kayhan.ir

رمز الخبر: 120148
تأريخ النشر : 2020September30 - 20:35

"قره باغ" لا تحسم بالحرب

كتب المحرر السياسي

الصراع على اقليم "قره باغ" المتنازع عليه بين آذربيجان ـ التي تعدها ارضا انسلخت منها ـ وارمينيا التي تعتبرها تابعة لها لوجود الاغلبية الارمنية فيها، صراع قديم جديد يتجدد بين فترة واخرى دون ان يشهد في الافق حلا نهائيا يضع حدا لهذا التوتر الحاد الذي يهدد امن واستقرار هذه المنطقة الاستراتيجية والحيوية التي هي من مصادر الغاز لاوروبا وان اي تصدع فيها يتضرر منه الجميع ونعلم علم اليقين ان المستفيد الوحيد من ذلك هي اميركا المجرمة التي تريد كعادتها اشعال التوترات والحروب في العالم خدمة مصالحها خاصة وان هذه المنطقة قريبة من ايران وروسيا وتركيا التي تتداخل مصالحها وتريد اميركا اشغالها في اتون حرب مدمرة.

فمثل هذه المنطقة الحساسة احوج ما تكون الى الاستقرار والتهدئة لان هذا الامر يصب في صالح شعوبها لذلك يتحتم على جميع الاطراف المحيطة بها ان تتحرك لحسر هذا التوتر والدعوة لوقف المعارك وايجاد حل مناسب يصب لصالح الطرفين المتنازعين وان اي تدخل يصب الزيت على النار يحرق هذه المنطقة ويدمر خيراتها.

ان ايران الاسلامية هي اول من دعت الى وقف المعارك المتحدمة واعلنت استعدادها للتوسط بين الطرفين لكن حتى الساعة لازال الطرفان متمسكين بمواقفهما لوقف الصراع.

طهران التي تتابع بقلق التطورات العسكرية بين البلدين تدعو الى وقف فوري المعارك المحتدمة بين الطرفين وتسوية الخلاف في اطار القانون الدولي واحترام وسلامة اراضي البلدين والتحلي بالحكمة وضبط النفس، تتهم من قبل الابواق الدعائية والاعلامية المعادية بارسال المساعدات الى ارمينيا بهدف تعكير صفو العلاقات مع اذربيجان لكن تصريحات "شاهين مصطفى اف" نائب رئيس الوزراء الاذربيجاني في اتصال هاتفي مع رئيس مكتب رئاسة الجمهورية الايرانية قطع الطريق على المتربصين الدوائر والمتصيدين في الماء العكر واعلن بالحرف الواحد بان "ايران جارة جيدة وصديقة لاذربيجان ولانسمح لاحد الحاق الضرر بهذه العلاقات".

فايران الاسلامية المعروفة بمواقفها المبدأية لن تنحرف يوما عن طريق الحق وهي الحريصة على مصالح الشعوب وتدعو باستمرار الى خفض التوترات واستتباب الامن وهي اليوم تدعو من هذا المنطلق ان يتحلى قادة البلدين المتصارعين بالحنكة والحكمة لنزع فتيل الازمة والاحتكام الى لغة المنطق والعقل لدفع الضرر الذي لاطائل من ورائه لان الحرب لا تنهي النزاعات بل بالعكس تدفع الى المزيد من المخاطر والتداعيات التي لا افق لها ولابد من الجلوس يوما الى مائدة المفاوضات وحل النزاع بالطرق السلمية لانها فصل الخطاب لكل النزاعات لذلك ينبغي على الطرفين ان يرفعا الخطى اليوم قبل الغد ويتجنبا المزيد من المآسي والويلات التي هما في غنى عنها تماما.