kayhan.ir

رمز الخبر: 12128
تأريخ النشر : 2014December23 - 21:45

أمريكا تناصب العداء لعدو “داعش” الأول

منيب السائح

ما ان تمكنت القوات العراقية من وقف زحف "داعش” ، ومن ثم طردها من الكثير من المناطق القريبة من العاصمة بغداد و محافظات كركوك و ديالى وصلاح الدين والانبار، بفضل فتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، وقوات الحشد الشعبي، والمساعدة التي قدمتها ايران للعراق، حتى بدأت جهات دولية واقليمية ومحلية بشن هجمة شرسة ضد عناصر القوة هذه، الامر الذي كشف عن شعور باحباط شديد اصيبت بها هذه الجهات بسبب فشلها في تحقيق اهدافها في العراق عبر "داعش”.

اول السهام المسمومة التي انطلقت من هذه الجهات، استهدفت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وشخص سماحة اية الله السيد علي السيستاني (حفظه الله)، بسبب الفتوى التاريخية التي دعا من خلالها العراقيين الى حمل السلاح والدفاع عن اعراضهم وارضهم ومقدساتهم ، واليه يعود الفضل في كسر شوكة "داعش” في العراق.

السهم المسموم الذي استهدف المرجعية الدينية يتألف من ثلاث شعب، وهي امريكا والرجعية العربية والبعثيين والطائفيين الذين اندسوا في العملية السياسية في العراق ورافعي، لواء الدفاع عن اهل السنة في العراق زورا، حيث لم تخف امريكا استياءها من فتوى سماحة السيد السيستاني، وظهر ذلك من خلال تعاطيها السلبي مع قوات الحشد الشعبي التي جاءت كتجسيد عملي لفتوى سماحته، كما وقفت الحكومات العربية الرجعية لاسيما في دول الخليج الفارسي بالاضافة الى تركيا ذات الموقف السلبي والمحرض ضد فتوى السيد السيستاني ، ومازال الاعلام التابع لهذه الحكومات تشن هجوما ظالما على شخص السيد السيستاني.

ذات السهم المسموم بشعبه الثلاث، استهدف وما يزال يستهدف الركن الثاني من اركان الانتصار العراقي على "داعش” و هو قوات الحشد الشعبي ، فلا يمر يوم الا ويطلق هذه الثلاثي غير المقدس المؤلف من الامريكيين و الرجعية العربية و البعثيين والطائفيين، سمومهم ضد قوات الحشد الشعبي، واصفين هؤلاء الشباب الذين تركوا مقاعد الدراسة والجامعات والدوائر والمصانع واسرهم واضطروا لحمل السلاح للوقوف بوجه وحشية "داعش” للدفاع عن انفسهم واهلهم ، باشنع واقبح الصفات، كالطائفية والميليشيا والى آخر قائمة الاتهامات المعروفة والمجوجة.

اما الدعم الاستشاري الذي قدمته ايران للقوات العراقية والحشد الشعبي العراقي، فكان اكثر اركان النصر العراقي استهدافا، من قبل الحلف الثلاثي المذكور بعد ان انضمت اليه اسرائيل، حيث تحول هذا الدعم الى "احتلال” و "تدخل” و "هيمنة” و "تغلغل” ، في الوقت الذي جاء الحضور الاستشاري الايراني في العراق بطلب من الحكومة العراقية وبتنسيق كامل معها ، وشمل جميع اتباع القوميات والطوائف العراقية دون استثناء بشهادة العراقيين انفسهم.

