قدرات اليمن العسكرية.. معادلة أغرقت إسـرائيل بالرعب
-زين العابدين عثمان
يبدو أن إسرائيل في هذه الظروف أصبحت أكثر قلقاً من المتغيرات والتحولات التي تجري في اليمن، ولربما أن أهم مصادر هذا القلق بشكل أساسي هو رصيد القوة والقدرات العسكرية اليمنية التي أخذت مساراً تصاعدياً في إنتاج وتطوير الأسلحة المتنوعة، على رأسها أسلحة الردع الاستراتيجي العابرة للحدود والجغرافيا.
فخلال الأحداث الأخيرة أنتج اليمن بعون الله تعالى وتوفيقه أسلحة استراتيجية متطورة، بجهود وطنية يمنية، من بينها صواريخ باليستية متطورة متوسطة إلى بعيدة مدى، وطائرات مسيرة مختلفة الأنواع والأحجام والقدرات. وقد استخدمت عملياً في قصف أعماق دول العدوان السعودي والإماراتي، وأثبتت فاعليتها وقدرتها على تحقيق ضربات دقيقة ومدمرة بالعمق الحيوي والاقتصادي للعدو، وعلى مسافات بعيدة قد تصل إلى أكثر من 1500 كم.
إسرائيل اليوم تعيش حالة رعب، وأكثر مصادر رعبها هو اليمن، وقد أدرجته ضمن أهم أولوياتها الأمنية والاستراتيجية بالشرق الأوسط، حيث أخرجت مراكز بحوث ودراسات الأمن القومي الإسرائيلي عدة تقارير ودراسات تتحدث فيها عن: «أن اليمن دخل مرحلة جديدة من امتلاك القوة والإمكانات، صواريخ باليستية، وطائرات مسيرة، التي يمكن أن تشكل تهديداً فعلياً على الأمن القومي الإسرائيلي، والتي قد تكون يداً طولى لليمن ليضرب بها العمق الإسرائيلي».
حديث آخر لرئيس الحكومة الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» أواخر عام 2019م الذي أكد: «أن الوضع باليمن أصبح خطراً للغاية، وأن اليمنيين قد يتمكنوا من امتلاك صواريخ دقيقة تستطيع الوصول إلى إسرائيل».
لذلك نحن نؤكد من هنا أن إسرائيل اليوم تعيش أسوأ حالاتها الأمنية، وأن دراسات وتقارير مراكز وزارة الأمن الإسرائيلي تسلط الضوء أكثر حول اليمن، فاليمن بالنسبة لإسرائيل قوة متعاظمة تحسب لها ألف حساب، وخطورته على مشاريعها وأمنها وتوسعها لا يقل عن خطورة باقي قوى محور الممانعة، منهم «إيران» و«حزب الله».
لذلك حالة الترقب مستمرة ومسؤولي الحكومة الإسرائيلية كثيراً ما فكروا في عمل تدخل مباشر في اليمن وشنّ عمليات وقائية في العمق اليمني؛ لتحييد القدرات والمنظومات الباليستية التي يمتلكها اليمن، وهذا ما أفصح عنه الكثر من المسؤولين الإسرائيليين على وسائل إعلامهم مطلع العام الماضي.
طبعاً جوهر هذا الموضوع، ولربما أنه الأهم الذي يشغل الكثيرين هو:
هل يستطيع اليمن فعلا ضرب إسرائيل؟ وما مدى قدراته وإمكانياته العسكرية في توجيه الضربات المباشرة نحو العمق الإسرائيلي؟، وماهي الأبعاد والدلائل الاستراتيجية التي يمكن أن تثبت هذه المعادلة؟
بالتالي: نحن سنحاول أن نستعرض بعض أهم القدرات التي يمتلكها اليمن، وهي التي تعتبر الأذرع النارية التي سيواجه بها إسرائيل المتمثلة بـ (القوة الصاروخية _وسلاح الجو المسير).
