نصرالله يحشد الغرب في قفص الاتهام
ما حدث في فرنسا من عمليات ارهابية مدانة خلال الايام الاخيرة يتحمل عواقبه هذا البلد وقادته قسطا من المسؤولية لسلوكهم الخاطئ وغير السليم في معالجة الامور، فبدل من تصحيح المواقف وقراءة الحدث بشكل موضوعي للسيطرة على الموقف اخذوا يصبون الزيت على النار. فبعد حادثة معلم التاريخ الذي ذهب ضحية عملية ارهابية خرج الرئيس ماكرون على الملاء ليوجه سهامه الى الاسلام ويعلن بكل وقاحة ان الاسلام في ازمة وهذا خلاف للعقل والمنطق ان يحمل رئيس بلد اوروبي بمستوى فرنسا تصرف فرد محدد جريمته الى الاسلام في وقت ان هناك عمليات ارهابية مشابهة وقعت في فرنسا واميركا ونيوزيلندا وغيرها من دول العالم ولم يوجه المسلمون الاتهام لدين ومقدسات ذلك الارهابي بسبب وعيهم واحاطتهم بالارهاب الذي لا دين ولا وطن له، لكن عندما يتعلق الامر بفرد تكفيري ينتمي الى المسلمين وممن هم من صناعة اميركية باعتراف الاميركيين كهيلاري كلينتون وترامب، يوجهون كيل الاتهامات للاسلام والمسلمين الذي هم براء من مثل هذه العمليات الاجرامية والارهابية ويسيئون الى الاسلام دون اي مبرر لتنفيس احقادهم الدفينة ضده.
وامس الاول عرج السيد نصر الله امين عام حزب الله الى ما حدث في فرنسا خاصة العملية الارهابية في نيس و تعليق ماكرون على الحادث على انه "ارهاب اسلامي"، بانه اتهام باطل يجافي الحقيقة لان فرنسا هي من الدول الرئيسية التي دعمت هؤلاء التكفيريين وغذتهم وقدمتهم للعالم من خلال استضافتها لاول مؤتمر مزيف اسمته دول " مجموعة اصدقاء سوريا "، بانهم ثوار وطلاب حرية واستقلال في وقت كانوا يرتكبون ابشع الجرائم وافظعها بحق الشعبين السوري والعراقي وقد اشارت بعض الاحصاءات الغربية عام 2015 بان هناك عشرة الاف من هؤلاء التكفيريين الذين اوفدوهم الى سوريا والعراق هم من حملة الجنسية الاوروبية.
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه اليوم من الذي اعد هؤلاء التكفيريين وجندهم وارسلهم عبر الطائرات الى تركيا ومن ثم ادخالهم الى سوريا والعراق؟ الستم انتم ومخابراتكم الاوروبية التي ارادت الاستثمار فيهم لتدمير دول محور المقاومة خدمة للكيان الصهيوني. اما آن الاوان ان يتحرك المفكرون والنخب والمثقفون في الغرب لمساءلة مسؤوليهم حول هذه الجرائم ودورهم في دعم وتغذية وارسال هؤلاء التكفريين الى دول المنطقة وبالتالي عودتهم الى بلدانهم ليرتكبوا مثل هذه الجرائم البشعة المدانة انسانيا واسلاميا ولابد للراي العام الاوروبي والعالمي ان يلاحق الساسة الاوروبيين والاميركيين الذين لا يزالون يدعمون هذه الزمر الارهابية ويستثمرون فيهم لتحقيق اهدافهم الاستعمارية المقيتة. وان ما تتحمله اليوم الشعوب الاوروبية والفرنسي بالذات من معاناة وتهديد وتوتر واوضاع مربكة ومرعبة هو نتاج عمل ساستهم الذين صنعوا هؤلاء التكفيريين ليحصد اليوم ما زرعوه من اجرام و ارهاب بحق شعوب المنطقة.
فما خلص اليه سيد المقاومة في هذا الحديث الفصل بانه لا يجوز تعميم جريمة فرد محدد على الاسلام والمسلمين باسم حرية التعبير التي يسيء استخدامها بشكل مفرط ولا انساني لانه تجاوز في كل المعايير على كرامة الانسان والاديان والاساءة الى الرموز والمقدسات في حين تغيب هذه المقولة عندما يتعلق الامر بالكيان الصهيوني والهولوكوست. فلابد من اعادة النظر في هذا المفهوم والخروج بمشروع عالمي يمنع اي تجاوز يسيء الى الانبياء والرسل والمقدسات ويقطع الطريق على من يريد زعزعة الامن والاستقرار في العالم. لذلك بات اليوم قادة الغرب في قفص الاتهام وعليهم انقاذ انفسهم من هذه التهلكة التي تنتظرهم.