كانت الحكومة العراقية والشعب العراقي ومحبي هذا الشعب والمراقبين للمشهد العراقي، يتوقعون ان تتم الاشادة بالموقف التاريخي للسيد السيستاني، وتضحيات قوات الحشد الشعبي ، والمساعدة التي قدمتها ايران، لوقفها زحف عصابات "داعش”، وانقاذ العاصمة بغداد والمدن المقدسة، و وقف دائرة الموت والدم والاغتصاب والسبي، من قبل العالم اجمع وخاصة الدول والحكومات التي قامت بتشكيل ائتلاف دولي لمحاربة "داعش” بزعامة الولايات المتحدة الامريكية يضم السعودية والبحرين والامارات واكثر من خمسين بلد في العالم، الا ان مثل هذه الاشادة لم تحصل فحسب بل ان هذا الائتلاف وفي مقدمته امريكا والسعودية وقطر والبحرين والامارات وتركيا بالاضافة الى اسرائيل، كان من اكثر الجهات تحريضا على من محارب "داعش” بكل ما اوتي من قوة وهو المرجعية الدينية والحشد الشعبي وايران.

اخر السهام التي خرجت من كنانة الائتلاف الدولي لمحاربة "داعش” انطلقت صوب اقوى شخصية ساهمت وبشكل كبير في الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي على "داعش” في اقليم كردستان العراق وفي آمرلي وجرف النصر وجلولاء والسعدية والعظيم وبيجي وعشرات المدن والبلدات العراقية الاخرى ، وهو قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، حيث اعتبرت منظمة الامم المتحدة، وبدفع صهيوني امريكي واضح، وجود اللواء سليماني في العراق، خرقا للحظر المفروض على الجمهورية الاسلامية في ايران.

وتم التعامل مع وجود شخص اللواء سليماني في العراق من قبل امريكا والصهيونية والرجعية العربية، وكأنه حدث جلل وقع استدعى ان تتدخل الامم المتحدة، حيث قدم مراقبون للعقوبات التي فُرضت ظلما من قبل الامم المتحدة تحت ضغط اللوبي الصهيوني في امريكا والغرب على الجمهورية الاسلامية في ايران، تقريرا في سبع صحفات قالت فيه ان صورا فوتوغرافية التقطت للواء سليماني في العراق.

ليس هناك من دلالة لهذه المواقف المعادية لعناصر الانتصار في العراق على "داعش”، من قبل من يدعون مناهضة هذا التنظيم التكفيري، الا زيف وكذب هذه الادعاءات، التي كشفت عنها قبل ذلك طريقة تعامل هذا التحالف الدولي مع هذا التنظيم الارهابي، ففي الوقت الذي مر على تشكيل هذا التحالف عدة شهور وتنفيذه مئات الغارات الجوية على مواقع "داعش”، بينما تشير الاخبار القادمة من العراق ان مسلحي "داعش” احتلوا عشرات القرى في محافظة الانبار واخذوا يهددون سامراء، وهو ما يؤكد عمليا ليس فشل التحالف الامريكي لمحاربة "داعش” فحسب، بل يؤكد عدم جدية هذا التحالف في محاربة "داعش”، حيث كشفت الوقائع على الارض ان امريكا تسعى الى ادارة "داعش” وليس القضاء عليها، لتحقيق اهدفها الخاصة في العراق والمنطقة.

لا امريكا ولا الامم المتحدة ولا الرجعية العربية ولا تركيا ولا اي جهة اخرى في العالم، لها الحق في ان تضع امام العراقيين خطوطا حمراء لطلب المساعدة من اي جهة كانت في العالم لاسيما من اشقائهم في ايران، الذين اثبتوا لهم انهم اكثر من اشقاء عندما سارعوا الى ارسال خيرة ابنائهم وفي مقدمتهم اللواء قاسم سليماني، بعيد سقوط الموصل بيد "داعش” مباشرة، الذين نزلوا الى الميدان جنبا الى جنب مع القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي غير ابهين بالخطر او الموت، واوقفوا تقدم "داعش” نحو بغداد، واحالوا دون سقوط المزيد من المدن والبلدات العراقية بيد "داعش” واراقة المزيد من دماء الابرياء من المسلمين الشيعة السنة والمسحيين والايزديين والاكراد.

