزيز قدراتها الدفاعية واجراء مناورات عسكرية مباشرة بهدف تحصين المنطقة ومنع التدخل الاجنبي فيها.
فايران ليس لها عدو في المنطقة سوى الكيان الصهيوني اما خارج المنطقة فاعداء كثر خاصة القوى العالمية الظالمة والناهبة لثروات الشعوب.
لذلك هي رسالة تحذير تفهمها هذه القوى بان ايران جديرة في اقتدارها لاستتباب الامن والاستقرار في المنطقة وهذا ما تقره شعوبها بالذات فمناورات "محمد رسول الله(ص)" رسمت وبدون شك معادلة جديدة لقوة ايران واقتدارها ليس على صعيد المنطقة فحسب بل في العالم لان مساحة المناورات وما اختبر من منظومات واجهزة عسكرية كشفت لاول مرة لفتت انظار المراقبين العسكريين في العالم خاصة استخدام الطائرات الانتحارية دون طيار التي تنقض على هدفها وتفجر نفسها وهذا انجاز كبير في الميدان العسكري اضافة الى الكشف عن عربة زرع الالغام البحرية التي تنجز مهامها في مناطق شاسعة وفي فترة زمنية وجيزة ناهيك عن مشاركة الغواصات المتطورة وما لم كشف عنه لمباغتة الاعداء مستقبلا.
وما سجله الحضور الفاعل للقطع البحرية الايرانية في المياه الحرة خلال السنوات الاخيرة يثبت ذلك. فقد برهنت هذه القوة حضورها العملي في المياه الدولية عندما تصدت وببطولة للقراصنة في شمال المحيط الهندي وامنت الملاحة الدولية في هذه المنطقة عبر انقاذها لعشرات السفن التجارية الايرانية والاجنبية من خطر القراصنة.
فمناورات "محمد رسول الله (ص) الكبرى" هي رسالة قوية للاعداء بان يكفوا عن غيهم وظلمهم بالتلاعب بمصائر الشعوب ومقدراتها وعدم التدخل في شؤونها. فايران الاسلام اصبحت اليوم لاعبا كبيرا لايمكن اغفال دورها ولايمكن حل اية قضية في المنطقة دون مشاركتها انطلاقا من مسؤوليتها الكبرى بصفتها الاحرص على حفظ مقدرات واستقلال شعوبها انطلاقا من واجبها والتزامها الاسلامي.