اميركا المتهم الاول في زعزعة استقرار العراق
مهدي منصوري
عندما كان التركيز على اميركا بانها السبب الاساس في خلق الفوضى وزعزعة الامن في العراق تعود بنا الذاكرة الى بداية الغزو الاميركي الغاشم والذي جاء بناء على كذبة مفضوحة ولا اساس لها من الصحة عندما طرح جورج بوش الصغير مقولته الشهيرة "من لم يكن معنا فهو ضدنا" والتي عكست الاسلوب الذين تعاملت به مع الشعب العراقي قبل غيره، ولذا ومنذ بداية التغيير وليومنا هذا نجد ان سجل اميركا في العراق مليء بالجرائم ابتداء بتعذب السجناء وبصورة وحشية ولاانسانية ولا اخلاقية في سجن ابوغريب ومن ثم تشكيل مجاميع من مرتزقتها تقوم بالمداهمات الليلية في المناطق مستخدمة ملابس الشرطة والتفجيرات التي تقوم بها وبعناية مركزة وتحديدا في مناطق الشيعة تارة والسنة تارة اخرى لاشعال نار الفتنة الطائفية وغيرها من الممارسات التي لا يسعها هذا المقال، بحيث اصبحت القناعة لدى العراقيين انه وفي اي خلل امني يحدث يؤشر فيه على الاميركان وحلفائهم ومرتزقتهم. ولم تكتف واشنطن بزعزعة الامن بل انها مارست دورا قذرا جدا في اعاقة اي تقدم في هذا البلد وعلى مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال تدخها السلبي الواضح والتي اعترفت به كل الاوساط السياسية والشعبية العراقية. ولذا فان العراقيين لم ترسم في ذاكرتهم ان اميركا وخلال 16 عاما ونيف قامت بأي مشروع بناء ومهم يستفيد منه العراقيون سواء كان على مستوى الطاقة الكهربائية او الخدمات الاجتماعية كالمستشفيات والمدارس وغيرها رغم ما تملكه من امكانيات هائلة في هذا المجال. بل الانكى من ذلك فانها وبعد فشلها في تحقيق اهدافها المشؤومة ضد الشعب العراقي بالوصول به الى حالة الاحتراب والاقتتال الداخلي، عمدت الى تشكيل المجاميع الارهابية المحسوبة على القاعدة وداعش وغيرها مستغلة ضعف القوات العراقية التسليحية المتعمدة من قبلها من اجل الوصول لهدفها المشؤوم بحيث وكما اشار رئيس الوزراء السابق المالكي وفي احدى لقاءاته مع وسائل الاعلام المرئية "انه ولما وصل تهديد الدواعش على ابواب بغداد طالبنا الاميركان بتزويدنا وامدادنا بالسلاح لمواجهته الى انهم اعطونا الاذن الصماء ولم يقدموا لنا حتى طلقة واحدة". ولو لا دعم الجمهورية الاسلامية العسكري غير المحدود لاصبح العراق في مهب الريح.
وانتقاما من اميركا لهزيمة صنيعتها داعش في العراق وعلى يد ابناء المرجعية العليا الغيارى قوات الحشد الشعبي وبهذه الصورة المخزية وغير المتوقعة والذي حظي باحترام وتقدير الشعب العراقي واحتل موقعا كبيرا في نفوسهم عمدت سفارة الشر الاميركي الى تحشيد ما يكن تحشيده من اجل تقليل او تشويه صورة الحشد في نظر واذهان العراقيين اشرفت و من خلال الاعتماد على عملائها ومرتزقتها ومأجوريها على الاقدام ببعض التصرفات المنظمة من الاستهداف العشوائي للسفارة بصواريخ الكاتيوشا ومحاولة تقصير مداها في بعض الاحيان لكي تقع على الاهالي في بعض المناطق كما حدث في الرضوانية والتي راح ضحيتها الابرياء من ابناء الشعب كل ذلك من اجل اثارة الراي العام العراقي باصدار الاتهامات المعلبة والجاهزة ضد قوات المقاومة خاصة الحشد الشعبي ومن دون تقديم اي دليل قاطع على ذلك.
واخيرا لابد من التاكيد ومن خلال ما تقدم ان زعزعة الامن والاستقرار في العراق هدف اميركا الاساسي لفرض ارادتها في استمرار بقاء قواتها في العراق والالتفاف على قرار مجلس النواب والذي قرار الشعب العراقي باخراجها ومن هذا البلد، مما دفع المراقبين للشأن العراقي انه وعندما عرف المتهم فان تشكيل اللجان لمعرفة الجاني لم تكن سوى ذر الرماد في العيون.