kayhan.ir

رمز الخبر: 12316
تأريخ النشر : 2014December27 - 21:34

حزب الله : الحوار مع كل الاطراف.

سركيس ابو زيد

الحوار بين حزب الله و”المسقبل”، ادخل لبنان في حالة ارتياح وتفاؤل ، رغم التحديات والصعوبات والتداعيات. يدخل حزب الله حلبة الحوار وهو واثق الخطى ومرتاح لمبادرته ، نتيجة تفاهمه الصادق والجدي والواضح مع حلفائه ، ونتيجة ارادته للوصول الى نتائج عملية لجولات الحوار.

على هامش التحضير لجلسات الحوار، سجلت ردات فعل أوساط مسيحية رافضة إحياءَ "الحلف الرباعي” مجدداً. هذا الرفض قابله دعم العماد ميشال عون لحوار حليفه حزب الله مع من كان يحاوره بالأمس تيار الحريري. بينما اشترط مسيحيو 14 آذار تشكيل لجنة منھم لمواكبة الحوار الذي يتوجسون من نتائجه. وهذا ما دفع سمير جعجع للسفر الى الرياض للحصول على ضمانات ووعود تحمي حصته ومستقبله لانه متخوف من حليفه " المستقبل ". كما ان الرئيس امين الجميل توجه الى الجنوب عله يجد فيه بوابة لمستقبله بعد ان قطع الامل من حليفه " المستقبل " المنحاز كليا لخصمه زعيم "القوات ". اما الشخصيات المسيحية الأخرى في 14 اذار فلا قوة لها الا فضيلة الانتظار.

في هذه الاجواء ،جاءت زيارة امين الجميل إلى الجنوب اللبناني وهي الاولى له منذ عام 1983، لتكرس خيارات الكتائب الوسطية التي يكرر الجميل إعلانھا في كل مناسبة ، حيث وجه تحية إلى "انتصار المقاومة” سنة 2000 ووصفه بالانتصار الكبير.

زيارة الجميل إلى الجنوب قرآها مراقبون بأنها رسالة الى حلفائه في 14 آذار وبأنه في صدد إعادة ترتيب تموضعه في الموقع الوسطي وعلى طريقة جنبلاط، وهي في الوقت نفسه رسالة من الجميل الى جعجع بانه الأقدر على بناء علاقة جيدة مع الرئيس نبيه بري وحزب الله بينما أبواب الشيعة مقفلة بوجهه.

على غرار هذا المناخ، بدأت تتشكل ملامح حوار "موازي” بين القوات اللبنانية و التيار الوطني الحر المدعوم من حليفه حزب الله .

كما هم معروف فقد اعلن حزب الله موافقته ودعمه لحوار الجنرال عون مع الرئيس سعد الحريري ومع أي محاور اخر بمن فيهم سمير جعجع لان التحالف بينهما قائم على تفاهم واضح وصلب وعلى استراتجية الحوار. وعلى هذا الأساس رحب حزب الله بزيارة الجميل الى الجنوب مؤكدا انفتاحه على الجميع وان مناطقه ليست مغلقة على احد حتى ولو كانوا من اخصام الامس مما اعطى أجواء مرحبة وإيجابية في مختلف الأوساط المسيحية التي تتوجس من التطرف والانغلاق.

من جهة اخرى اُعتبر لقاء النائب محمد رعد بالرئيس ميشال سليمان للتعزية بوالدة الاخير ، امرا لافتا، حيث يعد هذا اللقاء الأول بينهما منذ عام، وبعد التعزية تمت مناقشة المواضيع المطروحة وضرورة استكمال الحوار على كل المستويات.

جولة رعد لم تقف عند حدود سليمان وإنما تابعها بلقائه رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، حيث أبلغه أن الكتلة تدعم العماد عون رئيسا للجمھورية. وهذه الخطوة جاءت في محاولة لإعادة الحوار المعلق بين بكركي وحزب لله بعد التطورات السياسية التي حصلت مؤخرا والمواقف التي باعدت بين البطريرك الراعي وقيادة الحزب.

وعلى غرار لقائه مع المطران مطر، حصل بين النائب محمد رعد ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عوده، لقاء مصارحة ومكاشفة بعيداً عن الأضواء، وتطرق البحث الى الملف الرئاسي وموقف حزب لله منه.

في ضوء هذه المعطيات يبدو لنا ان الحوار السياسي الذي يقوم به حزب الله على اكثر من مستوى وصعيد بما فيه الحوار بين حزب لله وتيار "المستقبل” الذي اصبح جاھزا للإقلاع، يهدف منه إعادة ترتيب الأولويات وإيجاد أجواء ثقة وتفاهمات تساعد على رسم خارطة طريق من اجل انقاذ الدولة من الانهيار والبلاد من الفتنة. فالأولوية ستكون لمسألة تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي والسياسي ومن ضمنھا يتم بحث خطة أمنية لمواجھة خطر الإرھاب.أما انتخابات رئاسة الجمھورية فإنھا بند رئيسي ومھم في جدول الأعمال ولكنه ليس البند الأول لأن أي خلاف بشأنه يمكن أن يؤثر سلبا على الحوار ويطيح به.

يركز حزب لله في حواراته على ضرورة وأھمية دعم إجراءات الجيش لمواجھة خطر التكفيريين ومنع تمدد المجموعات والخلايا الإرھابية على الأرض اللبنانية... وخلق الأجواء الإيجابية لحل المسائل الخلافية.

تقول اوساط مراقبة ومواكبة لحوارات حزب الله المعلن عنها اوالتي في طريقها الى الاشهار انها تتمحور حول أربع نقاط ستشكل خريطة الطريق وصولاً إلى الحل : اولا قانون جديد للانتخابات النيابية، ثانيا: المسائل الاقتصادية والاجتماعية الملحة والتي تطال شرائح واسعة ، ثالثا: التشكيلة الحكومية المقبلة ويبدو أن الرئيس سعد الحريري متمسك بعودته إلى السراي الحكومي بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، رابعا: التوافق على اسم الرئيس العتيد الذي سيشرف على تطبيق الاتفاق كاملا.

من جهته اكد النائب حسن فضل الله عضو كتلة الوفاء للمقاومة انفتاح حزب الله على الحوار مع جميع القوى للوصول الى تفاهمات وطنية، مستشهدا بتجربة حزب الله مع التيار الوطني الحر والتي اثبتت ان هناك امكانية على ان يلتقي فريقان في لبنان من مدرستين مختلفتين على مبادئ مشتركة منها ما له علاقة بالدولة.

هذه التحركات التي تجري وتدور وتتمحور حول حزب الله الذي اصبح المحاور الأول بعد ان كان المقاوم الأول بجدارة ، تأتي لإيجاد تفاهمات سياسية تكون راضية لجميع الاطراف للخروج بلبنان من ازماته الكثيرة، والتي باتت تهدد أمنه ووجوده.