تونس تنهي رسميا المرحلة الانتقالية
روعة قاسم
بإسدال الستار على الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية، تكون الخضراء قد أنهت بسلام مرحلتها الانتقالية الثانية، بعدما سلمت الراية إلى محمد الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة الأسبق بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية على منافسه رئيس الجمهورية المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.
ويفسر البعض تراجع نسبة الاقبال على التصويت مقارنة بالانتخابات النيابية وبالدور الأول من الانتخابات الرئاسية بحالة الملل التي انتابت التونسيين بعد كثرة الاستحقاقات الانتخابية المرهقة. حيث امتدت هذه المدة لأشهر ثلاثة و تزامنت في نهايتها مع العطلة المدرسية والجامعية التي عادة ما تشهد إقبال العائلات التونسية على الراحة والاستجمام.
رئاسة الحكومة
وبعد فوز قائد السبسي بالرئاسة يكون حزب نداء تونس قد هيمن على قرطاج (مقر الرئاسة) وباردو (مقر البرلمان) والقصبة (مقر رئاسة الحكومة) وهو ما أثار خوف المنافسين خوفا مما يسمونه إمكانية التغول والاستفراد بالسلطة والعودة بالبلاد إلى الاستبداد. ويرجح أغلب الخبراء والمحللين أن تتنازل حركة نداء تونس عن رئاسة الحكومة لشخصية مستقلة مقربة منها حتى لا تتهم بالهيمنة والتغول، والخيارات المطروحة عديدة في هذا الاطار.
ويتمتع رئيس الحكومة وفقا للدستور التونسي الجديد بأهم الصلاحيات التنفيذية على غرار ما هو حاصل في الأنظمة البرلمانية التي تختلف عن النظام التونسي في مسألة اختيار الرئيس من قبل نواب البرلمان في حين أنه ينتخب في تونس مباشرة من الشعب بالاقتراع العام المباشر.
صلاحيات مهمة ومحدودة
أما رئيس الجمهورية فإن صلاحياته ترتكز بالأساس على الأمن والدفاع والسياسة الخارجية مع إمكانية حل البرلمان لكن في حالات استثنائية حددها الدستور الجديد حصرا. ويتوقع أن ينجح قائد السبسي في حفظ الأمن ومحاربة الارهاب باعتبار خبرته الطويلة في عالم السياسة وباعتباره رجل دولة يمتلك الخبرة التي لا تتوافر لدى منافسه في الرئاسة المنصف المرزوقي.
كما يتوقع أن تعود الديبلوماسية التونسية مع قائد السبسي إلى سالف عهدها في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وفي الحرص على إقامة علاقات جيدة مع الدول الشقيقة. وفي هذا الاطار من المنتظر أن تعود العلاقات الديبلوماسية مع سوريا التي كانت قبل قدوم المرزوقي وحركة النهضة متطورة مقارنة بعلاقات تونس مع باقي الدول العربية، كما ستعود العلاقات مع مصر إلى سيرتها الأولى بعد أن انتصرت تونس الرسمية في عهد النهضة والمرزوقي للرئيس المصري السابق محمد مرسي ولحركة الاخوان المسلمين.
طعون
وبعد إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فوز السبسي يتوقع أن يطعن فيها الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي ويتأخر تسلم الرئيس الجديد لمهامه. فقد طعن المرزوقي في نتائج الدور الأول لدى المحكمة الادارية التي رفضت الطعون جميعا وهو ما تسبب في تأخر الدور الثاني والحاسم والذي كان من المفروض أن يجرى قبل أكثر من أسبوع.
ولعل ما يبعث على هذه الخشية لدى عدد كبير من المراقبين هو تصريحات سابقة للمرزوقي أكد من خلالها أنه سيكون الفائز في الانتخابات إذا لم يحصل تزوير. كما أن الشعار الذي رفعه المرزوقي "ننتصر أو ننتصر” يثير انزعاج البعض، فهو الشعار ذاته الذي رفعه رئيس ساحل العاج السابق لوران غباغبو الذي لم يعترف بفوز خصمه الحسن واتارا وتم إخراجه بالقوة من القصر الرئاسي.