kayhan.ir

رمز الخبر: 121978
تأريخ النشر : 2020November08 - 20:11

إنا من المجرمين لمنتقمون

مهدي منصوري

من الواضح ان السياسة والاستراتيجية الاميركية ومنذ تاسيسها والى يومنا هذا قائمة على المصالح لا المبادئ وان نظرية ميكافيلي التي تقول "الغاية تبرر الوسيلة" هي العنوان البارز لهذه السياسة، ولذا فان مجئ رئيس بدلا عن رئيس آخر لا يخرج عن هذه الاطار الا ان التفاوت في الامر يقع في اسلوب استخدام وتطبيق هذه النظرية. والتجربة اثبتت ان الجمهوريين ينزعون في تطبيق سياستهم على مبدأ فرض الامر الواقع حتى ولو اقتضى الامر استخدام القوة المفرطة وهو ما شهدناه في عهد بوش الاب وبوش الصغير وترامب اذ نجد ان العنوان الابرز لسياسة هؤلاء هي لغة التهديد والقوة من اجل اخضاع الاخرين لارادتهم دون رعاية للمواثيق والمعاهدات الدولية التي ترسم العلاقة بين الدول.

ولذلك فان بوش الاب قد افرط في استخدام القوة ضد العراق من خلال القصف المتوالي وهدم البنى التحتية لهذا البلد وقرارات الحصار الجائر التي وضعت العراقيين في ظرف قاس جدا. وجاء بوش الصغير واكمل المشوار من خلال غزو العراق وافغانستان ومن دون اي مبرر قانوني او شرعي. ومخالف لارادة المجتمع الدولي. واما بالنسبة لايران فان جرائمهم لا تعد ولا تحصى ضد الشعب الايراني والتي امتدت حالة حقدهم الى اربعة عقود ونيف لا لسبب معين بل لان الوضع الجديد الذي احدثته ثورة الشعب الايراني لم تأت على مقاساتهم ولن تخضع لرغباتهم بعد ان كانت اداتهم القوية في اخضاع دول المنطقة بحيث جعلت منها شرطي الخليج الفارسي كما يقال وفي جولة سريعة لما قام به المختل عقليا ترامب وخلال السنوات الاربع نجد انه قد فاق ما سبقه اذ أنهم رفع راية العداء لكل الدول والشعوب بحيث وصل الامر الى الداخل الاميركي وما نشهده من حالة الارباك واختلال الامن والمواجهات التي تحتل شوارع الولايات الاميركية اليوم خاصة بعد فوز بايدن لدليل قاطع على السياسة الهوجاء وغير المتزنة التي اتبعها ترامب بحيث فرقت الشعب الاميركي من الداخل لان مثل هذه الحالة القائمة لم نشهدها على مدار وجودها بل ان الانتخابات هي الفصيل من تسند اليه رئاسته اميركا ويتم تسليم السلطة بسلالة بين من فاز من المرشحين والخاسر منهم الا ان ما يشهده العالم لم نجد له مثيل حتى في الدول التي لا تعرف للديمقراطية معنى. فكيف بدولة تدعي انها هي المؤسس الاول للديمقراطية والمدافعة عن حقوق الانسان والعدالة في العالم؟

ومما لا يمكن نسيانه او التعافي عنه لابد من الاشارة ان ترامب ويختلف عن سابقيه بايغاله العميق في دماء الشعوب من خلال تقوية المجاميع الارهابية من القاعدة الى داعش وخلق الازمات والحروب كما هو في اليمن وليبيا وسوريا اليوم وذهاب الالاف من الاطفال والنساء والرجال الابرياء ضحيةعنجهية وغروره الا ان وصل الى استهداف قادة النصر على الارهاب الشهيدين سليماني وابو مهدي المهندس والذي كان يفتخر بانه هو الذي امر باستهدافهم مما يدل دلالة واضحة انه هو المجرم الاول في استشهادهم ظنا منه انه يفلت من العقاب الا ان الضربة الالهية التي ليس صوت كما يقولون قد جاءته من حيث لا يحتسب بحيث وصفه في حالة من البؤس بعد فشله الذريع في الانتخابات والذي لم يكن يتوقعه احد مما جعله عبرة لمن اعتبر. ومن الطبيعي ان الدماء الطاهرة للشهيدين والضحايا الابرياء الاخرين الذين استهدفتهم القوات الاميركية ليس في العراق فحسب في كل البلدان لابد ان ينتقم لها ولا يمكن ان تذهب هدرا لان الباري تعالى يتول "ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا سورة الاسراء اية 33 ان لا يسرف في القتل" والذي ينبغي الشارة اليه ان الانتقام الالهي سوف لا يقتصر على ترامب فحسب بل سيسري على كل الذين ساهموا وساعدوا وقدموا ما يمكن تقديمه سواء كان من الدول او الشخصيات من اجل فتح الافاق لاميركا ان ترتكب جرائمها بحق الابرياء في المنطقة والعالم.