تشومسكي: بايدن وعاء فارغ ولا يملك مبادئ ثابتة
نيويورك – وكالات انباء:- أبدى المفكر والأكاديمي الأميركي "نعوم تشومسكي"، تشكيكه في "جلب الديمقراطيين التغيير الذي يأمله ملايين الأميركيين".
وتساءل "تشومسكي" في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، "ماذا سيفعل بايدن؟.. مجلس الشيوخ في يد زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل، وهذا يعرف شيئين فقط، منع أي أمر يحاول الديمقراطيون فعله، وكذلك إعطاء الأغنياء كل ما يريدونه".
واضاف: "بايدن وعاء فارغ ولا أعتقد أن لديه مبادئ ثابتة، إنه ضد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، الذي يدير الحزب، وهو في الأساس جناح وول ستريب، وفي حال سعى لفعل شيء تقدمي، فإن المحكمة العليا موجودة لمنعه، فترامب وماكونيل مسؤولان عن تزويد الجهاز القضائي بأكمله، بقضاة يمينيين متطرفين يمكنهم منع أي شيء تقدمي".
وتابع: "رغم فوز بايدن، حقق ترامب نصرا كبيرا، إنه أمر مدهش فمجرد حقيقة أن الانتخابات كانت موضع خلاف هو نصر جمهوري هائل. وترامب سياسي ماهر يفهم العقلية الأمريكية".
ولفت الى أن ترامب، "تمكن من الاستفادة من كافة التيارات السامة الموجودة في الحياة والثقافة والتاريخ الأميركي، ومبدأ تفوق العرق الأبيض مبدأ عميق في المجتمع الأمريكي والثقافة، واليهود يعرفون ذلك، وأنا كبير بما يكفي لأتذكر معاداة السامية العلنية في الشوارع لكن العنصرية ضد السود أكثر تطرفا".
وشدد على أن أميركا تسير في اتجاهين، فهناك حساسية للقمع العنصري اليوم أكثر بكثير من الماضي، وخاصة بعد مقتل فلويد، ولم يصل مارتن لوثر كينغ، إلى شيء مما يجري اليوم.
لكن في المقابل هناك "رد فعل عنيف بين الأميركيين الآخرين لا يمكن تجاهله، فلديك الحزب الجمهوري وناخبوه ومعظمهم من البيض والمسيحيين التقليديين من أميركا الريفية، يرون أن أسلوب حياتهم التقليدي يتعرض للهجوم، وطريقتهم التقليدية في الحياة، هي الحفاظ على أحذيتهم على أعناق السود".
ورأى أن غالبية المواليد اليوم في أميركا "من غير البيض، وسوف يفقد البيض هذا التفوق، وإذا عدنا إلى الوراء، فلن يتم اعتبار اليهود من البيض، ولا الإيرلنديين، وكانت العنصرية ضدهم لدرجة تشبيههم بالكلاب في بوسطن، في القرن التاسع عشر، لكن بعد أن اندمجوا في الثقافة أصبحوا من البيض وخاصة مع اكتسابهم الثروة والسلطة، وهو ما يحدث مع أصحاب الأصول الإسبانية".
وعلى صعيد السياسة الخارجية أعرب "تشومسكي"، عن قناعته بأن "بايدن" لن يحدث تغييرا كاسحا، من النوع الذي يسعى إليه التقدميون، ورغم اعتقاده بأنه سيعود للاتفاق النووي مع ايران الذي انسحب منه ترامب، إلا أنه لن يروج لشرق أوسط خال من الأسلحة النووية، وهو الأمر الذي يتطلب مواجهة "إسرائيل".
وقال: "الأمر بسيط للغاية، فقط انضم الى بقية العالم. وإذا فعلت ذلك، فأنت تعيد تشكيل الصفقة، وحتى لو لم تكن الولايات المتحدة شريكا جديرا بالثقة، فمن المحتمل أن تظل ايران حكيمة في الانضمام الى الصفقة لكن لاحظ، هناك نقطة أخرى لا يمكن المساس بها، لا أحد على استعداد لمناقشتها. هناك حل بسيط للغاية لمشكلة الأسلحة النووية الايرانية، وهو فرض منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط مع عمليات تفتيش مكثفة".
وشدد على أن عمليات التفتيش هذه تتعارض مع الرواية الاسرائيلية، رغم مطالبة الدول العربية وايران بمنطقة خالية من السلاح النووي، ولم تؤسس تلك المهمة، لأن أميركا تستخدم حق النقض الفيتو ضدها، لأن أميركا لا تريد تفتيش السلاح النووي لـ"إسرائيل".
واضاف: "الولايات المتحدة لا تعترف بأن "إسرائيل" تمتلك أسلحة نووية، على الرغم من أن الجميع يعرف أنها تمتلكها. وهناك سبب لذلك أيضا يعود الى القانون الأميركي، الذي يحظر أي مساعدات عسكرية أو اقتصادية، للدول التي طورت أسلحة نووية خارج معاهدة حظر الانتشار".
وشدد على أن "سياسة الغموض التي تنتهجها "إسرائيل" بشأن أسلحتها النووية المزعومة، تعتبر مكونا رئيسيا في عقيدة أمنها القومي".
ولفت الى أن بايدن "لو عاد الى سياسات أوباما بشأن "إسرائيل"، فقد كان الأخير من أكثر المؤيدين لها، ولم يفرض أي مطالب عليها، وكان تجميد الاستيطان عام 2015، مهزلة كاملة، والجميع يعرف ذلك، ولم يكن له أي تأثير بل على العكس بنيت مستوطنات جديدة".
وقال تشومسكي: "هناك أمل لدى الفلسطينيين، ولكنه لا يقع على عاتق بايدن، إنه يعود للرأي العام في أميركا، الذي لا يمكن قمعه الى الأبد، وإذا عدت 20 عاما الى الوراء، فقد كان دعم "إسرائيل" بين الديمقراطيين الليبراليين. لكنه الآن يتحول الى الإنجيليين والقوميين المتطرفين. ويتزايد الدعم للفلسطينيين بين الليبراليين وخاصة الشباب منهم. وعاجلاً أم آجلاً، قد يؤثر ذلك على السياسة".