kayhan.ir

رمز الخبر: 119952
تأريخ النشر : 2020September27 - 21:19

ايران والعراق وحماية امن المنطقة

كتب المحرر السياسي

الزيارة التي قام بها وزير الخارجية العراقي السيد فؤاد حسين الى طهران ولقاؤه كبار المسؤولين الايرانيين تندرج في اطار العلاقات الثنائية العالية المستوى وتدلل على متانة الروابط المشتركة في المجالات المختلفة.

الوزير العراقي التقى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى الاسلامي وامين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني اضافة الى نظيره وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف وتبادل معهم وجهات النظر في القضايا ذات الاهتمام المشترك وتدارس سبل تطوير العلاقا وبحث ايضا تطورات الاوضاع الاقليمية ولاسيما القضية الفلسطينية.

الرئيس الدكتور حسن روحاني لدى استقباله وزير الخارجية الضيف ثمن قرار مجلس النواب العراقي بتاريخ 5/1/2020 القاضي بخروج جميع القوات الاجنبية من اراضي هذا البلد الشقيق معتبرا ان الوجود العسكري الاميركي في العراق وافغانستان ودول الخليج الفارسي يضر بأمن المنطقة وان الجمهورية الاسلامية مستعدة للمساعدة في ازالة هذا التواجد.

ولم تخل تصريحات كبار المسؤولين الايرانيين الاخرين الذي التقاهم وزير الخارجية العراقي من الاشارة الى هذا الموضوع، الامر الذي اجاب عليه الدكتور فؤاد حسين بالقول:( ان العراق لا يسمح باي تهديد بجيرانه انطلاقا من اراضيه مؤكدا على عمق العلاقات بين طهران وبغداد) مضيفا (ان العراق حكوماً وشعباً وبرلماناً ملتزم بالحفاظ على استقلاله وسلامة اراضيه).

لقد لمس الوزير الضيف حرص كبار المسؤولين الايرانيين على تطوير مجالات التعاون بين البلدين خصوصا في قطاع الطاقة وربط خط سكك الحديد بين البصرة وخرمشهر اضافة الى كري نهر اروند وبما يعزز الملاحة المائية ثنائيا.

كما وجد استعداد الجمهورية الاسلامية الكامل لدعم العملية السياسية في العراق والعمل على محاربة الارهاب والتطرف ومكافحة تداعيات جائحة كورونا . ولمس كذلك رفض ايران لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني باعتبار ذلك خيانة كبرى وانتهاكاً واضحاً لحقوق الشعب الفلسطيني حيث شدد المسؤولون الايرانيون على ضرورة التعاون بين دول المنطقة في ظل الحوار وتبادل الآراء دون تدخل اي طرف اجنبي في هذا الموضوع.

واستعرض الجانبان التضحيات التي قدمها الشعبان الايراني والعراقي في سبيل القضاء على خطر الارهاب التكفيري الذي كان يتهدد العراق وعموم المنطقة.

ان ايران والعراق بلدان جاران يتميزان بعلاقات استراتيجية لها ابعد الاثر في حماية استقرار المنطقة وامنها. فقد تعاون المجاهدون الايرانيون والعراقيون وحققا معا الانتصار التاريخي على داعش ودولته التكفيرية الدموية التي اختلقها الاميركان والصهاينة لتكون خنجرا في خاصرة الامة الاسلامية بعد "اسرائيل" والنظام السعودي الوهابي.

ويمتلك البلدان روابط سياسية واقتصادية وعسكرية عالية المستوى برزت في توقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات الثنائية لتطوير التعاون المشترك بماعاد ويعود بالنفع والفائدة لمصلحة الشعبين الشقيقين اللذين يشكل احدهما عمقا استراتيجيا للآخر.

لقد قدمت ايران والعراق خيرة ابنائهما لحماية المصالح الاستراتيجية والامن القومي لكل منها .وقد شكل استشهاد القائدين الكبيرين الفريق قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس إثر اغتيال اميركي اجرامي غادر ميثاقا للدم اكد فيه البلدان تمسكهما بالثوابت الوطنية وتطلعاتهما المشروعة وصيانتها من مخاطر قوات الغزو الاميركي ومرتزقة التكفير والتطرف الذين يهددون معا شعبي القطرين الشقيقين والامة الاسلامية كافة، الامر الذي يستدعي مزيدا من التلاحم والتكاتف والتعاون لإنزال القصاص العادل بهم وطردهم جميعا وتخليص العراق والمنطقة من شرورهم.