مهدي منصوري

رائحة التطبيع النتنة للكيان الصهيوني مع الامارات والبحرين قد ازكمت الانوف وبشكل فاضح. ففي الوقت الذي اعلن فيه وزير الخارجية الاماراتي مع البحريني من ان التطبيع مع الصهاينة هدفه هو لصالح الشعب الفلسطيني للوقوف بوجه سياسة الضم الصهيونية للاراضي الفلسطينية مما اعتبروه آنذاك انجازا كبيرا للفلسطينيين، الا انه وكما قيل ان "حبل الكذب قصير" فقد بدأت تكشف الحقيقة عن نفسها من ان ادعاء الامارات والبحرين لم يكن سوى "ذر الرماد في العيون" ولتوجيه ارتماءهم المخزي في احضان الصهاينة.

ومن الواضح ان الامارات والبحرين وبفعلهما الخياني هذا قد فتحا الابواب للعدو الصهيوني لايجاد موطئ قدم له في المنطقة الخليجية والذي كان هدفه الاساس واضحا للجميع وكما اعلنه الاجتماع الثلاثي هو لمواجهة النفوذ الايراني المزعوم كما يدعون ولكن الواقع الحقيقي للهاث هذين البلدين وراء التطبيع وبهذه العجالة ومن دون روية او تفكير غير عابئين لما يخبته المستقبل من دمار لهم قبل غيرهم وهو المزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني لان يتخلى عن مقاومته للمحتل الصهيوني والذي لا يمكن حدوثه مادام الشباب المقاوم ايديه على الزناد ومستعد ان يضحي ومعه كل شعوب المنطقة واحرار العالم لاحقاق حقه في استعادة ارضه وقيام دولته التي ستكون عاصمتها القدس والتي ستنتهي بطرد المحتل المجرم.

وبالامس ومن خلال قرار نتنياهو ببناء اكثر من 5000 وحدة سكنية في الضفة والقطاع والتي تعتبر مرحلة لعملية ضم هذا الارض قد وجه صفعة قوية ومرغ انوف حكام الامارات والبحرين في الوحل بحيث اتيت كذب ادعاءاتهم الزائفة. وكما يقال فان نتنياهو قد ضرب الاتفاق عرض الحائط ومن طرف واحد واعلنها وبصورة جلية من ان كل ما اتفقنا عليه مع الامارات والبحرين وضعته تحت قدمي مما بعد استهانة كبيرة لحيثبات حكامه الذين خانوا شعبهم اولا وخانوا القضية الرئيسية الهامة وهي قضية الشعب الفلسطيني الذي يرزح ولعدة عقود تحت ظل ظلم وجور الصهاينة المجرمين.ولاننسى ايضا ان الكيان الصهيوني وقبل هذا الامر قد وجه صفعة قوية لحكام الامارات عندما رفض اتمام صفقة .بيع طائرات (اف 35) المتطورة.

وقد قيل ان "رب ضمارة نافعة" فان خطوة نتنياهو هذه في ضم الاراضي الفلسطينية والتي واجهت بالاضافة الى معارضة الشعب الفلسطيني كل دول العالم خاصة اوروبا سوف تدفع بالقيادات الفلسطينية الى توحيد الجهود والطاقات نحو انفاق وطني شامل يرفع راية واحدة الا وهو استخدام الخيار الوحيد الذي يعيد اليهم حقوقهم كاملة غير منقوصة الا وهو خيار استمرار المقاومة والتي ان كانت اقتصرت على غزة اليوم فانها ستمتد وتشمل كل الاراضي الفلسطينية في انتفاضة شعبية عارمة تجعل من ننياهو وداعميه في الداخل وبعض الدول الذليلة يندمون على فعلتهم والذي ستكون فيها نهايتهم باذن الله والى الابد.