لماذا نتعاطف مع ايران ؟
حميد مسلم الطرفي
من حق الآخر أن يسألنا هذا السؤال لماذا نتعاطف مع ايران ؟
– نتعاطف مع ايران ليس لان بيننا وبينهم عقيدة دينية مشتركة
فهي دولة مسلمة جارة لنا معها 1200 كم حدود مشتركة.
– نتعاطف مع ايران ليس لان ايران آوتنا ونصرتنا يوم كان بعض حكام الدول يسفروننا بحقائب السيارات الخلفية إلى صدام حسين ليتم اعدامنا دون محاكمة.
– نتعاطف مع ايران ليس
لان ايران جازفت أيام الحصار (1991-2003) بتمرير نفطنا عبر سفنها لبيعه في الاسواق
وشراء مستلزمات الغذاء والدواء للشعب الذي تحاصره اميركا .
– نتعاطف مع ايران ليس لأنها مولت أحزاب المعارضة جميعاً فلم
تفرق بين سني وشيعي ولا بين قومي واسلامي ولا بين علماني وديني مولتهم أيام كانوا
معارضين ولم تبخل بمعونتهم وهم في الحكم.
– نتعاطف مع ايران ليس
لأنها بذلت ارواح مستشاريها وفتحت مخازن اسلحتها لصد داعش يوم كانت الأخيرة على
أبواب بغداد .
– نتعاطف مع ايران ليس لأنها لم ترسل انتحارياً واحداً من بين
الآلاف الذين تم ارسالهم ليفجروا كل شيء تدب فيه حياة البشر أسواق ، مراقد ، طرقات
، مستشفيات ، وسائل نقل ، مواقف عمال ، منازل مأهولة دون تفريق بين صغير وكبير ولا
بين رجال ونساء ولا بين مدني وعسكري .
– نتعاطف مع ايران ليس لأنها تصرح ليل نهار بأنها تريد عراقاً
آمناً مستقراً سيداً قوياً.
– نتعاطف مع ايران ليس لان العداء مع دولة مجاورة دون مبرر لا يقدم عليه سياسي اتقن الفن وألمَّ بالحرفة.
– نتعاطف مع ايران ليس
لأنها تصرح علناً بعدم رغبتها في أن تتدخل بشؤوننا الداخلية وفي كل مناسبة .
– نتعاطف مع ايران ليس لأنها دولة مستضعفة محاصرة من قبل أقوى
وأعتى وأطغى قوة في العالم وقد ذقنا مرارة الحصار على الأوطان وأنه – اي الحصار –
يقوي السلطة وينهك الشعب.
– نتعاطف مع ايران ليس
لأنها وقفت الى جانب قضيتنا العادلة ( فلسطين ) وقدمت ما تستطيع تقديمه للشعب
الفلسطيني مدنياً وعسكرياً .
– نتعاطف مع ايران ليس لذلك كله وان كان كل سبب مما ذكرنا
يستدعي منا أن نتعاطف معها .
إننا نتعاطف مع ايران لأن اميركا تطلب منا أن نعاديها وهي
بذلك تخدش سيادتنا وتجرح كرامتنا وتتدخل في قرارنا.
اميركا التي ما أطاعها حاكم إلا وأذلته وما خضع لها شعب إلا واحتقرته ونهبت ثرواته غصباً عنه.
اميركا ترامب التي باتت تتعامل مع الحكومات على طريقة (شقاوات ) البتاوين وشارع حيفا ايام زمان تأخذ (الخاوات ) بلطجةً واستهتاراً ودونكم (خادم الحرمين الشريفين) سلمان فهو المثال الحي كيف تعامل معه ترامب.
نتعاطف مع ايران لأننا لو خضعنا لطلب اميركا
فلن تكتفي بمعاداتنا لها بل سيطلبون منا حربها كما أغروا صدام بحربها وحرب الكويت .
نتعاطف مع ايران لان من يتغطى باميركا هو عريان كما قال
الراحل حسني مبارك ولن تفي اميركا بوعد على حساب مصلحتها يوماً .
اميركا التي دعتنا للثورة ضد الطاغية صدام في 1991 وما إن
ادركت ان لامصلحة لديها في تغيير نظام الحكم حتى تركتنا فريسةً لوحش ضارٍ وثور
هائج فملأ بنا أرض العراق قبوراً جماعية ولم يرف لها جفن ولم تدمع لها عين ولم
تعتذر حتى اليوم .
سنتعاطف مع ايران مادامت اميركا تطلب منا ان لا نتعاطف معها .