هولوكاست اصحاب الاخدود
حسين شريعتمداري
سبق ان تطرقنا في عمود الصحيفة، بتاريخ (31 اكتوبر)، لرسالة سماحة قائد الثورة للشباب الفرنسي، وعرجنا الى موضوع مزاعم الصهاينة واسطورة هولوكاست، واشرنا الى اكذوبة حرق اليهود التي اوردها الصهاينة والحكومات الغربية، لنؤكد الآن الوثائق التاريخية لهولوكاست حقيقية كان فاعلها اجداد الصهاينة الحاليين، والتي بقيت وصمة عار جبين حكام اليهود الصهاينة.
1 ـ فقد جاء في سورة البروج الآيات (4-7) حول اصحاب الاخدود؛ والسماء ذات البروج * واليوم الموعود* وشاهد ومشهود* قتل اصحاب الاخدود* النار ذات الوقود* اذ هم عليها قعود* وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود* وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد*
والقصة هي كالآتي: ان "ذو نؤاس" من ملوك "حِمير" الذي حكم بلاد اليمن، قبل 1500 عام وكان على دين اليهود وتبعه قومه ليعتنقوا اليهودية، فيما كان شعب "نجران" شمال اليمن على دين المسيحية. فحرض كبار اليهود الملك "ذونؤاس" ليبذهب الى نجران ويدعو الاهالي لاعتناق اليهودية، فوصل لها مع وفد من زعماء الدين اليهود وطلب من اهل نجران تغيير دينهم، فرد عليه الناس بالرفض مؤكدين تمسكهم بدينهم المسيحي. فما كان من ذو نؤاس إلا وأمر بحفر إخدود عميق لتملأ بالألواح والحطب واشعل فيها النيران، فخيّر المسيحيين بين إعتناق اليهودية او الحرق في الاخدود، وهكذا لم يتزلزل المؤمنون عن دينهم واختاروا الحرق بشكل مجاميع نساء ورجال واطفال لتلتهمهم النار وهم احياء. فوصل عدد المسيحيين الذين احرقوا في تلك الواقعة اكثر من عشرين الف مؤمن ـ حسب ما نقله المؤرخون ـ .
2 ـ اضافة لما جاء في سورة البروج من فظاعة هذه الحادثة، اكد المؤرخون من غير المسلمين، ومنهم مؤرخون مسيح قبل الاسلام سواء من السريان او الاحباش، وكان من شهد الواقعة (هولوكاست اليهود ضد المسيحيين) وقد تمكن من الهرب بعد ان نجا من الحرق. كما وتحتفظ ذاكرة التاريخ برسالة مار شمعون اسقف "بيت أرشام"، والتي بعثها الى رئيس دير "جبلة". وهي من انفس الوثائق التي دونت عام 524 للميلاد ـ 86 عاما قبل بعثة رسول الاسلام محمد(ص) ـ وكان كاتبها سفير سلام من قبل امبراطور الروم الشرقية الى منذر الثالث ملك الحيرة.
3 ـ ويشير المؤرخون المسيح، وضمن شرحهم لتفاصيل الواقعة الفجيعة، والجريمة المروعة التي ارتكبها اجداد الصهاينة الحاليين يشيرون الى انه في تلك الاثناء تمكن احد مسيحيي نجران من النجاة وان يوصل نفسه الى احدى قلاع الروم ليشرح الواقعة لاتباع قيصر امبراطور الروم وما ارتكبه ذو نؤاس ضد المسيحيين، طالبا العون والمدد. فبعث القيصر برسالة الى النجاشي ملك الحبشة الذي يعتنق المسيحية وفي حلف مع الامبراطورية الرومانية، وطلب منه ان ينتقم لدماء مسيحيي نجران من الملك ذو نؤاس . وجاء في رسالة مارشمعون اسقف بيت ارشام، ان النجاشي استشاط غضباً لسماعه بهذه الجريمة، وحشد جيشا ارسله الى اليمن فانكسر جيش الملك ذو نؤاس وانهزم شر هزيمة وقتل منهم النجاشي مقتلة عظيمة وسقطت اليمن في يد النجاشي لتتحول الى ولاية حبشية.
4 ـ إن هولوكاست التي يزعم الصهاينة والحكومات الغربية بانها حقيقة، هي ليست الا كذبة كبيرة، واسطورة موضوعة ولهذا السبب اعتبروا التحقيق في تفاصيلها جريمة. ولكن في المقال الذي بين ايدينا، اضافة الى اعتماد كلام القرآن المقدس في سورة البروج المباركة، اشرنا الى وثائق اكدها مؤرخون مسيح، مما يدلل على ان هولوكاست (حرق الانسان حيا) قد وقع مرة واحدة في التاريخ، وذلك من قبل اليهود (اجداد الصهاينة الحاليين) ضد مسيحيي نجران المظلومين. وبالتالي نتوقع من قطاع السينما وصناع الافلام، ان يهتموا بكتابة سيناريو لقصة اصحاب الاخدود باعتماد الوثائق التاريخية، فيما يفضحوا ادعاءات الصهاينة باختلاق هولوكاست كاذبة. ومن المؤمل ان تتخذ قصة اصحاب الاخدود جانبا من مسلسل بخمسين حلقة للمخرج المرحوم فرج الله سلحشور تتناول حياة النبي موسى(ع) إلا ان الأجل لم يمهله فأكمل المهة زميله المخرج القدير السيد ابراهيم حاتمي كيا.