البحرينيون يواصلون انتفاضهم ضد التطبيع وزيارة كوهين للمنامة
طهران-كيهان العربي:- خرج ابناء البحرين في تظاهرات حاشدة في العديد من البلدات امس الجمعة تحت شعار جمعة سقوط اتفاق التطبيع احتجاجا على توقيع اتفاق التطبيع البحريني الصهيوني رغم تهديد النظام و استمرار حملات الاعتقال ودهم البيوت.
وكانت قوى المعارضة البحرينية قد دعت للتظاهر امس الجمعة في مختلف مناطق البحرين تحت شعار "جمعة سقوط اتفاق التطبيع"، احتجاجا على توقيع اتفاق التطبيع البحريني الصهيوني.
ومنذ صباح امس انتشرت عشرات المركبات العسكرية في مداخل المناطق، وداخل الأحياء السكنية لمنع التظاهرات.
وسادت حالة تأهب واستنفار أمني الخميس عشية المظاهرات التي دعت لها جميع الأحزاب البحرينية المعارضة (جمعية الوفاق، إئتلاف 14 فبراير، تيار الوفاء،حركة حق)، احتجاجا على تطبيع البحرين علاقاتها بشكل كامل مع الاحتلال الاسرائيلي .
في سياق ذلك استدعت قوات الشرطة عشرات المواطنين، وقال الناشط البحريني علي مهنا أنه السلطات طلبت منه بعد استدعاءه التوقيع على تعهد بعدم الخروج في تظاهرات مناهضة للتطبيع.
ومساء الخميس شنت الأجهزة الأمنية حملات دهم للمنازل في قرية سلماباد، نتج عنها اعتقال مواطنين، فيها داهمت في الوقت ذاته بركة سباحة في مدينة الزهراء واعتقلت مواطنين آخرين من قاطني قرية سلماباد.
كما أفادت مصادر أهلية أن القوات الأمنية اعتقلت الشاب "السيد محمود السيد علي" بعد مداهمة منزله في النويدرات، وذلك بعد مدة بسيطة من إطلاق سراحه تحت قانون العقوبات البديلة.
وشهدت الأيام الماضية خروج مظاهرات في عشرات القرى والأحياء البحرينية، شملت العاصمة المنامة. وتجاوز عدد المظاهرات المناهضة للتطبيع 150 تظاهرة وفق رصد لجمعية الوفاق الإسلامية المعارضة.
من جهة اخرى أجرت قيادة حركة "حماس" لقاءات مع قيادات في المعارضة البحرينية، هي الأولى من نوعها بحسب مصادر.
و بحسب المصادر فإن لقاءات جمعت في بيروت قيادات من قوى المعارضة البحرينية، بينها قوى تعدّ لدى المنامة "متشدّدة"، مع قيادات "حماس" و"الجهاد" و"الجبهة الشعبية" و"فتح" و"منظمة التحرير".
وأفاد مصدر في "ائتلاف 14 فبراير" بأن لقاءً جمع قيادة الائتلاف ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، عبّر في خلاله هنية "عن شكره لموقف شعب البحرين التضامني مع فلسطين".
وأكد أن "التطبيع مع الكيان الصهيوني لن يمرّ مرور الكرام على شعوب المنطقة". ودعا هنية إلى "وحدة الموقف الوطني والإسلامي في مواجهة التدافع على المشروع الصهيوني في المنطقة".
وحضر اللقاءَ نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري، وعضو المكتب أسامة حمدان. وبحسب مصادر "حماس"، فإن هنية التقى كذلك وفداً قيادياً من جمعية "الوفاق" البحرينية.
وفي لقاء مماثل، مع الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد نخالة، سمع الأخير تأكيداً للموقف الشعبي الرافض للتطبيع، فيما شدّد نخالة على أهمية "الوحدة بين الشيعة والسنّة في الدفاع عن قضايا الأمة ومقدساتها"، معتبراً أن "هرولة الأنظمة العربية نحو التطبيع، مثل الإمارات والبحرين، لا تعبّر إلا عن الأنظمة ذاتها ومصالحها الخاصة، وأن الشعوب لا علاقة لها بهذه السياسات الجبانة والخائنة للأمة".
وفي الموازاة، أصدرت جمعيات سياسية بيانات ندّدت بالتطبيع؛ ودعت "الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني" إلى الوقوف في وجه الخطوة ومقاومتها "بكلّ الطرق المشروعة"، وحثّت الحكومة على التراجع لكون الخطوة "تحدث ضرراً على البحرين وشعبها وعلى الشعب الفلسطيني".
واتهم إعلاميون وناشطون بحرينيون، الأجهزة الأمنية بأرسال استدعاءات لمنظمي هذه المظاهرات المناهضة للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
الغضب الشعبي الذي عاد بقوة الى ارجاء المملكة عقب تطبيع المنامة مع الاحتلال من المرجح ان ترتفع نسبته لتشمل جميع اطياف الشعب بعد الكشف عن تطبيع المنامة السري مع تل بيب قبل عشر سنوات.
الاحتجاجات في البحرين تفاعلت مع الغضب الفلسطيني المنددة بالاتفاق الخيانة مع الاحتلال الصهيوني باعتباره "طعنة في الظهر" تقوض تطلعاتهم لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة برر تطبيع بلاده مع تل ابيب بانه ليس موجها ضد أي كيان أو قوى، ولكنه يهدف إلى تحقيق ما اسماه سلام شامل في الشرق الأوسط.
لكن تبرير الملك قوبل بفتوى حرمة التطبيع وتجريم المطعبين الصادر عن كبار علماء الدين في مقدمتهم المرجع الديني البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم، فيما اعلنت بيانات عشرات العلماء براءة الشعب البحريني من قرار التطبيع من الكيان الصهيوني، مؤكدين تمسك الشعب البحريني بقضية فلسطين ودعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل نيل كامل حقوقه.
من جهة اخرى جدّدت سلطات آل خليفة اعتقال عالم الدين الشيخ ابراهيم الانصاري بالتزامن مع زيارة يجريها رئيس الموساد الصهيوني إلى البحرين.
وكانت السلطات اعتقلت الشيخ الأنصاري يوم 8 أيلول/سبتمبر بعد استدعائه إلى مركز شرطة دوّار 17 بمدينة حمد، وتصاعدت عمليات استدعاء واعتقال رجال الدين والخطباء الشيعة في الأيام الأخيرة، بعد انتهاء موسم عاشوراء لهذا العام.