kayhan.ir

رمز الخبر: 120526
تأريخ النشر : 2020October09 - 21:08

التصدي لزيارة الاربعين رغبة صهيونية

مهدي منصوري

قد يتساءل القارئ ما علاقة الصهيونية بزيارة الاربعين حتى تتصدى لها؟، والجواب ان المجرم نتنياهو وابان رئاسة اوباما للولايات المتحدة وبعد مشاهدته لزيارة الاربعين المليونية الماراثونية والتي افقدته اعصابه ارسل رسالة الى اوباما يطلب منه وبوقاحة متناهية "متى تخلصنا من هذا الثعبان الاسود"؟، اذن فالصهاينة يدركون ان هذا التلاحم الجماهيري المنقطع النظير والذي لا يمكن ان يحدث في اي بلد من بلدان العالم بحيث وصل تعداده الى اكثر من 25 مليون شخص يسيرون بانسيابية عالية يلفهم حب الامام الحسين(ع) وهم يجسدون موقف الحسين في الوقوف بوجه الظلم ويزيدي العصر في وقت لم يشهد العالم وعلى مدى 16 عاما ان يحدث شيئا ما يعيق او يخل في هذا الجمع الحسيني الكبير، وبطبيعة الحال فان هذا ليس فقط يغيض الصهاينة بل كل الاعداء الذي لا يريدون للعراق ان يكون بلدا قويا مقتدرا معتمدا على قدرات شعبه.

ولذلك فان ما حدث في هذه المراسم المليونية في هذا العام من خرق منهج وواضح للمراسم من اجل اخراجها عن صورتها المشرقة لم تكن رغبة عراقية بل هي رغبة اعداء الشعب العراقي وبالدرجة الاساس الصهاينة ورائهم اميركا المجرمة وبعض الدول الخليجية كالسعودية والامارات وغيرها من يزيدي العصر وكذلك بعض الاطراف السياسية الداخلية التي عملت ومنذ سقوط الصنم الصدامي وليومنا هذا من اجل ان لا يظهر العراق بهذا المظهر امام العالم وان يكون "عراق الحسين (ع)"، ولابد من الاشارة هنا الى ان بصمة السفارة الاميركية واضحة تماما في هذا الخرق لان وكما هو معلوم ان السفير الاميركي في العراق "تولر" عرف عنه انه هو السبب الاساس والاول فيما حدث ويحدث في اليمن وانه هو الذي خطط للعدوان السعودي عندما كان سفيرا في صنعاء ولذلك فانه يريد ان يرتب ويعد سيناريو في العراق يشبه لما حدث في اليمن ولكن باسلوب آخر يعتمد فيه على المرتزقة والعملاء وخونة الوطن.

ومن هنا فان ما جرى في كربلاء من قبل بعض الخارجين على القانون والذين اغدقت عليهم اميركا والامارات الاموال لان يوجدوا شرخا في الصف الشيعي وقد اختاروا مراسم احياء اربعينية الامام الحسين (ع) وان ينطلق هذا الشرخ من داخل الحرم الحسيني، ولكن وعي ابناء العراق خاصة الزائرين بالاضافة الى القوات الامنية والقوات المتحالفة معها على وأد هذه الفتنة في مهدها وبصورة اخمدت نيرانها و بددت الجمع المعادي للحسين(ع) ومبادئه السامية.

ولذا فان الذي حدث لايمكن ان يمر مرور الكرام بل يفرض على كل الذين يهمهم امر العراق ووحدة شعبه وارضه ان تدفع بهم هذه الحادثة المؤلمة الى توحيد الصفوف والجهود وتوحيد الكلمة وعدم اعطاء الفرصة لاعداء العراق خاصة السفير الاميركي في بغداد ان يجعل هذا البلد مسرحا لمؤامراته الاجرامية الحاقدة وبذلك يمكن ان تقطع كل الايادي خاصة الصهيونية المجرمة وغيرها من ان تتدخل في الشأن العراقي وتهين مقدساته ورموزه او ان تحقق اهدافها في اضعاف هذا البلد من خلال اشعال نار الفتنة المذهبية والعنصرية.