بندر يكشف عورة المملكة بالكامل
بدون اية مقدمة وبعد غياب دام ستة سنوات عن الاضواء ظهر الامير بندر بن سلمان صاحب الملف الاسود في صفقة اليمامة المشهورة و كذلك الملف الدموي في سوريا، على الاعلام ليدلي بوجهة نظره حول القضية الفلسطينية محملا قادتها المسؤولية بفشل ادارة هذا الملف وموجها لها اقبح الكلام اللاذع والبذيء وفي المقابل واصفاً قادة الكيان الصهيوني بالناجحين في ادارة الملف الاسرائيلي.
عودة بندر بن سلمان المفاجئة وفي هذا الظرف العصيب التي تمر بها السعودية خاصة غرقها في الوحل اليمني يطرح اكثر من علامة استفهام وهو من الحرس القديم الذين ابعدوا عن جميع مناصب الدولة السعودية بعد ان استولى محمد بن سلمان على مفاصلها، لكن على ما يبدو ان اعادة الامير بن سلطان الى الواجهة وربما لتسلم منصب حكومي لاحقا، هو اكبر من محمد بن سلمان بسبب الفراغ الكبير الذي يعانيه البلد، للاستعانة بخبرته كونه كان رئيسا سابقا للاستخبارات السعودية وسفيرا للمملكة على مدى 22 عاما في واشنطن لكنه وبسبب غبائه وفساده اقصي منهما وحتى من ادارته الدموية للملف السوري.
اما السؤال المطروح ما الذي تضمره اميركا للسعودية لاعادة هذا الوحش الكاسر والفساد الى الواجهة مرة اخرى خاصة وانه بدأ مشواره بالدفاع عن ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني وشنه هجوما جارحاً على القيادات الفلسطينية في حديث له لقناة سعودية وكأنه كان مخصصا لشتم الفلسطيينين وتحميلهم مسؤولية ما حدث من مآسي لفلسطين وهو بالتالي يعكس مدى تبعية نظامه العمياء والمطلقة للكيان الصهيوني والادارة الاميركية ممهدا بذلك تطبيع بلاده مع الكيان الصهيوني الذي تعثر بسبب ردة الفعل القوية وغير المتوقعة شعبيا ورسميا في الشارع العربي والاسلامي ضد تطبيع الامارات والبحرين مع الكيان الغاصب.
اذ لا يختلف اثنان في الوسط العربي والاسلامي ان السعودية هي القائدة والرائدة والمكلفة بهذا الملف من قبل الادارة الاميركية اذ تعهدت بادارة هذا الملف عبر تقديمها للامارات والبحرين للتطبيع على ان تأتي هي بالمرحلة اللاحقة لكن ما أخر التحاقها بهذا الركب هو موجة التنديد والصدمة الكبيرة التي لمستها من الراي العام العربي والاسلامي تجاه مسار التطبيع وان اية مجازفة لها ستخسر آخر ما تبقى من سمعتها ومكانتها المتدنية بين الشعوب الاسلامية لذلك تحركت الادارة الاميركية عبر صحيفة وول استريت جورنال للتسويق لانقاذ الجسم المتعفن لآل سعود من هذه الفضيحة المدوية باخراج سيناريو مشروخ بان الملك سلمان يعارض رغبة ابنه محمد بن سلمان في عملية التطبيع "ليأتي الملك سلمان لاحقا في خطاب له ليزعم بان "المملكة لازالت تدعم حقوق الشعب الفلسطيني" مستخفا بعقول الناس لكنه في الواقع هو الذي يستخف بعقله ويستحمر نفسه.
الملك المخضرم الغارق في غبائه وجهله يصور للعالم انه لا يعلم ما يدور في بلاده وكأن المملكة تعيش حياة ديمقراطية سعيدة كسويسرا وليس بلداً مغلقاً يحكم بالحديد والنار حيث يلتقي بعض جنرالاتها وامرائها كعشقي والامير تركي الفيصل ومواطنيها بكل حرية المسؤولين الصهاينة كقيام الصحفي السعودي فرحان الى الاراضي المحتلة الذي استقبله اطفال فلسطين بالاحذية والبصاق كممثل للملك سلمان.
واخيرا يتساءل الشارع العربي والاسلامي، اي حضيض هذا الذي وصلت اليه المملكة لتلعب دور المدافع والداعم للكيان الصهيوني الغاصب في فرض التطبيع على العرب ودور الشرطي في معاقبة وذم الشعب الفلسطيني لصموده والاصرار على استرداد حقوقه.. يالها من كارثة ان مملكة الشر والارهاب تكشف عوراتها بالكامل في خيانة القضية الفلسطينية من خلال اميرها الفاسد والفاجر والفاسق الذي عرفته الدوائر الغربية قبل العربية.