kayhan.ir

رمز الخبر: 122643
تأريخ النشر : 2020November18 - 20:02

قرار الانسحاب الاميركي خطوة مبتورة


مهدي منصوري

بعد مقتل 6000 جندي اميركي مع العديد من الجرحى والمعاقين اضافة الى التهديدات التي يتلقاها اليوم الجنود الاميركيون من قبل ابناء المقاومة الرافضين للاحتلال سواء في العراق او افغانستان لم يتبق لدى الادارة الاميركية أي حل سوى ان تخرج جنودها وقبل ان تحل بهم الكارثة الكبرى.

ولذا فان خطوة الانسحاب التي اعلنها وزير الدفاع الاميركي من العراق والتي تنتهي في شهر مايو للعام القادم لم يكن سوى فبركة اعلامية زائفة لذر الرماد في العيون واذا كان القرار بالانسحاب جديا وواقعيا لشرعت به من الان واخلاء كل القواعد واعادتها الى الجيش العراقي.

وكما يعلم الجميع ان الازمة الخانقة التي عاشها ويعيشها العراقيون هي بسبب التواجد الاميركي الذي لم يترك مجالا من مجالات حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تخلق الازمات من اجل هدف رسموه في اذهانهم يعتبر العملية السياسية برمتها والعودة الى المربع الاول.

ومن نافلة القول ان الانسحاب الاميركي ولو كان جزئيا الا انه يشكل حالة انتصار للمقاومة الاسلامية العراقية التي اصرت ولازالت تصر على اخراجها وقد ساهمت ضغوط مجلس النواب وابناء الشعب من خلال الاحتجاجات على تنفيذ قرار المجلس ولكن اميركا المجرمة التي تعمل على تجذير وجودها اقدمت على فعل اخر جديد وهو الذي حدث الامس عندما اعلنت اطلاق سبعة صواريخ من حي الامين المكتظ بالسكان مستهدفا السفارة الاميركية بحيث اعلنت مباشرة حركة مجهولة وقد يكون مدعومة من الاميركان بانها هي المسؤولة عن هذا الاستهداف مما يعكس التنسيق بينهما والذي يصب في الهدف الاساس ان الامن في العراق لازال هشا وتوجيه الاتهام لقوى المقاومة لكي تبقى قوة اميركية على الارض العراقية الا ان المقاومة الاسلامية العراقية قد الجمت الاميركان وعملاؤهم وماكناتهم الاعلامية المأجورة عندما اعلنت انها تندد بهذا الاستهداف ولا علاقة لها به من قريب او بعيد وهي ملتزمة بالهدنة التي قطعتها على نفسها من اجل قطع الطريق للذين يتصيدون بالماء العكر بالتحريض على استهدافها من قبل الحكومة العراقية.

واخيرا والذي لابد ان تدركه الادارة الاميركية جيدا ان لابقاء لها بعد اليوم على الاراضي العراقية وعليها ان تسرع في اخراج قواتها بالدرجة الاولى احتراما لسيادة العراق وشعبه، واما الملفات الاخرى والتي تشكل حالة غير طبيعية بالتدخل السلبي في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية سيكون لها حديث آخر.