"القسام" تكشف..عملية الحافلة (142) تتويجٌ للنّصرِ بمعركة السّجيل
غزة – وكالات : في كل صولة وجولة دأب مجاهدو كتائب القسام على إذاقة العدو صنوف العذاب، فإن حاول العدو نسيان وقع ضرباتهم، ذكروه على طريقتهم الخاصة بأيام خلت، حينما أقضّ الاستشهاديون شوارع وباصات المدن المحتلة بالأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة.
كان الأجدر بقيادة العدو الصهيوني ومن واقع تجربتها مع عمليات كتائب القسام النوعية، أن تتوقع بأن الكتائب في مقدورها الوصول لقلب الكيان سواء بالصواريخ أو بالاستشهادين أو بالعبوات الناسفة، إن أقدموا على ارتكاب أية حماقةٍ كانت.
فبعد عملية الاغتيال الجبانة التي تعرض لها قائد أركان المقاومة الشهيد أحمد الجعبري، ومرافقه الشهيد محمد الهمص، صدرت الأوامر من قيادة القسام لخلاياها الرابضة في الضفة المحتلة للرد على جريمة الاحتلال، وهو ما كان في الأيام الأخيرة من معركة حجارة السجيل.
سرعان ما تجهزت الخلية القسامية المكونة من الأبطال، الأسير القسامي أحمد صالح أحمد موسى (قائد الخلية)، والشهيد القسامي محمد رباح عاصي وهما من بلدة بيت لقيا قرب رام الله، والأسير القسامي محمد عبد الغفار مفارجة من سكان مدينة الطيبة المحتلة.
وقد كشف القسام، عن عدة أنشطة نفذتها الخلية قبل معركة حجارة السجيل، كان آخرها الدخول إلى مجمع داخل مغتصبة "شاعر بنيامين" بين رام الله والقدس، حيث تسلل القساميان أحمد موسى ومحمد عاصي متنكرَان بزي مغتصبين، ولكن العملية لم تنفذ نظراً للظروف الأمنية الصعبة في المكان.
وبعد صدور التعليمات قام الأسير موسى بتصنيع العبوة الناسفة التي تزن 17 كجم وتعمل بتقنية التفجير عن بعد، وكان الشهيد عاصي موجوداً برفقة الأسير أحمد لحظة تصنيع العبوة.
صباح يوم 20 نوفمبر 2012م، تم نقل الأسير القسامي محمد مفارجة الذي يحمل العبوة الناسفة المخبأة داخل حقيبة في سيارة الشهيد القسامي محمد عاصي إلى نقطة معينة، ليستقل بعدها مفارجة سيارة أخرى وينتقل من منطقة "موديعين" إلى "تل أبيب".
وهناك ركب مفارجة في حافلتين للصهاينة ثم نزل منهما؛ لعدم وجود عدد كبير من الركاب، ثم صعد في الباص رقم (142) ووضع الحقيبة أسفل الكرسي الثالث على اليمين، ثم نزل من الباص وبعدها أعطى إشارة التنفيذ عن بعد للقائد موسى.
بعدها قام الأسير أحمد موسى بالاتصال من منطقة بيت لقيا على هاتف كان مربوطاً بالعبوة الناسفة، لتنفجر الحافلة بالقرب من وزارة الحرب الصهيونية، وقد أسفرت العملية عن إصابة أكثر من (20 صهيونياً) بجراحٍ مختلفة.
وقد اعتقل على إثر العملية كل من أحمد موسى ومحمد مفارجة، فيما بقي المجاهد محمد عاصي مطارداً على إثر ذلك، حتى استشهد يوم الثلاثاء 22/10/2013م، خلال اشتباك استمر لعدة ساعاتٍ مع جيش الاحتلال بعد اختبائه داخل أحد كهوف الضفة الغربية.
من جهته كشف خبير عسكري إسرائيلي أنه "مع اقتراب نهاية العمل في الجدار التحت أرضي على حدود قطاع غزة الشرقية، يقوم الجيش الإسرائيلي بصياغة نظام أمني متقدم يتضمن أسلحة بدون طيار، وروبوتات في الجو، وعلى الأرض، وبدلا من دوريات بشرية تحمل الجنود، ستعمل كاشطات أو مركبات إلكترونية".
وأضاف أمير بوخبوط في تقريره على موقع "واللا" الإخباري، أن "الجيش الإسرائيلي أعلن عن منظومة الدفاع الجديدة على حدود قطاع غزة، وتتضمن الجدار التحت أرضي الذي يبنيه على طول الحدود، بجانب أسلحة مستقلة مدعومة بجمع معلومات استخبارية في الوقت الفعلي".
وأكد أن "هذا المشروع يأتي لمواجهة عمليات التسلل الفلسطينية المتواصلة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، ففي 2018 تسلل 702 فلسطيني واعتقلوا، وفي 2019 تسلل 397 متسللا، وحتى كتابة هذه السطور من عام 2020 تسلل 56 متسللا من قطاع غزة، مع تراجع التظاهرات الحدودية وقلّتها، وانتشار أزمة كورونا".