الخرطوم.. تظاهرات حاشدة رفضاً للمجلس العسكري الحاكم وتطبيعه مع العدو الصهيوني
طهران - كيهان العربي:- لا يزال الغضب الشعبي يسود الشارع السوداني بعد إعلان المجلس العسكري الحاكم موافقته على تطبيع العلاقات مع كيان العدو الصهيوني برعاية اميركية - سعودية.
فقد أحرق المتظاهرون السودانيون علم الكيان الصهيوني خلال مشاركتهم في مسيرة "تصحيح مسار الثورة”، بالعاصمة الخرطوم.
واكد المتظاهرون أن التطبيع لا يعبر عن شعبنا، ولا يصب أبداً في مصلحة السودان، وهو يعبر عن التبعية ويناقض موقف شعبنا التاريخي، وهو لا يخدم الا المصالح الشخصية لبعض المسؤولين في السودان.
وشددوا على أنه ليس من حق مجلس السيادة الانتقالي رسم السياسة الخارجية، وما جرى هو تعدّ على مواثيقنا. ومسار التطبيع يخلق شرخاً بين القوى السياسية ولا ينطبق أبداً ومسار الثورة.
وشدد المتظاهرون، أن من طبّع مع العدو الصهيوني لن يستفيد منه بأي شيء، فالتطبيع يخالف المبادئ التي تهم الشعب السوداني الذي لم يتم إطلاعه على ما جرى من اتفاقيات.
واكد المتظاهرون السودانيون وقوفهم في وجه ما وصفوه "بالمؤامرة التي تدعمها أطراف دولية وإقليمية لإجهاض الثورة السودانية، وإفراغها من مضمونها، والعودة بالبلاد إلى مستنقع المحاور والتبعية، والتي جاءت الثورة لإعادة السودان إلى موقعه الطبيعي والرائد في قارته الأفريقية ومحيطه العربي".
وأعلنت الشرطة السودانية، عن وفاة مواطن جراء إصابة قاتلة برصاص الشرطة، في تظاهرات بالعاصمة الخرطوم.
واعلن رئيس الحزب الوحدوي الناصري وعضو المجلس المركزي لقوى الحرية والعدالة جمال ادريس الكنين للميادين عن إجراءات قريبة "سياسية وميدانية تعبيراً عن رفضنا للتطبيع وستنظم تظاهرات جماهيرية، ومن بين الخيارات المطروحة سحب الاعتراف بالحكم الحالي".
من جهته، أعلن حزب البعث السوداني، سحب تأييده للسلطة الانتقالية، على خلفية الإعلان الثلاثي بإنهاء حالة العداء بين الخرطوم وتل أبيب.
ودعا الحزب، في بيان له، القوى السياسية، ومنظمات المجتمع المدني الرافضة للتطبيع إلى "الاصطفاف في جبهة عريضة"، لمقاومة ما أسماه "تزييف إرادة الشعب السوداني، ومحاولات تركيعه وإذلاله"، حسب ما ذكرت، صحيفة "التغيير" السودانية.
وفي السياق، حزب الأمة السوداني هاجم مؤسسات الحكم الانتقالي على خلفية سعيها للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
وواصلت أحزاب سودانية معارضة التعبير عن رفضها إعلان اتفاق تطبيع السودان مع "إسرائيل"، وكشف الطيب مصطفى رئيس حزب "منبر السلام العادل" السوداني أن الحزب يريد أن يشكل جبهة "لمواجهة هذا الفعل الخياني، ونحن لا نعترف بالحكومة الحالية".
وفي السياق، رفض "تحالف الإجماع الوطني" في السودان يوم السبت اتفاق التطبيع الذي أجرته حكومته مع "إسرائيل"، وقال إن "السلطة الانتقالية تتعمد انتهاك الوثيقة الدستورية بالمضي خطوات في اتجاه التطبيع".
هذا ويشهد السودان موجة غضب شعبية عارمة رفضاً للتطبيع، وأقدم متظاهرون سودانيون على حرق العلم الإسرائيلي احتجاجاً على اتفاق التطبيع، وردّدوا هتافات منددة برئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان.
يأتي ذلك، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، اتفاق تطبيع السودان العلاقات مع "إسرائيل". كما أعلن البيت الأبيض أن ترامب وقّع رسمياً إزالة إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك في أعقاب موافقة السودان على تسوية بعض مطالبات ضحايا الإرهاب وعائلاتهم من الولايات المتحدة.
وفي القدس المحتلة، فقد اعلنت وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد أن وزير الاستخبارات إيلي كوهين توقع إقامة تعاون أمني بين تل ابيب والخرطوم وتبادل السلع والاستثمارات. ونتنياهو يقول إن بعثة إسرائيلية ستتوجه في الأيام المقبلة إلى السودان.
نقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" عن مصدر سوداني "كبير"، أن "السودان مفتوح من الآن أمام الإسرائيليين"، معتبراً أن "اتفاق التطبيع خطوة جريئة أرادها السودان أكثر من إسرائيل".
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الاستخبارات إيلي كوهين توقع إقامة تعاون أمني بين "إسرائيل" والسودان وتبادل السلع والاستثمارات.