الرياض البديل الاضعف لواشنطن ضد طهران
مهدي منصوري
جاء تصريح مساعد الخارجية الاميركية ان واشنطن قررت ان تضع الرياض في مقابلة طهران، يعكس مدى حالة الانهزام والضعف الذي يواجهه الاميركان في المنطقة وفشلهم الذريع امام قدرة ايران التي اخذت تتعاظم وعلى مختلف المستويات خاصة وانها اعلنت بالامس وعلى اعتاب رفع الحظر التسليحي عنها انها مستعدة لبيع وشراء السلاح لمن يرغب به من الدول وبطبيعة الحال فان تصريح المسؤول الاميركي لم يأت من فراغ وانه وكما تشير كل التقارير ان اميركا قد فقدت ليس فقط مصداقيتها في العالم بل هي اليوم في اضعف حالاتها نتيجة للسياسات الهوجاء واللامتزنة لترامب والذي لم يجد من الدول ممن يقف الى جانبه في جميع قراراته بحيث وصل عداؤه الى اقرب المتحالفين من الدول.
واما ما يفكر به الاميركان من ان تكون السعودية في قبال ايران في المنطقة امر يدعو للاستهجان لان اميركا وبما تملكه من قدرات وهيمنة وسطوة فشلت في هذا الامر فشلا ذريعا رغم كل محاولاتها الاجرامية ضد طهران والتي كانت السعودية فيه قطب الرحى، فكيف تعتقد انها تستطبع النظام السعودي الهش والضعيف والذي يرى في الوجود الاميركي في المنطقة مصدر قوة وقدرة له ولذا فما يقوم به النظام السعودي من اجرام بحق شعوب المنطقة كان بسبب الدعم الاميركي ولا نغفل ان هذا النظام اليوم في اضعف حالاته خاصة مع جيرانه من دول مجلس التعاون بحيث وصل فيه الى حالة من الانزواء السياسي القاتل بالاضافة الى مشاكله الداخلية التي بدأت تنخر في قواه التي افقدته تاثيره في مجريات الاحداث في المنطقة، مع ملاحظة ان ترامب اليوم يعيش ساعاته او ايامه الاخيرة في البقاء بمنصبه مما عكس حالة من الهلع والخوف لدى كل من وضع ركابه في الحصان الاميركي من دول المنطقة. اذن فكيف يمكن للنظام السعودي الضعيف الذي بات في طريقه الى الانهيار ان يكون في مواجهة طهران التي تحظى باحترام الدول لما تملكه من قدرات وامكانيات هائلة بحيث اعترفت بعض الاوساط السياسية والاعلامية الاميركية انه لا يمكن ان نغفل قدرة طهران في المنطقة، ولذا فان كلا من ترامب وبايدن وفي آخر تصريح لهم انهم وفي حالة فوزهما في الانتخابات فان اول دولة يتصلون بها هي طران. وهذا اعتراف صريح منهما من ان ايران اليوم اصبحت رقما صعبا لايمكن تجاوزه او التغاضي عنه.