ديمقراطية ترامب .. القتال على السلطة
مهدي منصوري
عرفت اميركا بديمقراطيتها العريقة والتي كانت الشعوب تتمنى ان تنعم بمثل هذه الديمقراطية، الا ان ترامب وبعد عدة قرون من السنين اثبت ان الديمقراطية العريقة لم تكن سوى صورة غير واقعية ومشوهة الى درجة انه وبتصرفاته الهوجاء وغير المتزنة والتي لا تستند الى أية ضابطة قانونية او عرفية. قد وضع هذه الديمقراطية العريقة في موضع ينال منها الجميع ووصل في بعض الاحيان الى الاشمئزاز منها.
والا ماذا يعني ما جاء في تصريحات ترامب الاخيرة التي فضحت زيف الديمقراطية الاميركية وبصورة لم يكن يتوقعها احد، اذ لم يحدث في تاريخ اميركا ان يخرج الرئيس ويصرح وبكل صلافة انه "حتى وان خسر في الانتخابات القادمة فانه لم يسلم السلطة لبايدن".
ولا ندري هل ان ترامب كان بكامل وعيه وادراكه عندما اطلق هذا التصريح ام هناك عوامل واسباب قد لا نعرفها فرضت عليه هذا الامر. واللافت والذي اثار استغراب المراقبين ان المبررات التي طرحها ترامب بالتشبث بالسلطة والى هذا الحد بحيث يمكن ان يقاتل عليه لم تكن واقعية وغير مقنعة للجميع. ولكن كما قالت مصادر سياسية واعلامية اميركية انه ترامب الذي عرفناه باللااخلاقية وعدم المصداقية من خلال قراراته المترددة من جانب وغير الواقعية من جانب آخر والتي افقدت هيبة اميركا في العالم ووضعها في دائرة الانزواء. بحيث ان السيناتور بيرني ساندرز، قال إن "الانتقال السلمي للسلطة، وهو حجر الأساس للديمقراطية الأميركية، يتعرض للتهديد كما لم يحدث من قبل"، مشدداً عى ضرورة "الاستماع والتعامل بجدية مع ما يقوله ترامب بشأن نقل السلطة"، ومن الواضح ان هذه الانتخابات ليست بين ترامب وبايدن وإنما بين ترامب والديمقراطية نفسها ويجب أن تفوز فيها الديمقراطية"، بحيث لاح ساندرز باللائمة على ترامب بقوله "ترامب مستعد لتقويض الديمقراطية الأميركية من أجل البقاء في السلطة".وتوجه بالقول إلى ترامب: "لقد حارب وضحى الكثيرون للدفاع عن الديمقراطية الأميركية، ولن تقوم أنت بتدميرها، لن يسمح الشعب الأميركي بحصول ذلك".
واللافت في الامر ايضا وهو ما تطرقت اليه الصحافة الاميركية الكبرى في تحليلاتها بالامس وبعد التصريح من ان ترامب ان الرئيس وبدلا من ان يفكر في الازمات الداخلية الخانقة للمجتمع الاميركي من انتشار مرض الكورونا بحيث اخذ يحصد ارواح الاميركيين وبالجملة والذي قوبل بالاستهانة منقبله ، وكذلك الاوضاع الاجتماعية المتأزمة والخانقة خاصة ما تمر بها من كوارث طبيعية تحتاج الى معالجة جادة سريعة نجد انه يفكر في كيفية استمراره وبقائه بالسلطة لفترة اخرى مما يعكس انه لا يعبأ بما يحصل للشعب الاميركي.
اذن فان ترامب الذي فقد صوابه لعلمه بانه لم يتبق له سوى ايام في البيت الابيض وعليه مغادرته مكرها لابطل، ولذا جن جنونه الى حد اخذ يستخدم كل الاساليب الغير متوازنة والتي لا تليق برئيس للولايات المتحدة من اجل ان لا توصد بوجهه ابواب البيت الابيض، ولكن وفيما اذا صدق ترامب في تصريحاته بتشبثه بالسلطة حتى ولو خسر في الانتخابات يعكس حالة جديدة من دكتاتورية الديمقراطية الاميركية التي لم يعهدها العالم اجمع بحث يمكن القول ان بعض الدول النامية في المنطقة لم تصل الى هذا المستوى الهابطة الذي وصل اليه ترامب.