المرجع مكارم شيرازي: الأعداء زرعوا الخلاف بين المسلمين من خلال جماعات مثل داعش
طهران-فارس:-انطلقت صباح يوم الخميس اعمال مؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي الـ 34 برسالة المرجع آية الله ناصر مكارم شيرازي وكلمة رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف عبر الاجواء الافتراضية.
أكد المرجع الديني آية الله الشيخ ناصر مكارم شيرازي، أن الاعداء نكلوا بالكثير من البلدان الاسلامية وزرعوا الخلاف بين المسلمين من خلال تأسيس جماعات مثل داعش وجعلوها تهاجم المسلمين، مبينا ان العدو يحاول تدمير قوة المسلمين بأيديهم.
وفي رسالة مصورة للمؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الاسلامية، قال آية الله الشيخ مكارم شيرازي: ان اقامة هذا المؤتمر من المآثر والابداعات المهمة جداً.
وأضاف: المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية حركة مهمة في وجه من يعادون الوحدة وهو يرسل رسائل توحيدية في العالم الإسلامي.
وقسم سماحته معارضي الوحدة إلى 3 مجموعات، مؤكداً وجوب التصدي لنشاطهم واحباط جهودهم وقال: المجموعة الأولى هي المتطرفين الذين ينفثون في نار التفرقة دائماً. المتطرفون مثل هؤلاء، موجودون في المذاهب المختلفة ويجب التصدي لهم.
واعتبر ان الوهابية هم المجموعة الثانية الرافضة للوحدة وقال: هؤلاء يعتبرون أنهم المسلمون فقط ويكفرون الآخرين من الشيعة والسنة، ولذلك يرفضون الوحدة الإسلامية.
وتابع: المجموعة الثالثة المعارضة للوحدة الإسلامية هم الاجانب والغربيين وامريكا والكيان الصهيوني. وإذ أن هؤلاء يعملون على اثارة الخلاقات ومنع الوحدة الإسلامية.
ورأى أن المجموعات الثلاث تعمل دائماً ضد الوحدة لذلك، فإن المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية والذي ينعقد سنوياً أمسك بزمام الأمور ويواجه هؤلاء؛ وهو مؤثر حقاً.
واعتبر سماحته ان رسالة الوحدة هي رسالة المنطق ورسالة الاختلاف هي رسالة الشيطان وقال: الناس يؤمنون بالرسالة الأخلاقية أسهل مما يؤمنون بالرسالة الشيطانية. لذلك تقع مسؤولية كبيرة على عاتق هذا المؤتمر، مؤكدا أن الاعتماد على التعاليم الإسلامية وبصورة خاصة التعاليم القرآنية هو أفضل طريقة لوصول إلى الوحدة.
هذا واكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن الوحدة الاسلامية أنجزت تقارباً بين علماء السنة والشيعة وعززت الالتفاف حول المقاومة الفلسطينية وجمعت محوراً للمقاومة وكشفت زيف أطروحة التكفيريين، وأعلت راية كمال الاسلام.
وشدد الشيخ نعيم قاسم في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر السنوي للوجدة الاسلامية الذي أقامه مجمع التقريب بين المذاهب عبر الفضاء الافتراضي، على ان الغرب الذي يدعي احترامه حرية الرأي يسمح بإطلاق الإهانات والشتائم البعيدة عما يدعيه، والتي تشكل عدوانا أخلاقيا وتصرُّفا فتنويا، وهي تعبير عن ضعف المنطق واختيار القمع والظلم في مواجهة الاختلاف"، معتبرا أن "تصدي رئيس فرنسا والسلطة الحاكمة لتبرير الإساءة للرسول الأكرم (ص) والدفاع عن مرتكبيها مؤشران على ضحالة النموذج القيمي الغربي وعودته إلى أساليب الجاهلية.
واضاف: فرنسا لن تحصد إلا الخيبة والعزلة من مسلمي وأحرار العالم، وعليها أن تصحح نمطها في التعاطي مع الإسلام والمسلمين وإلا ستكون وحدها الخاسرة.
واعتبر أن العقوبات الأميركية عدوان اقتصادي له أهداف سياسية، إذ تسعى واشنطن الى تسيير ايران وتعطيل قدراتها الدفاعية لتفرض مواقفها وشروطها على طهران بسهولة"، مضيفا: هذه العقوبات تسعى الى عزل ايران وقطع صلاتها مع شعوب المنطقة التواقة الى الاستقلال والحرية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة.
وذكر الشيخ نعيم قاسم: العقوبات على حزب الله أتت لأنه أثبت جدارته في المقاومة والتحرير وحماية الاستقلال، ولأنه واجه العقوبات بالصمود وواصل المقاومة بأشكالها المختلفة، مؤكدا أن علينا تعزيز هذا النهج بين الأجيال الصاعدة لنجني بعد ذلك المزيد من الانتصارات إن شاء الله تعالى.
وتحدث عن موجة التطبيع العربية مع العدو الصهيوني، معتبرا أن هذه الخطوة هي خيانة من قبل الأنظمة، فيما الأمل يبقى بالشعوب، وقال: تطبيع الإمارات والبحرين والسودان ومن خلفها السعودية هو جزء من التآمر الدولي للسيطرة على بلداننا وخيراتنا وسلبنا قدسنا وفلسطين.. كان المطبعون عبئا مخفيًّا فظهر وانكشفت انحرافات الحكام، لتكون خطوة كبيرة على طريق سقوطهم.
