kayhan.ir

رمز الخبر: 122450
تأريخ النشر : 2020November15 - 20:09

اميركا ماكرة ولا يؤمن جانبها

مهدي منصوري

من المعروف ان سياسة اميركا الاستراتيجية تقوم على فرض الهيمنة والسيطرة وتستخدم ما يمكنها من اساليب خشنة او ناعمة من اجل الوصول الى هذا الهدف، وبنفس الوقت لايمكن الاعتماد عليها لانه لا يؤمن جانبها لكون المحرك الاساسي في تعاملها مع الدول يقوم على تحقيق مصالحها وازالة العقبات عن تحقيقها حتى لو ذهبت الامور الى الحروب وازهاق الارواح. والعدوان على العراق وافغانستان وخلق الازمات في بعض الدول لهو خير دليل حاضر الى ما ذهبنا اليه.

وفي خضم التصريحات الطوبائية والجنونية التي يطلقها ترامب لخلق اجواء من الرعب والخوف لدى المنطقة على الخصوص من انه وقبل تسليمه السلطة لبايدن يفكر في شن حملة عسكرية على ايران خاصة بعد تحركات المهزوم والفاشل وزير خارجيته بومبيو في المنطقة التي ابتدأها بتل ابيب رغم ان اغلب المراقبين قد اكدوا ان هناك الكثير من الموانع التي تدفع لعدم ارتكاب مثل هذه الحماقة واهمها ان طهران قد اعدت العدة من اجل الرد على حماقة اميركية وبالطريقة التي تراها مناسبة. وثانيا ان الوضع المزري الذي يعيش فيه ترامب هذه الايام بسبب اقتراب طرده من البيت الابيض مكرها لا بطلا قد اثرت على نفسيته بحيث شلت تفكيره وعلى نفس السياق ان الدول المجاورة والخليجية خاصة تعيش حالة من القلق والارباك الكبيرين لانها تدرك ان الرد الايراني سيطال القواعد الاميركية بالاساس المتواجدة في هذه الدول كرد طبيعي على الاعتداء الاميركي والذي سيزعزع امنها واستقرارها وغيرها من العوامل الاخرى.

واشار المراقبون ان التغييرات التي حدثت في وزارة الدفاع الاميركية من استقالة الوزير والعديد من الضباط الكبار في هذه الوزارة قد ساهم في اضعاف حماقة ترامب. ومن هنا لابد الاشارة الى ما صرح به بالامس وزير الدفاع الاميركي بالوكالة والذي شكل منعطفا وتحولا كبيرا في توجه العسكر الاميركي بالقول في اول رسالة يوجهها من "ان الوقت حان في عودة القوات الاميركية الى الوطن" وكتب ميللر في مذكرة ارسلها الى جميع العاملين في وزارة الدفاع "يجب ان تنتهي كل الحروب، انهاء الحروب يتطلب التنازلات والشراكة لقد واجهنا التحدي اعطيناها كل ما لدينا حان وقت العودة الى المنزل الان. ان جميع جنودنا وبحارتنا وطيارينا ومشاة البحرية وخفر السواحل ومحترفي الفضاء والمدنيين واصلوا التحلي بالجرأة ومعا سنأخذ امتنا الى آفاق جديدة."

وقال ميللر ان "اميركا لاتزال ملتزمة بانهاء الحرب التي جلبتها القاعدة عام 2001 لكن يجب علينا تجنب خطأنا الاستراتيجي السابق المتمثل في الفشل في رؤية القتال حتى النهاية وختم رسالته "انه سئم الحرب مثل كثيرين غيره".

مما تقدم يعكس وبوضوح وكما اشار مراقبون ان تصريحات ميللر تمثل حالة الفشل والانهزام الذريع لما واجهته من مقاومة لتواجدها في بعض الدول بحيث قتل منه اكثر من 4000 جندي فقط في العراق اضافة الى الدول الاخرى وبالاضافة الى الكثير من الجرحى والمعاقين. مما تعد خسارة كبيرة لاميركا ولكن التعنت والعنجهية التي لازمت الرئيس ترامب لم تعبأ لهذا الفشل الذريع والذي كان وبدلا من التلويح الى اعلان العدوان الى اتخاذ قرار جريء بالانسحاب".

واخيرا لابد ان نشير الى ان انسحاب القوات الاميركية من المنطقة رغم ايجابيته الا انه لا يعيد الامن والاستقرار للمنطقة لان القنابل الموقوتة التي زرعتها في بعض الدول وهم الجماعات الارهابية القائمة بالاضافة الى العملاء سيحلون محل الجيش الاميركي وينفذون الاوامر التي يتلقونها عبر الوسائل المتاحة من اجل ان تبقى المنطقة في حالة من الارباك والقلق، ولذا فان تصريحات ميللر وغيره لا تبعث على الاطمئنان بل على القلق لان اميركا سريعا ما تنقض العهود ولا يمكن ان يؤمن لجانبها او الوثوق بها.