لاريجاني: سنواصل وقوفنا الى جانب الشعبين الشقيقين العراقي والسوري وحكومتيهما
طهران - كيهان العربي:- يواصل رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور على لاريجاني اليوم الاربعاء زيارته الرسمية الى العراق المحطة الثالثة والاخيرة من جولة اقليمية قادته الى كل من سوريا ولبنان، حيث سيلتقي هناك الرئيس معصوم ورئيس الوزراء العبادي ونظيره الجبوري فضلا عن لقائه عددا من الشخصيات السياسية.
وكان الدكتور لاريجاني قد التقى صباح أمس الثلاثاء وفور وصوله النجف الاشرف في اليوم الاول من زيارته للعراق، التقى سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد على السيستاني ومن ثم المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ بشير النجفي والشيخ الفياض، بعد أن توجه الى زيارة مرقد الامام على أمير المؤمنين عليه السلام فيما قام عصر أمس بزيارة مرقد الامام الحسين (ع) وأخيه العباس _ع) في مدينة كربلاء المقدسة قبل أن يتوجه الى العاصمة بغداد.
وأكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي مرة اخرى وقوف الجمهورية الاسلامية في ايران الى جانب الشعب العراقي وحكومته منذ بدء الأزمة في العراق مشددا على أنه تداول مع المرجع الديني السيد السيستاني عدة مواضيع بينها تقديم طهران الدعم لمكافحة الارهاب والقرارات التي اتخذت في هذا الخصوص لارساء الامن والاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط.
وقال الدكتور لاريجاني للصحفيين بعد لقائه المرجع السيستاني: ان القضايا التي ناقشها مع سماحة المرجع السيستاني كانت قضية الارهابيين الذين خلقوا المتاعب للمسلمين في دول المنطقة مثل سوريا والعراق والدول الاسلامية الاخرى وكذلك القرارات التي يمكن أن تؤدي الى ارساء الامن والاستقرار بهذه المنطقة ، مشيراً الى انه أطلع السيد السيستاني على الزيارة التي قام بها الى سوريا ولبنان والقرارات التي اتخذت موضحا أنه شرح لسماحته الجهود التي تبذلها الجمهورية الاسلامية الايرانية في مكافحة الارهاب ووقوفها الى جانب الشعب العراقي المسلم.
واستطرد قائلا: ان آية الله السيستاني يتميز بنظرة عميقة جدا ينظر بها الى المسلمين كافة من سنة وشيعة وتركمان حيث أنه يدعو الى التعايش السلمي بين مختلف أطياف الشعب العراقي. معتبراً هذا المرجع الديني بالنعمة الكبيرة للشعب العراقي والمسلمين.
وكشف رئيس المجلس بالقول: ان ايران التي وقفت الى جانب الشعب العراقي وحكومته منذ بدء الازمة ستبذل جهودها في المستقبل في هذا الاطار أيضا. مشيراً الى الانتصارات الأخيرة التي حققها الشعبان العراقي والسوري ضد الارهابيين، وقال: على وسائل الاعلام أن تتسم بالواقعية وذلك لأن هذا المبدأ يعتبر حقا مشروعا لهذين الشعبين".
وقال الدكتور لاريجاني: ان الكثير من الدول باتت اليوم متفهمة لحساسيات المنطقة وخطر الارهاب وهذا ما يعد بحد ذاته خطوة الى الامام في الحرب على الارهاب.وانتقد تلك الدول التي قدمت الدعم الضمني للجماعات الارهابية.
وراى الحل في مكافحة الارهاب يكمن في تعاون جميع الدول الاسلامية مع الحكومة العراقية لاجتثاث جذور هذه الظاهرة في اسرع وقت ممكن.
وقال ان الهدف من زيارته للعراق والتي جاءت بعد جولة قادته للبنان وسوريا، هو بحث اهم القضايا على الصعيدين الاقليمي والدولي.
وكان الدكتور لاريجاني قد بدأ جولته الاقليمية هذه من سوريا حيث اجرى فيها لقاءات مع الرئيس بشار الاسد ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورئيس الوزراء وائل الحلقي ووزير الخارجية وليد المعلم.
والتقى في دمشق ايضا ممثلي الفصائل الفلسطينية وعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس مجلس الشعب السوري.
كما زار الدكتور لاريجاني في سوريا مرقد السيدة "زينب (سلام الله عليها)" والسيدة رقية (سلام الله عليها).
وفي لبنان التقى رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور لاريجاني قبل مغادرته بيروت السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله لبنان ومن قبله رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل.
كما التقى رئيس مجلس الشورى الاسلامي في بيروت الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين رمضان عبدالله شلح وممثلي الفصائل الفلسطينية، وزار ضريح القائد الشهيد عماد مغنية.
