kayhan.ir

رمز الخبر: 120641
تأريخ النشر : 2020October11 - 20:01
لماذا لا نتردد بوصف العقوبات الاميركية على ايران وسورية وفنزويلا وكوريا بأنها ابشع أنواع السادية؟..

هل ستنسى الشعوب المتضررة هذه الجرائم وتغفر للجلاد الاميركي؟

لم تبالغ صحيفة "الاندبندنت” البريطانية عندما وصفت القرار الاميركي الأخير بفرض عقوبات على جميع المصارف الإيرانية، بما في ذلك تلك التي لم توجه اليها أي اتهام بالتعاون مع "الحرس الثوري”، بأنه يجسد "إرهاب الدولة” ويتسم بـ”السادية”، ويرتقي الى مستوى "جرائم ضد الإنسانية”.

فالمتضرر الوحيد من هذه العقوبات التي تتناسخ منذ أربعين عاما تقريبا هو الشعب الإيراني، مثل كل العقوبات الاميركية المماثلة المفروضة على فنزويلا وليبيا والعراق وكوريا الشمالية وسورية والشعبين الفلسطيني واللبناني.

العقوبات الاميركية لن تنجح في اسقاط النظام الإيراني، مثلما فشلت في تغيير النظام السوري، وبات نيكولاس مادورو الذي صمد بشجاعة في وجه البلطجة الاميركية اكثر شعبية في أوساط الشعب الفنزويلي لصموده، وبات خصمه خوان غوايدو في طي النسيان، تلاحقه اتهامات بالعمالة والخيانة لتحوله الى أداة في يد المخابرات المركزية الاميركية ضد بلده وشعبه.

نعم انها عقوبات "سادية” يجري فرضها على اكثر من سبعين مليون انسان إيراني مسلم في وقت يواجه فيه الموجه الثالثة من انتشار فيروس الكورونا بمعدلات غير مسبوقة حيث أغلقت العديد من المستشفيات أبوابها امام الحالات لعدم وجود اسرة، وانعدام الادوية اللازمة بسبب الحصار الخانق.

الرئيس ترامب العنصري، السادي، يتلذذ عند استماعه لمثل هذه التقارير الإخبارية عن ارتفاع اعداد الوفيات في ايران بشكل مرعب، وهو الذي يدعي بأنه أصيب بالفيروس، ويعي جيدا ماذا تعني هذه الإصابة، ولكنه انسان بلا إحساس، وليس له علاقة بالانسانية وقيمها، ويسيطر الحقد العنصري على مشاعره.

لا يفاجئنا موقف ترامب هذا، بعد ان استمعنا وشاهدنا اشرطة فيديو له يقرّع فيها الإدارة الاميركية السابقة لانها لم تنهب ثروات العراق النفطية، ويطالب العراق الذي دمره غزو بلاده واحتلالها، وقتل اكثر من مليونين من شعبه بدفع ترليوني دولار ثمنا لاحتلاله، ويسخر من وجود شيء اسمه شعب عراقي في الأساس، ومن المؤلم ان هناك في العراق من يؤيده، ويسانده، ويشّرع بقاء القوات الاميركية على ارض بلاده.

لا يهمنا نجاحه او سقوطه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكننا نسجّل له فضحه للوجه الاميركي السادي الرسمي العنصري، ومن المؤكد ان الشعوب التي عانت، وما زالت، من هذه السادية سيكون من الصعب ان تنسى وان تغفر.

"راي اليوم”