عندما كان اللواء سليماني في الخطوط الاولى مع العراقيين جيشا وحشدا في مواجهة ارهاب "داعش”، كانت امريكا تضع الشروط وتماطل لتقديم مساعدات للشعب العراقي رغم ان هناك اتفاقا امنيا بين بغداد و واشنطن يُلزم الولايات المتحدة تقديم مساعدات فورية للعراق في حال تعرضه للخطر ، تاركتا بذلك المجال ل "داعش” لتنهش في اللحم العراقي، بينما واشنطن تتفرج.

ولم تات المساعدة الامريكية للعراق، الا بعد ان تاكد لواشنطن ان العراقيين وبفضل فتوى سماحة السيد السيستاني وقوات الحشد الشعبي و المساعدة الايرانية ، تمكنوا من احتواء "داعش” وبادروا بشن هجمات مضادة، عندها جاءت المساعدة الامريكية والتي تمثلت بشن غارات جوية استعراضية على اهداف ل”داعش” استهدف العديد منها قوات الحشد الشعبي ؟!!، مثلما اسقطت واشنطن صناديق الاسلحة والعتاد الحربي على مقاتلي "داعش” في مدينة كوباني عين العرب السورية؟!!.

المساعدة الفورية والعاجلة التي قدمتها ايران للعراق، اثر غزو "داعش” لهذا البلد والتي ساهمت في الحفاظ على ارواح مئات الالاف من الناس، اعترف بها رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود البارزاني، الذي اعلن ان ايران قدمت لهم السلاح دون اي قيد او شرط ، في الوقت الذي كانت "داعش” تهدد الاقليم، وهذه المساعدة الايرانية الفورية للعراق اعترف بها ايضا رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، الذي اعلن ان ايران سارعت في مساعدة العراق و وضعت يدها بيد العراقيين بينما امريكا تاخرت كثيرا.

ان العراقيين يعرفون ماذا يعني كسر الحصار الذي فرضته "داعش” على امرلي، والذي تحقق بفضل قوات الحشد الشعبي واللواء سليماني، فهو يعني انقاذ الالاف من الناس الابرياء ، ويعرفون ماذا يعني تحرير جرف النصر، فهو يعني ابعاد خطر "داعش” عن بغداد وتهديدها للمدن المقدسة، ويعرفون ماذا يعني تحرير السعدية وجلولاء وبيجي وغيرها من مدن وقرى ومناطق العراق الاخرى، انها تعني بداية النهاية ل”داعش” وابعاد شبح الارهابيين عنهم وعن مدنهم وعن مقدساتهم، لذا فان الايرانيين واللواء سليماني يكفيهم فخرا انهم وقفوا ضد ارهاب "داعش” وعملوا بما يمليه عليهم حق الجيرة والاسلام والقيم الانسانية، ولم ولن يكونوا يستخدمون الارهاب كوسيلة لتمرير اجندات سياسية كما تفعل امريكا والرجعية العربية، فالدماء العراقية عزيزة على الايرانيين الذين تربطهم اواصر تاريخية ودينية وثقافية واجتماعية وجغرافية واقتصادية وروحية بالعراقيين، لذلك لن تنظر ايران الى الشعب العراقي كما ينظر الاخرون، وهذه النظرة المختلفة 180 درجة، تعرف عليها العراقيون جيدا، لاسيما خلال السنوات التي اعقبت سقوط صنم بغداد.

ان الاجيال القادمة والتاريخ سيحكمون على من اتخذ "داعش” ورقة ضغط لتحقيق اهدافه ومصالحه على حساب دماء الشعب العراقي المظلوم وشعوب المنطقة، وعلى من ناصب العداء لشخصية كبيرة مثل اللواء قاسم سليماني الذي تناصب "داعش” ذات العداء، وكذلك على من وقف وبكل صلابة ودون تردد امام هذا التنظيم الارهابي التكفيري الاعمى، وانقذ ارواح الملايين من البشر في العراق وسوريا والمنطقة واوروبا وحتى امريكا وكندا واستراليا.