ثورة الشعب المصري لن تموت
مهدي منصوري
انقشع الرماد عن جمرة الثورة المصرية واخذت تتقد من جديد وبصورة خرج فيها آلاف المتظاهرين المصريين في مدن وقرى مصرية من الاسكندرية شمالا وحتى اسوان جنوبا للمطالبة برحيل السيسي رغم حالة الاستنفار الامني الذي استبقت دعوات خروج التظاهرات.
ومن نافلة القول ان الذين سرقوا ثورة الشعب المصري من قبل وبذرائع مختلفة بحيث ابعدوا الثوار عن مصدر القرار واستولوا على السلطة ظلما وعدوانا ظانين ان روح الثورة قد خمدت في نفوس ابناء هذا الشعب، الا انه وبخروج التظاهرات بالامس وبهذه الكثافة والقدرة قد اكد ان الشعب المصري لم ولن يخدع مرة اخرى بل عليه الثبات والصمود في الساحات حتى رحيل السيسي لكي يكون هو صاحب القرار باختيار حكومة وبرلمان يمثل الشعب بشكل حقيقي ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية ليس كما هو الحال الان.
وبعد الحراك الشعبي المصري بدأت ماكنة الاعداء الاعلامية من بعض الدول الاقليمية والصهاينة وفي وسائل اعلامهم والسوتشي ميديا بتشويه هذا الحراك لتثبيط عزيمة المتظاهرين واخافتهم من مرحلة ما بعد السيسي من انه سيفرض سيطرة الاخوان على الحكم من جديد او استيلاء العسكر مرة اخرى وغيرها، الا ان الشعب المصري بما لديه من الثروات الوفيرة التي يمكن ان تجعل منه شعبا حرا كريما كواردات قناة السويس والسياحة وغيرها من الموارد بحيث تجعله يخرج من اسر بعض الدول الخليجية التي تحاول سحق ارادته بدريهمات معدودة.
ولذا فان الشعب المصري الثائر قد تعلم من تجاربه السابقة انه لايمكن ان يقبل بالعودة الى الوراء وانه سيقبر محاولات الالتفاف على ارادته في مهدها.
ولابد ان نشير ايضا ان محاولات القمع والترهيب الذي سيواجه به السيسي الحراك الشعبي لا يمنع الثوار من الاستمرار في ثورتهم وكما اشار مراقبون ان الحراك اليوم يختلف عن سابقاته لانه جاء في ظرف عصيب يتطلب التغيير والخروج من حالات الارادات والاملاءات الخارجية سواء كانت الاميركية او الصهيونية او السعودية وغيرها والتي كبلت هذا البلد بحيث اخرجته من دوره الفاعل في مختلف القضايا الاساسية التي تدور ما حوله.
ان ارادة الشعب المصري بالتغيير لايمكن ان تقهر بل ستمضي وبقوة حتى الوصول الى الهدف المنشود الذي رسمه له الثوار الابطال.