قلق سعودي "اسرائيلي" من فوز بايدن
مهدي منصوري
كسرت كل من السعودية و"اسرائيل" صمتها بعد ان تأكد لهما ان بايدن على ابواب دخول البيت الابيض بصفته رئيسا للولايات المتحدة. وقد جاء القلق السعودي على لسان تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق بقوله ان "تعهد بايدن بالعودة الى الاتفاق النووي سينسف كل القرارات التي اتخذها ترامب في منطقة الشرق الاوسط خاصة في القدس او الجولان، وبذلك سيقبرالاتفاق "الابراهيمي"، وقد لا يقتصر القلق والارباك في الجانب السعودي بل سينسحب اتوماتيكيا على الدول التي ركضت لاهثة وراء التطبيع مع الكيان الغاصب وبدعم وضغط من ترامب.
اما الجانب الاسرائيلي فانه نحى منحى آخر لطرح موضوع قلقه من فوز بايدن بحيث اخذ يهول في الامر وكما جاء على لسان وزير المستوطنات الصهيوني نساجي هنعتي والذي يعد من الخبراء في شؤون الامن القومي و"التعاون الاقليمي" الذي حذر من ان "فوز بايدن وعودته للاتفاق النووي مع ايران قد يؤدي الى اندلاع حرب بين طهران وتل ابيب"، وقد غاب عن ذاكرة هذا الخبير ان بلاده "اسرائيل" قد منيت بالخسارة والفشل من حزب الله اللبناني بقدراته المحدودة في عدوانين خاسرين فكيف يجرأ ان يحارب ايران والتي تملك من الامكانيات البشرية والتسليحية بحيث تجعل من كيانه المهزوز اثرا بعد عين.
وان هذا التهويل الاعلامي الذي يمارسه اليوم الاعلام والمعلقين والخبراء الصهاينة بسبب ان الكيان الصهيوني يرى ان مصلحته بل مصالحه لن تتحقق بمغادرة ترامب البيت الابيض غير ماسوفا عليه، وان عودة اميركا برئاسة بايدن الى الاتفاق النووي سيشكل اضرارا باستراتيجية (الخنق) التي كان يقودها ترامب. ولابد ان نضيف ايضا ان ترامب قد لاح باللائمة على نتنياهو حول خذلانه له في الانتخابات اذ ظهر ان 77% من اليهود قد انتخبوا بايدن.
لذا ومما تقدم يعكس ان خطط التآمر الاميركي الصهيوني السعودي ضد ايران قد ان فشلها و قبرها في المهد وان امال اعداء الشعب الايراني في ايصاله الى حالة اليأس ستذهب ادراج الرياح. وبذلك فانهم يعتبرون خسارة ترامب وفوز بايدن سيسجل انتصارا لمحور المقاومة في المنطقة الذي تقوده طهران. وهذا مما لايمكن احتماله او قبوله من طرفهم، ولكن وكما يقولون ان "الفأس قد وقع على الراس" وسيذهب ترامب الى مزبلة التاريخ وستبقى الحسرة والالم في نفوس اعداء ايران الذين كانوا وباستخدامهم قرارات المقاطعة والحصار سيركعونها الى ارادتهم الا ان ارادة الله سبحانه وبقدرة وقوة وصلابة الشعب الايراني الذي وقف صامدا مع قيادته ضد هذه القرارات الجائرة بقيت هي المنتصرة وستبقى مرارة الهزيمة في حلقوم ترامب وجوقته الحاقدة الى ابد التاريخ .