صاروخ الرضوانية "اميركي"
مهدي منصوري
يوما بعد آخر تتضح الامور للشعب العراقي وبادلتها القاطعة مما عانوه ويعانون منه منذ عام 1990 ميلادي وليومنا هذا سببه اميركا المجرمة. اذ هي وحلفاؤها من دول الخليج الفارسي خاصة السعودية مارسوا عملية الحصار القاتل عليهم بحيث وصل الامر الى ان العراقي يشتري براتبه الشهري طبقة بيض الدجاج، وكذلك وبعد الغزو الغاشم وتحت عنوان براق ثبت كذبه للعالم اجمع هو التحرير قد تمكنوا من السيطرة على الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية واصبحت مقاليد الامور بايديهم في هذا البلد بحيث اوصلوه اليوم الى حالة الافلاس بحيث تعجز الحكومة العراقية من توفير رواتب الموظفين فضلا عن الخدمات الاساسية رغم ما تملكه من امكانيات وثروات وطنية هائلة خاصة النفط والمنابع المالية الاخرى كل ذلك من اجل تطويع الشعب العراقي لان يكون بلدهم ولاية اميركية يتحكم فيها القرار الاميركي. ولكن وكما يقال ان "الرياح تجري بما لا تشتهي السفن" جاءت عكسية جدا بحيث اوجدت حالة من الغضب والحنق الشعبي ضد واشنطن حتى وصلت المطالب الملحة فيه الى خروج الغزاة الاجانب الاميركان من هذه الارض وباي ثمن كان.
ولما وجدت اميركا حالة الرفض القاطع من قبل العراقيين لبقائها اخذت تخلط الاوراق وتعمد الى القيام ببعض الاعمال الاجرامية من اجل خلق حالة من عدم الاستقرار والامن ورمي الاتهام على فصائل المقاومة الباسلة التي اذلتهم وكسرت شوكتهم من خلال الانتصار على وليدهم المدلل تنظيم داعش الارهابي من خلال الاستعانة بعملائها ومأجوريها باستخدام اسلوب اطلاق الصواريخ ضد سفاراتها وبعض قواعدها المنتشرة في العراق وغيرها من اساليب الاغتيالات لبعض الشخصيات واختطاف بعض الافراد لكي يتاح لها ان تحقق مخططها الاجرامي في البقاء في هذا البلد.
ولذا فان المراقبون للشأن العراقي قد اثار في ذهنهم سؤال حائر لازالوا لم يجدوا له جوابا الا وهو لماذا ورغم مطالبة كل الجهات السياسية وابناء الشعب والحكومة العراقية بالاعلان عمن وراء جرائم القتل والخطف وغيرها ورغم تشكيل اللجان المختلفة الا انهم لم يصلوا الى نتيجة تقنع الشعب العراقي؟ مما انعكس في اذهان الكثيرين لان الجاني والقاتل معروف لدى الحكومة العراقية وهم الاميركان وذيولهم لذلك فهي تعمد الى استخدام اسلوب الصمت وعدم الافصاح عن القتلة والمجرمين.
واخيرا والذي اوضح الصورة في اذهان الشعب العراقي من ان الاميركان هم وراء كل حالات زعزعة الامن والاستقرار في هذا البلد من خلال الصاروخ الذي وقع على عائلة في الرضوانية الذين راحوا ضحية المزاج الاميركي الحاقد بحيث ضج الاعلام الاميركي والاعلام المأجور العراقي والعربي من ان وراء هذا الصاروخ هي المقاومة. ولكنه وكما يقال " حبل الكذب قصير" ثبت العكس من ذلك وظهر ان الصاروخ الذي قتل العائلة وهدم دارها هو اميركي بامتياز مما اضطر الاميركيين الى الاعتذار من اهالي العائلة وتقديم تعويضا ماليا لها ما اسموه بالخطأ غير المتعمد.
اذن وفي نهاية المطاف وكما اشارت اوساط سياسية واعلامية عراقية من ان عدم اظهار حكومة الكاظمي الحقيقة لما توصلوا اليه من تحقيقات حول هذه الامور يعكس ان هناك تنسيقا او تواطؤا بينها وبين الاميركان من اجل تنفيذ مطالب واشنطن القاضية بالقضاء على المقاومة من خلال تهديدات بومبيو للرئيس العراقي صالح، ولكن وكما عرفه الاميركان ان هذه الالاعيب والاساليب لايمكن ان تخدع العراقيين أو تضع حاجزا عدائيا بينهم وبين مقاومتهم الرافضة للتواجد الاميركي البغيض بل سيوحد كلمتهم ويبقى الشعار الوحيد والقوي هو انهم لا يقر لهم قرار حتى يخرج اخر اميركي وعميل للاميركان هذه الارض وهم اذلاء خاسئين.