وشدد بالقول: أن استمرار المقاومة وانتصاراتها هو الحل الوحيد لنحشد حولها الدعم بكل أشكاله، لتبقى أعيننا شاخصة نحو فلسطين وجهاد شعبها وروح فصائلها في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وتحدث عن نجاح ايران في مواجهة العالم بوقوفها ضد صدام حسين وأقامة جمهورية إسلامية باتت مشعل الأحرار في العالم، في حين نجح الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة واسقط أهداف "إسرائيل"، كما نجح حزب الله في مواجهة العالم بوقوفه ضد "اسرائيل"، في حين اسقط العراق وسوريا إمارات "داعش" الإرهابية، وصمد اليمن صمودا أسطوريا بوقوفه ضد السعودية.
من جهته اعتبر رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف، الاساءة الى النبي الاكرم (ص) اساءة الى جميع الانبياء والكتب السماوية، ولفت الى تطبيع بعض الدول علاقاتها مع الكيان الصهيوني، معتبرا هذا الامر بانه لا تاثير له على مقاومة الشعب الفلسطيني.
واضاف قاليباف في كلمته خلال مراسم افتتاح "المؤتمر الدولي الـ 34 للوحدة الإسلامية،" ان اي اساءة الى النبي الاكرم (ص) هي اساءة الى جميع الانبياء والكتب السماوية وان اي شخص او تيار يرتكب مثل هذه الوقاحة فانه لا يحظى بادنى فهم للدين والاخلاق والقيم المعنوية والانسانية.
وقال، ان قضية فلسطين تعتبر القضية الاولى للعالم الاسلامي وان دعم مبادئ فلسطين والقدس الشريف يعد عنصرا لوحدة المسلمين في كافة انحاء العالم غير اننا نشهد اليوم محاولات في جزء من العالم الاسلامي تستهدف وحدة المسلمين وللاسف ان هناک عددا ضئيلا من حكام الدول الاسلامية بادارتهم الظهر لمحور وحدة العالم الاسلامي وتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المزيف والارهابي والغاصب قد زرعوا بذور التفرقة في صفوف الامة الاسلامية ولكن على هؤلاء الحكام ان يعلموا ويعوا بان تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لن يستمر طويلا وان وصمة عارها ستظل مسجلة باسمهم الى الابد لدى الشعوب الاسلامية والحرة في العالم.
وتابع قائلا، في هذا العالم الذي تسوده الاضطرابات فان المسلمين بحاجة اكثر فاكثر الى احلال السلام وتعزيز التضامن والانسجام والتلاحم فيما بينهم للحركة السريعة نحو احياء الحضارة الاسلامية الجديدة، بدلا من اشعال الحروب وانعدام الامن واثارة الفرقة والصراعات.
واعتبر قاليباف أسبوع الوحدة رمزا لتضامن الأمة الإسلامية وشدد على ضرورة التمسك بالسيرة النبوية الشريفة والقرآن الكريم كمصدر رئيسي للوحدة في صفوف الامة الإسلامية.
ودعا العلماء والنخب والمفكرين في العالم الإسلامي إلى ايلاء المزيد من الاهتمام بتعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين وجميع الأديان السماوية من أجل ارساء السلام والأمن والازدهار في الدول الإسلامية وذلك من خلال توظيف جميع الامكانيات والطاقات بما في ذلك الفضاء الإلكتروني.
كما أكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حميد شهرياري: ، أن على الدول الاسلامية ان تتعاضد سياسيا وامنيا وعلميا، من اجل توفير عوامل القضاء على الجهل والتخلف الثقافي ورفع مستوى الوعي السياسي.
وفي حديثه خلال مراسم الافتتاح المؤتمر قال شهرياري: نأمل ان تساهم نتائج المواضيع التي تطرح في هذه الدورة من المؤتمر، في تجنب الحرب والصراعات والنزاعات وبالتالي تؤدي الى السلام والسلامة للمسلمين وأحرار العالم.
وحيا حجة الاسلام والمسلمين شهرياري ذكرى رواد الوحدة الاسلامية من قبيل الحاج قاسم سليماني وآية الله تسخيري والمهندس شيخ الاسلام والسيدة كرماني، وأكد أننا بدأنا أعمال مؤتمر الوحدة الاسلامية في دورته الرابعة والثلاثين بنشاطات متنوعة، في حين ان العالم الاسلامي يواجه تطورات سريعة ومعقدة، إذ أننا بحاجة الى الوحدة اكثر من أي زمان آخر، لافتا الى ان الوحدة ليست تكتيكا وانما استراتيجية حددها القرآن الكريم كمعيار بالنسبة لنا.
وتجري هذه الدورة من مؤتمر الوحدة الاسلامية بمشاركة 167 شخصية من 47 دولة في العالم عبر الاجواء الافتراضية.
وسيتحدث في المؤتمر ايضا 120 من المفكرين في الجمهورية الاسلامية.
ويعقد مؤتمر الوحدة الاسلامية تزامنا مع بدء اسبوع الوحدة وينتهي يوم الثلاثاء القادم 17 ربيع الاول المصادف لميلاد النبي الاكرم (ص).