التحالف الاقليمي ضرورة .. ولكن!!
مهدي منصوري
من البديهيات المسلمة والتي اقتنعت بها أخيرا حتى الدول التي دعمت الارهاب وجعلته يتعملق وبهذه الصورة وحينما أدركت ان خطره سيحيق بها يوما ما، لايمكن مواجهته بصورة منفردة بل يتطلب جهدا جماعيا اقليميا بل وحتى دوليا للقضاء على هذا السرطان الذي اخذ يستشري وبصورة غير متوقعة.
ورغم شراسة الارهابيين الا اننا نجد ان هذه الشرذمة الاجرامية ورغم كل الدعم اللامحدود الذي قدم ويقدم لها من قبل بعض الدول الاقليمية وحتى العالمية من اجل تحقيق اهداف محددة كانت ترمي اليها.
الا ان الصمود الرائع والقوي من قبل القوات المسلحة العراقية والسورية على الخصوص والتي استطاعت ان تنال منه نيلا كبيرا بحيث وصل الامر بهذه المجاميع الى حالة من الانهيار بحيث افقدتها القدرة على المواجهة، وكذلك لما تكبدته من خسائر كبيرة في عناصرها البشرية والتي هي عصب استمرارها ودوامها لم يف بالغرض لحد الان لان هذه المجاميع لازالت تتلقى الدعم سواء كان معلنا او مستورا من قبل بعض دول المنطقة على الخصوص وكذلك من قبل واشنطن بالذات.
ومن هنا وجدت هذه الدول التي تضررت من الارهاب لابد من توفير الاجواء لتشكيل منظومة اقليمية مهمتها مكافحة هذا الارهاب الاهوج، ورغم ان فكرة تشكيل هذه المنظومة أمر جيد بحد ذاته، ويشكل خطوة متقدمة في دحر المجاميع الارهابية ان كتب لها النجاح، الا ان هناك بعض الملاحظات والتي لابد من الاشارة اليها قبل ان يرى هذا الوليد النور.
من المعلوم وكما اسلفنا ان بعض دول المنطقة لازالت ولهذه اللحظة تقف موقفا داعما للارهاب تمويلا وتسليحا وتدريبا واعلاما ولوجستيا وبشريا لتحقيق اهداف مرسومة ومحددة كما يصدر في بيانها من سبب تشكيل هذه المجاميع، فهل يمكن يا ترى ان تغير من وجهة نظرها وبهذه السرعة لتكون من ضمن الدول التي تحارب الارهاب؟ سؤال يحتاج الى الاجابة.
اما الدول المتضررة من هذه الارهاب فان خطوتها هذه قد تكون لبنة جديدة في بناء اقليمي كبير من اجل القضاء على هذه المجاميع، خاصة وان الاسباب التي تشكلت من اجلها هذه المجاميع واضحة ومعلومة وغير خافية على احد خاصة في سوريا، وكذلك في العراق، ومتى ما تغيرت الافكار والتوجهات لبعض الدول واحساسا منها بخطر الارهاب الذي سيدق ابوابها يوما ما فان هذه المنظومة ستجد طريقها للنور هذا من جانب، ومن جانب آخر فانه ومتى مااجتمعت الجهود في هدف واحد وتم التنسيق لتحقيق هذا الهدف ومن دون اعتبارات اوتصورات خاطئة او مصالح ضيقة او اهداف مرسومة مسبقا ، فقد يتحقق النجاح لهذه المنظومة في ان تاخذ طريقها الواسع لمحاربة الارهاب والقضاء عليه لما تملكه من امكانيات هائلة في هذا المجال .
اذن وفي نهاية المطاف والذي لابد من الاشارة اليه ان الجمهورية الاسلامية والتي قد تكون أول دولة في المنطقة اكتوت بنار الارهاب ومنذ بداية انتصار الثورة قبل اكثر من اربعة عقود من الزمن، ولذلك فهي اليوم ترفع الراية عاليا في محاربته، وكذلك تقدم مايمكن تقديمه وعلى أي مستوى كان من اجل دحر هذا الارهاب، وقد جاءت زيارة لاريجاني لكل من سوريا ولبنان والعراق من اجل تحقيق هذا الهدف، وما استجابت العراق لهذا الامر قد يمكن ان تكون خطوة هامة جدا خاصة وان تجربته في مكافحة الارهاب قد تكون فريدة بحيث استطاع ان يلحق الهزيمة بالارهابيين ومن خلال ابناء قواته المسلحة مدعومة بالحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية العليا دفاعا عن الوطن والمقدسات.
لذلك ينبغي على الدول الاخرى والتي تدعي انها تحارب الارهاب ان تنظم الى هذه المنظومة الاقليمية من اجل رفع كل المخاوف والقلق الذي اخذ يتسرب لدى شعوب المنطقة.