kayhan.ir

رمز الخبر: 120381
تأريخ النشر : 2020October05 - 20:46

غانتس وجهد العاجز المفلس


مهدي منصوري

من المتعارف انه وعندما يدخل السياسي او التاجر او العسكري في دائرة العجز والافلاس لم يتبق له سوى الاماني والاحلام الوردية ظنا منه انه سيخرج من هذا الافلاس. ولذا نجد وكما نشرته وسائل الاعلام ان وزير الحرب الصهيوني غانتس وعند لقائه عدد من الصحفيين السعوديين والاماراتيين صرح بالقول"ان تطبيع العلاقات مع الامارات والسعودية ستوفر الاجواء امام الوقوف ضد العدوانية الايرانية"، ولابد ان نشير في هذا المجال ان غانتس اليوم يتقاتل مع نتنياهو من اجل الوصول الى رئاسة وزراء الكيان الصهيوني بعد فشله ثلاث مرات في الحصول على الاغلبية البرلمانية التي تؤهله لذلك، وكلك فان غانتس يعيش عقدة هزيمة جيشه الذي كان يقوده في المواجهة مع المقاومة الفلسطينية بحيث وصلت به الى ان يطالب نتنياهو بعدم ارتكاب اية حماقة ضد غزة لان نتائجها ستكون كارثية مما يعكس انه يعيش هزيمة نفسية كبيرة هذا من جانب ومن جانب آخر لابد من التاكيد ايضا ان غانتس هذا لم يقرأ التاريخ او لم يعتبر لما جرى لوزراء الحرب الصهاينة الذين سبقوه والذين اصبحوا يعيشون العزلة الكبيرة بسبب هزائمهم المنكرة. ولذا فلا اعتقد انه هناك مانع ان يدخل المفلس والمهزوم غانتس في دائرة الامنيات عسى ولعل ان يقنع الراي العام الاسرائيلي ان يعطيه صوته ليحصل على الاغلبية من اجل ان يزيح نتنياهو ليجلس على كرسي رئاسة الوزراء.

ولكن المهم في هذا الامر والذي لابد ان يدركه غانتس ان عملية التطبيع لم تكن سوى مسرحية هزيلة وفاشلة وغير فاعلة وستزول بزوال المؤثر كما يقال ولذا فهي لن توفر اجواء اكثر عدائية لايران في المنطقة لان الامارات والبحرين لم تعدا من البلدان التي تستطيع ان تقوم باي عمل عدائي ضد ايران لانها تدرك جيدا ضعفها وعدم قدرتها على ذلك، وبنفس الوقت هي تعلم جيدا انه لا يمكن الاعتماد على اميركا او الكيان الغاصب في هذا الامر لان التجارب قد اثبتت ان كل من واشنطن وتل ابيب تلهثان وراء مصالحهما ولا يهمهما الغير وسرعان ما يتنصلان عن اي حليف ان تعرضت مصالحهما للخطر بحيث يتركونه لوحده في الميدان. والذاكرة العربية بهذا الخصوص مليئة بالادلة ومن امثالها التخلي عن صدام ومبارك وبن علي وغيرهم من قادة النظام العربي الفاشلين. اذن نستخلص ان غانتس وبحكم كونه عسكريا عليه ان يدرك ان الاتفاقيات والمعاهدات وغيرها لايمكن ان تحقق اي هدف كان، بل سرعان ما تسقط وتنهار امام اية حالة غير طبيعية او متوقعة. فلذا عليه ان لا يذهب الى التفاؤل الكاذب في هذا المجال وان لا يتوقع انه يستطيع ان يخدع الاخرين لان معادلة الردع والمواجهة اليوم قد اخذت منحا آخر يختلف عما صرح به غانتس وان هناك الشعوب الواعية والمدركة هي التي تستطيع ان تغير بوصلة المواجهة وها هو يرى بأم عينية التظاهرات التي امتلأت بها شوارع تل ابيب ضد نتنياهو مطالبة اياه بالتنحي والتي اصبحت كابوسا يقضي على انفاس ليس فقط نتنياهو بل كل الذين سيأتون بعده.

اما ما يعول عليه من ان التطبيع مع الامارات والبحرين والذي سيقف عند هذا الحد ولم يتسع اكثر سيفتح الابواب امام كيانه الهش لكي يوقف دعم طهران للمقاومة في لبنان وغزة وفي اي مكان فهو واهم جدا وعليه ان يعيد حساباته من جديد لان التاريخ المعاصر اثبت ان طهران لم تكن في يوم من الايام لقمة سائغة ليستمرؤها غانتس والتي اصبحت غصة في حلقوم اسياده في البيت الابيض وحلفاؤهم بقشلهم من النيل منها.