kayhan.ir

رمز الخبر: 121820
تأريخ النشر : 2020November06 - 18:52

الى الشعوب الأوروبية المستضعفة ,,, تعالوا إلى كلمة سواء


محمد شادي توتونجي

بداية حتى لا يفسر ما سنقول على أنه تبرير للإرهاب فإننا وبشكل قطعي ويقيني وحاسم نرفض وندين دينياً وأخلاقياً وإنسانياً كل الجرائم التي أرتكتبت وترتكب ضد نظرائنا في الإنسانية المنتمين إلى كل الأديان السماوية أو أي عقيدة أو فكر تحت شعارات إسلامية مزيفة ، مالم يعتدوا علينا بالقتل.

ولكننا اليوم نقول لكم أيها المستضعفون من أبناء جيراننا الأوروبيين أنتم اليوم تنامون مع العقارب بسبب سياسات حكامكم وحكوماتكم والدول العميقة التي تحكم منظوماتكم من أجهزة الإستخبارات اللعينة التي أدرات وتدير كل الحروب القذرة في العالم منذ ما قبل الحربين العالميتين حتى ، وهم السبب الرئيس في ما حصل ويحصل في العالم اليوم وما يحصل في أوروبا تحديداً وذلك بالأدلة التالية:

لنتفق أولاً أن هذا التطرف التكفيري الإجرامي هو من صناعة الغرب وبشكل أساسي من بريطانيا وتحديداً جهاز استخباراتها الخارجي الذي أسس وأنشئ منبع الفكر التكفيري في العالم عبر تكوينه لمنظمة الإخوان المسلمين الإرهابية وكذلك والأكثر خطورة هو إنشاء النظام الوهابي الذي يعد رأس الحربة في المشروع التكفيري المعادي للإنسانية جمعاء والذي يدعو للقتل والتكفير والبغضاء والذي أتى إلى شبه جزيرة العرب على ظهور الدبابت البريطانية أي من أوروبا.

وأصبح مدعوماً من النظام الاميركي المجرم الإرهابي سياسياً وعسكرياً في أيامنا هذه ، بل ساعده هذا النظام على تطوير الإرهاب فيه وشكلوا تنظيم القاعدة ابتداءً الذي أُسس يومها لمحاربة الجيوش السوفياتية " الكافرة " إبان احتلالها لأفغانستان ومنه انبثقت في السنوات العشر الأخيرة تنظيمات إرهابية غير مسبوقة مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش الإرهابيين ومارسوا أعلى درجات الإرهاب وأبشعه في تاريخ الإنسانية في سورية والعراق وليبيا واليمن فقطعوا الرؤوس وأكلوا الأكباد وشقوا الصدور بدعم كامل من حكامكم بالتشارك وبالضغط من النظام الاميركي المجرم.

وهنا سأحيلكم إلى تصريح وزير خارجية فرنسا المأفون لوران فابيوس يوم كانت تفتك جبهة النصرة المصنفة إرهابياً حتى في منظمة الأمم المتحدة وكانت هذه الزمرة الإرهابية تفتك بالشعب السوري تحت شعار " بالذبح جئناكم " كان فابيوس يبتسم و يقول بكل وضاعة " ما أروع العمل الذي يقوم به أصدقاؤنا في جبهة النصرة ".

وأحتضت الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا إجتماعات الجماعات الإرهابية وروجت لدعهما تحت مسمى مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري وفتحت فنادقها و شاشاتها لمجرمي الأرض فقط لتدمير الدولة السورية وكذلك العراق والجمهورية ألإسلامية الإيرانية عبر أحتضان " زمرة منافقي خلق الإرهابية " لإرضاء سيد أنظمتكم الاميركي وحليفكم الصهيوني.

وليس فقط ذلك بل انها كانت تشارك بالحرب مباشرة ضد الجيوش الوطنية الشرعية والنظامية التي كانت تحارب هذه التنظيمات الإرهابية وتقتل سفاحيها وتقدم الشهداء والجرحى نيابة عن الإنسانية ، وكانت انظمتكم هذه تقدم كل الدعم العسكري والمالي والسياسي والإعلامي لتلك الجماعات فضلاً عن الاستخباراتي وتؤمن لها الحماية الدولية للترويج عبر مجلس الأمن بأنها فصائل معارضة وطنية سليمة أو كما أطلقوا عليها " المعارضة المعتدلة " ، وكل الوثائق والصور والتحقيقات تثبت تورط حكامكم في دعم تلك الجماعات وتم عرض الألاف من الأسلحة وأجهزة الإتصال التي زودوا بها تلك الجماعات فضلاً عن عدم خجل زعاماتكم من التصريح بالدعم العلني لتك الجماعات الإرهابية.