والقى رئيس مجلس الشورى الاسلامي كلمة في كلية الحقوق بجامعة بيروت، ومن ثم شارك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني.
واكد السيد نصر الله خلال استقباله الدكتور لاريجاني في بيروت، ان مخطط الاعداء الرامي لتحويل النزاع الاخير في المنطقة الى فتنة طائفية بين الشيعة والسنة قد باء بالفشل. واصفاً، الصراع الاخير بانه بين المجموعات الارهابية في مقابل القوى الاسلامية والشعبية في المنطقة.
من جهته قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي لاريجاني ، انه قد ثبت صواب مواقف ايران وحزب الله في مواجهة المجموعات الارهابية منذ البداية.
كما تباحث الجانبان حول التطورات الجارية في المنطقة ومنها الشأن السوري والعلاقات بين ايران ولبنان.
وأكد الدكتور لاريجاني على وجوب ان تتركز كل الجهود على التصدي للكيان الصهيوني من جهة ومواجهة الإرهاب التكفيري من جهة أخرى، لافتًا الى أن الاثنين هما وجهان لعملة واحدة.
وقال لاريجاني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره بري في بيروت: اود ان اثمن واقدر عاليا المبادرة السياسية والوطنية التي قام بها دولة الرئيس بري في هذه الفترة والتي افسح من خلالها المجال للحوار الاخوي البناء بين التيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية. ونحن نعتبر ان هذه المبادرة الوطنية وهذا الحوار الكريم من شأنه ان يفسح المجال امام المزيد من التقريب في وجهات النظر وفي الرؤي لمختلف القوى والتيارات السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية الامر الذي يؤدي الى حلحلة العديد من المشاكل السياسية التي ما زالت قائمة حتى الان. وبطبيعة الحال فان المشاكل السياسية العالقة على الساحة اللبنانية هي امر يخص اللبنانيين انفسهم وبالتالي لا بد للنخب السياسية اللبنانية ان تجد المخارج اللازمة لمثل هذه المشكلات. ونحن نعرف ان النخب السياسية لطالما تحلت بالوعي والنضج والخبرة والكفاية التي تؤهلها لإيجاد الحلول الناجعة والمناسبة لكل الازمات التي يمر بها هذا البلد الشقيق'.
وقال: ان كل القوى المؤمنة بفكرة المقاومة والممانعة ينبغي ان تركز في هذه المرحلة على امرين اساسيين: الاول يتعلق بالتصدي للكيان الصهيوني، والثاني التصدي ومواجهة ظاهرة الارهاب والتكفير المتفشية للاسف الشديد في هذه المنطقة. ونحن نعتقد ان هذين الامرين هما وجهان لعملة واحدة'.
وخلال لقائه ممثلي الفصائل الفلسطينية بلبنان، قال الدكتور لاريجاني: على كل الفصائل الفلسطينية ان تعلم ان الخلافات فيما بينها تصب في مصلحة الكيان الصهيوني.
وقال: ان مجموع الظروف التي تمر بها المنطقة اليوم تشير الى اننا اليوم بحاجة الى وحدتين في موضوعين؛ الفصائل الفلسطينية والامة الاسلامية وكلاهما هدفه واحد القضية الفلسطينية والمقاومة.
واضاف: على جميع الفصائل الفلسطينية ان تعلم ان الخلافات فيما بينها تصب في مصلحة العدو الصهيوني وأن المحتل يضيق على القدس؛ واليوم لابد من الاستفادة من التجربة الماضية، ولابد من ان نضع حلا لهذه القضية من خلال تجمع فصائل المقاومة.
واوضح ان احباط التيارات الارهابية والاهتمام بقضية فلسطين تقع ضمن اولوياتنا، وصرح اننا نفخر بتقديم المساعدة لفلسطين ولن نقصر بأي نحو يمكننا في المساعدة.
وأردف: بشأن سوريا قلنا منذ البداية ان الاحداث التي تجري ليست طبيعية، فبعض الدول ادعت انها تساعد الارهابيين من اجل الديمقراطية، الا اننا اكدنا ان الاصلاحات في سوريا لا يمكن فرضها بالمدفع والدبابة والسلاح، في الحقيقة الديمقراطية لا تتحقق بالسلاح.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي لاريجاني أن القضايا الإقليمية أهدافها تختلف عن بعضها ، ونحن نتعاون مع روسيا لإيجاد حل وهذا لا شك فيه" ، لافتاً على اننا "منذ بداية الأزمة السورية قلنا للجميع يجب حلها عبر الوسائل السياسية" ، موضحاً أنه "لا نعتقد أنه من أجل الديمقراطية يجب أن نلجأ إلى السلاح" ، ومؤكدا "لا نثق بأمريكا التي تستعرض بعض المواقف وتدعي بأنها تعارض التطرف".