توزيع الاتهامات لا تنقذها من الكارثة الحتمية
امير حسين
الحريق الذي شب الاربعاء الماضي في منشأة نفطية بجازان السعودية يلفها الغموض في حين وجهت الرياض اصابع الاتهام لصنعاء بانها وراء ذلك وقد اعلن المتحدث باسم وزارة الطاقة السعودية بان القوات اليمنية تقف وراء الهجوم على هذه المنشأة مشيرا الى انه تم تدمير زورقين مفخخين عن بعد دون الدخول في التفاصيل وهو امر يستدعي الوقوف عنده لغياب اي مصدر اعلامي مستقل ينقل صورة ما حدث في المنشأة المذكورة.
لكن ما كان مستغربا ولافتا وتوقف عنده الكثير من المراقبين ان يدخل الملك سلمان على الخط مباشرة ويتهم ايران بانها وراء هذا الحادث دون اي سند ودليل يثير اكثر من علامة استفهام خاصة وان المملكة تواجه ازمات اقتصادية كبيرة تنذر بوقوع كارثة اقتصادية وهذا ما افصح عنه محمد بن سلمان يوم الخميس بان "الايرادات النفطية للميزانية السعودية انخفظت الى 410 مليارات ريال وهذه الايرادات غير كافية لتغطية حتى بند رواتب المقدر بـ 504 مليارات ريال في ميزانية هذا العام.
ان يكشف محمد سلمان هذه المعلومة قبيل ايام من انعقاد قمة العشرين في المملكة لامر يجب التوقف عنه خاصة وان الدعوات تتزايد لمقاطعة هذه القمة من قبل منظمات حقوقية ومؤسسات دولية بسبب ملفات حقوق الانسان التي تثقل كاهل السعودية بدءا بقتل الخاشقجي مرورا بالاعدامات وانتهاء بحقوق المرأة ناهيك عن جرائمها الوحشية وانتهاكاتها الفظيعة في اليمن وهذا ما بات بضياقها بشدة نتيجة هزائمها المتكررة في هذا البلد.
وما ذهب اليه الملك سلمان المتورط في الارهاب مباشرة عبر دعمه لداعش واخواتها وكذلك غزو اليمن واحتلال البحرين والوقوف خلف تاجيج الحروب في العراق وسوريا وغيرها، هي لمحاولاته يائسة لاتهام طهران للوقوف خلف حادثة المنشأة النفطية بجازان بهدف التعتيم على سياسات المملكة الفاشلة وما تمر به من اوضاع شائكة خارجيا وداخليا وهذا ما جعلها في وضع مربك يهدد مستقبلها وليس امامها افق واضح تستطيع مواصلة سياساتها الخاطئة والمتهورة والايام القادمة ستكشف لنا حقيقة الاوضاع في المملكة المتهالكة وان توزيعها للاتهامات للاخرين لا ينقذها من الكارثة الحتمية.