قاليباف: سينتاب العدو اليأس من ضغوطه القصوى بازدهار الاقتصاد الداخلي وتدوير عجلة الانتاج
طهران - كيهان العربي: قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف، رغم اننا مسرورون لهزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية، لكننا نؤمن بعمق بانه لا يمكن ولا ينبغي ربط قضايا الشعب المعيشية في البلاد بخسارة او فوز احد في البيت الابيض.
واعتبر قاليباف في كلمته خلال مستهل اجتماع مجلس الشورى الاسلامي أمس الأحد، ان هنالك عِظَة من الانتخابات الاميركية والاحداث التي وقعت قبلها وبعدها وقال: ان الاميركان الذين كانوا يتسترون بامكانياتهم الاعلامية على مدى اعوام طويلة على مشاكلهم البنيوية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، يعرضونها هذه الايام بلا رتوش امام الراي العام العالمي.
واضاف: ان اميركا الحقيقية الى جانب قدراتها الاقتصادية والعسكرية تعاني من شروخ عميقة وهي بعيدة جدا عن اميركا الاستعراضية اذ ان الصورة الحقيقية المكشوفة اليوم تعرض مسيرة افول اميركا امام انظار مستضعفي العالم وهي قد سرّعت في وتيرة افولها مع انكسار هيمنتها.
وتابع رئيس مجلس الشورى: انه مثلما قال اخي العزيز السيد نصرالله قبل ايام فاننا مسرورون من هزيمة قاتل الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد ابومهدي المهندس وقد راى الجميع باعينهم من كان يطلق نداء "انا ربكم الاعلى" كيف يُذّل ويُهان في الدنيا والاخرى وفق السنن الالهية.
وقال: اننا نعتبر النظام الفاسد الحاكم في اميركا بانه السبب الاساس وراء قراراتهم الخاطئة وان الثمن الوحيد لدمهم (الشهيد سليماني والشهد المهندس) هو طرد الجنود الاميركان من المنطقة لكننا ايضا نشعر بالسرور لذل وهوان الشخص الذي اصدر القرار بتنفيذ هذه الجريمة الكبرى.
وتابع قائلا: رغم اننا مسرورون لهزيمة ترامب لكننا نؤمن بعمق بانه لا يمكن ولا ينبغي ربط معيشة مواطنينا بفوز او خسارة احد في البيت الابيض. ان قراراتنا المستقلة هي التي تبني الركائز الرئيسية لاقتصادنا بمنأى عن مجيء وذهاب الاخرين.
واضاف: فلنؤمن بان من يربط عربته بقاطرة الاخرين ينبغي عليه الانتظار ليشعر بالسرور او يتعزى بما ليس تحت تصرفه.
وقال: ان قراراتنا في قطاعات السكن والبورصة والسلع الاساسية والجمارك والسياسات النقدية والبنكية ونظام الميزانية واسواق العملة الاجنبية والذهب والسيارات والانتاج الوطني مرتبط بقراراتنا في "باستور" (مقر رئاسة الجمهورية) و"بهارستان" (مقر مجلس الشورى الاسلامي) وليس بجورجيا ومشيغان وآريزونا.
واضاف: من البديهي ان الغاء الحظر يجب ان يكون احد الاهداف في سياستنا الخارجية الا ان الواقعية تحكم بان السبيل الوحيد لازالة عبء ضغوط الحظر عن كاهل الشعب وتيئيس العدو من الضغوط القصوى هو العمل على تقوية كل امكانيات كل المواطنين خاصة الطبقات الضعيفة والمتوسطة.
وقال قاليباف: سينتاب العدو الياس من ضغوطه القصوى فقط في حالة ازدهار الاقتصاد الداخلي وتدوير عجلة الانتاج والعمل وتوفير الرخاء والعيش الكريم، كما ان ارسال اي اشارة الى العدو توحي بضعف وحاجة البلاد للخارج يعد اهدارا للفرص لذا فان مجلس الشورى الاسلامي يرى بانه ينبغي ان نجعل الثمن باهظا على اميركا في حال استمرارها بضغوطها الاقتصادية واجراءات حظرها.
واشار الى وجود تباينات بين بايدن وترامب لكنه اكد بان الواقع العملي هو الذي يميز الواحد عن الاخر وليس التصريحات والادعاءات العبثية واضاف: من الصحيح ان هنالك فرقا بين بايدن ورتامب ولكن علينا ان ندرك بان بايدن وفي افضل الحالات لا فرق بينه وبين اوباما المخطط لاجراءات الحظر المسماة بـ "المشلة" وهو اول منتهك لالتزامات اميركا. كان بايدن الرجل الثاني في ادارة اوباما والمنظم لمبادئ السياسة الخارجية لتلك الادارة وان فريق الخبراء وراسم القرارات لديه هو في غالبيته نفس فريق اوباما.
وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي: ان الشعب الايراني لم ينس كيف اقدمت ادارة اوباما – بايدن على ايجاد هيكلية معقدة لوضع اجراءات الحظر المشلّة وفرضت اقسى ضغوط الحظر على الشعب الايراني وحينما فشلوا من تحقيق النتيجة التي يتوخونها من اجراءات الحظر المشلّة ووعدوا برفع الحظر نكثوا عهدهم وعملوا على الحفاظ على اجراءات الحظر وهيكليتها من خلال بث الخوف من الحظر وان ترامب بناء على هيكلية الحظر هذه تمكن من زيادة الضغوط وان ما حصده كان قد زرعه اوباما وبايدن.
واضاف: ان ماضي نكث العهد والجواب السلبي الصريح من قبل حكومة اوباما – بايدن للشركات الاوروبية للحصول على ضمان موثق للتجارة مع ايران مازال موجودا في سجلهما ولن ننسى بان جون كيري وبعد هذا الجواب السلبي قال مخادعا بان السبب في عدم رفع الحظر عمليا يعود لقرار الشركات الاوروبية.
وقال قاليباف: ان الشعب الايراني لم ينس بان ادارة اوباما –بايدن سمحت بمزاولة الانشطة الاقتصادية في ايران فقط للشركات التي توفر مصالحهم الاقتصادية ولم يسمحوا بالعمل للشركات التي كان بامكانها ان تكون مؤثرة في حل القضايا البنيوية لاقتصاد ايران.
واشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى ان المواقف الرسمية لبايدن ومستشاريه تدل على انه ليس من المقرر ان يزيلوا الحظر عن كاهل الشعب الايراني بل يعتزمون تبديل ضغوط ترامب القصوى الى ضغوط ذكية ضد الشعب الايراني اي ان يعملوا من خلال انفراجات ضئيلة ومغرية على عدم السماح لبلادنا الانعتاق من الاقتصاد التبعي وان يجعلوا معيشة الشعب الايراني رهينة لديهم كي يتمكنوا متى ما ارادوا من فرض الضغوط الذكية ويحصلوا منا على تنازلات كبيرة.
وقال: ان هذا الماضي السيئ والمواقف الصريحة لبايدن ومستشاريه تبين لنا بانه حتى توقيع بايدن لا يعد ضمانة لنا وان الشرط هو فقط اجراءات ادارة بايدن العملية وعودة وتيرة بيع النفط والانشطة البنكية والتجارة للشركات الايرانية مع العالم الى طبيعتها رغم اننا لسنا متفائلين تجاه هذا الامر.
وتابع قاليباف: ان الجمهورية الاسلامية في ايران وفقا للتقارير المكررة للوكالة الدولية للطاقة الذرية نفذت جميع التزامتها بصورة كاملة وان كان بايدن يؤمن بالاتفاق الذي وقعته حكومته بصفته الرجل فيها مع ايران فانه ينبغي عليه تنفيذ الالتزامات من دون شروط مسبقة والتعويض عن الاضرار التي لحقت بالشعب الايراني على مدى الاعوام الماضية بسبب عدم تنفيذ الادارة الاميركية التزامتها كي تتمكن من التعاطي مع ايران في اطار الدول الاعضاء في الاتفاق النووي (5+1) مثلما شرح قائد الثورة الاسلامية في العام الماضي سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية العقلانية والمبدئية.
واضاف: انه على الرئيس الاميركي الجديد ان يعلم بان الشعب الايراني وجد طريقه وعزم على ان يجعل كل ضغط مؤثر على ايران امرا غير ممكن وباهظ الثمن من خلال تعزيز عناصر القدرة في الاقتصاد والرخاء والامن وتوفير الفرص الاستراتيجية.
واكد قاليباف بان الشعب الايراني ومن خلال التحلي باليقظة الكاملة يهتم بالقرارات فقط وليس الدعاية وينتظر العمل وليس الكلام ويرد على ذلك بما يناسبه وفقا للمصالح الوطنية.
واشار الى الظروف الخطيرة لتفشي فيروس كورونا في البلاد خلال الايام الاخيرة واكد ضرورة اتخاذ قرارات حازمة لقطع سلسلة تفشي الفيروس ومنها مجانية او زهد كلفة اختبار كورونا للتشخيص السريع للناقلين للفيروس وفرض الحجر الصحي والعلاج الفوري للمرضى وفرض قيود مؤثرة وليس على الورق فقط والتعطيل الهادف للمدن التي تواجه وضعا خطيرا من حيث تفشي المرض وقال: ان هذه قرارات حيوية ينبغي اتخاذها في ظل الاستفادة من التجارب الناجحة لبعض الدول وآراء الخبراء في هذا المجال.