وكنا يومها و مازلنا إلى اليوم نقول لهم لا تناموا مع العقارب لإنها سترتد عليكم وعلى شعوبكم ولكن أيها المستضعفون المغيبون من نظرائنا في الإنسانية من الشعب الأوروبي أمعنت حكوماتكم في العبث في عقولكم وفي تضليلكم وفي تغييبكم عن الحقائق ولم تبال بكم ولم تصغي إلى نصائحنا حول السياسات ولم تأبه إلى ما سيؤول إليه مصيركم عندما يعود على أقل تقدير هؤلاء الإرهابيون الأوروبيون الذين جندتهم أجهزة استخبارات أنظمتكم إلى بلادكم ويطبقون أفكارهم الوهابية التي إشربوا بها من خلال حربهم الإجرامية في بلادنا ، ولا يخفى على أحد أؤلئك الرجال والنساء الغربيون الذين أتوا الى بلادنا بحجة الجهاد وكيف أنهم أيضاً أنجبوا لكم جيلاً قادماً من الإرهابيون الجدد ليكملوا مسيرة إجرامهم فيكم وفي أبنائكم لاحقاً.

والأسوأ من ذلك أن قياداتكم وأجهزة استخباراتكم قامت بالمشاركة في أنذل عملية في تاريخ الحروب عندما أغتالت القادة الشهداء الذين يشهد لهم العالم بأثره على أنهم كانوا رأس الحربة الأمضى في حرب وإبادة تلك الجماعات التكفيرية وأقصد الشهيدين سليماني والمهندس اللذين حررا بلادنا من رجس تلك المجموعات التي كانت تدعمها حكوماتكم ، والأكثر إيلاماً أن حكوماتكم تلك التي تدعي الدفاع عن الإنسانية والحريات كانت تساهم في الحصار على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى الجيش العربي السوري وحزب الله اللبناني وفصائل المقاومة العراقية وتساهم في أقسى أنواع الإجرام الإقتصادي بحق أبناء شعوب تلك الدول في إيران والعراق وسورية ولبنان فقط لأنهم أفشلوا مخططات حكوماتكم في تدمير المنطقة ونشرالإرهاب الذي يعصف بكم اليوم.

أنتم اليوم أيها الشعوب المسكينة ألا تعتقدون أن حكوماتكم هي الأكثر إساءة لدينكم وعقيدتكم عبر دعم الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة الذي يحتل مقدساتكم الكنسيَة في فلسطين مهد السيد المسيح ، فضلاً عن دعم الجماعات الإرهابية الوهابية التكفيرية التي دمرت كنائسكم التاريخية وإرثكم الديني في المشرق في سورية والعراق، وتلك الجماعات التي قتلت من المسيحيين ما قتلت واغتصبت نساءهم وهجرتهم من أراضيهم وأختطفت الرهبان وقتلتهم.

قياداتكم كانت الأساس في الإعتداء على مقدساتكم وشعائركم الدينية قبل عبر تلك السياسات الإرهابية الإجرامية التي سلكتها وهي التي وضعت مستقبلكم ومستقبل أبنائكم تحت سكاكين وسيوف هؤلاء المجرمين الإرهابيين ، ونفس هذه القيادات هي التي تريد أن تحطم كل مظاهر الأخوة والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في العالم وإبتداء من المشرق الذي شكل أرقى صورة ذلك التعايش الإنساني المحض على مر العصور.

قياداتكم المتطرفة ومنذ القرون ما قبل الوسطى حتى هي التي أشعلت الحروب الصليبية وغزت بلادنا وقتلت من المسيحيين أكثر ما قتلت من المسلمين بسبب افكارها المتطرفة ، وأيامها دافع المسلمون عن إخوانهم المسيحيين المشرقيين بالدم والسيف ودحروا تلك الحملات الصليبية وحافظ على الوجود المسيحي في المشرق.

وعوداً على بدء فأنني مع جميع إخواني المسلمين المحمديين في المشرق أكرر رفضنا وشجبنا للجرائم التي يرتكبها التكفيريون في كل مكان في العالم كله ، ولكننا في نفس الوقت و بشكل حاسم لا نقبل أي إساءة لديننا ولنبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الأطهار من قبل أي إنسان على وجه البسيطة وعلى نفس السواء نرفض الإساءة لكل الأنبياء والمرسلين من الله تعالى ، وإننا ندعوكم أيها الشعوب الأوروبية إلى كلمة سواء للوقوف معاً في وجه كل هذه المظاهر المتطرفة التی تقودها حکوماتکم بالتعاون مع الإنظمة المتطرفة في المشرق وعلى رأسها مملكة بني سعود الوهابية وتغطي على جرائمها مقابل حصولها على أموال لتغطي بها سياساتها البائسة.

أنظمتكم الحاكمة هذه والمدعية الدفاع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان هي نفسها التي قمعت مطالبكم الشعبية كما يحصل في فرنسا في مواجهة جماعة السترات الصفراء ، وكذلك في اميركا التي تمارس أبشع أنواع التمييز العنصري ضد السود برئاسة المجرم المتطرف دونالد ترامب ، ثم تذهب هذه الأنظمة المجرمة لتخوض الحروب في الدول الأخرى وتقوضها وتدمرها وتسقط أنظمتها بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة الدكتاتوريات كما تدعي.

ولذلك وللمرة الأخيرة فإني أدعوكم للنهوض في وجه تلك الطغمات الحاكمة المخادعة وردعها عن الإستمرار في تلك السياسات المنحرفة والإرهابية حرصاً على حياتكم وأمنكم ومستقبل أبنائكم أولاً ثم الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.

البناء