والبداية بـ: القوة الباليستية
اليمن -وحتى هذه اللحظة- يمتلك منظومات وأجيالاً حديثة ومتطورة جداً من الصواريخ الباليستية المتنوعة وصواريخ مجنحة، حيث استطاع الخبراء اليمنيين بفضل الله وتوفيقه وبجهود وطنية بحتة من تطوير وإنتاج عدد من المنظومات الباليستية البعيدة المدى «طراز سطح – سطح» التي في طليعتها صواريخ بركان H-2 الجيل الثاني التي تمتاز بمدى عملاني يصل إلى 1200 كم، وأيضاً صواريخ بركان 3 الجيل الثالث والأحدث الذي يصل مداها من 1500 – 1800 كم والتي تم استخدامها في قصف العمق السعودي -وبالأخص- منطقة الدمام»، كذلك منظومات ذو الفقار وهي بعيدة مدى تصل إلى أكثر من 1500كم، وصواريخ مجنحة من طراز «كروز» التي تم الكشف عنها باسم قدس (1 QODDS) التقنية المتطورة والحديثة التي لها مديات عملانية استراتيجية تصل من 1000كم إلى نحو 2000كم.
لهذا: هذه المنظومات تستطيع الوصول إلى كل نقطة ضمن دائرة شعاع قطرها 4000 كم، أي: أنها تستطيع تغطية مساحة دول الخليج الفارسي الإمارات السعودية البحرين وقطر وغيرها، ودول شرق القارة الإفريقية أثيوبيا وإريتريا، والوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي في البحر الأحمر الذي لا يبعد سوى 1700كم من أقرب نقطة في اليمن.
ثانيا: سلاح الجو المسيّر
يمتلك اليمن منظومات متنوعة وحديثة من الطائرات دون طيار، فهناك طائرات ذات مهام قتالية هجومية، وأخرى استطلاعية ومخابراتية، وجميعها مزودة بالتقنيات المتطورة وتقنية التخفي، وبالنسبة للقدرات والخصائص العملانية والتقنية، فقد كشف المتحدث باسم القوات المسلحة العميد «يحيى سريع» أن دائرة الصناعات الدفاعية اليمنية انتجت طائرات دون طيار مهاجمة انتحارية، لها مديات عملانية تصل إلى أكثر من 1800كم، كطائرة صماد-3، وأيضاً طائرات مقاتلة قاصف، والتي تم استخدامها في عملية استهداف «حقل البقيق» و «خريص» النفطي بالعمق السعودي في 14 سبتمبر الماضي .
بالتالي: فاليمن وعبر هذه الطائرات النوعية البعيدة المدى ومنظوماته الباليستية، أصبح لديه قوتين ضاربتين عابرة للحدود الإقليمية تستطيع أن تنال من أي نقطة في منطقة الخليج الفارسي، وأيضاً الوصول إلى أهداف حساسة بالعمق الإسرائيلي، فإسرائيل لا تبعد 2000 كم من اليمن، وهذه المسافة ليست عائقاً عملانياً أمام الصواريخ الباليستية اليمنية والطائرات المسيرة من الوصول للجغرافيا الإسرائيلية، وأيضاً قواعدها المنتشرة في دول شرق أفريقيا قاعدة عصب الإريترية وغيرها.
لذلك خلاصة القول: إسرائيل اليوم تعلم وتدرك أن اليمن أصبح رقماً صعباً لا يمكن إهماله، وأن خطورته الأمنية على إسرائيل وعمقها الحيوي أصبحت تهديد متجسد من العيار الثقيل يتطلب دارسته ومواكبته باستمرار، وإيجاد طرق لاحتوائه، لذلك سنرى تحركات أكثر وضوحية لإسرائيل تجاه اليمن، وقد تنظم الأخير قواعد اشتباك مباشرة بمساعدة اميركا.
المنظومة الباليستية اليمنية البعيدة المدى
صواريخ قدس (1 QODDS)التقنية المتطورة- المدى العملاني: 1000 – 2000كم
صواريخ بركان 3 الجيل الثالث والأحدث- المدى العملاني: 1500 – 1800 كم
صواريخ بركان H-2 الجيل الثاني- المدى العملاني : 1200 كم
صورايخ ذو الفقار – المدى العملاني : إلى أكثر من 1500كم