"20سبتمبر" انتصار ايران وهزيمة لاميركا
ما هو معروف عن الطغاة والمستبدين والظلمة انهم لم يتعضوا من الدروس ويحاولون باستمرار وحتى الزمن الاخير ان يواصلوا سياستهم التعسفية والقمعية والارهابية لاخضاع الشعوب والحفاظ على مصالحهم مهما كلفهم الامر وقد يخاطرون في سياستهم حتى حافة الهاوية.
فاميركا المجرمة التي ناصبت العداء للجمهورية الاسلامية الايرانية منذ انتصار الثورة الاسلامية حتى يومنا هذا لم تترك فرصة للوقيعة بها وتجربة اكثر من اربعة عقود من التآمر والحظر والحروب والضغوط كافية لمعرفة مدى حقد وعداء اميركا للقضاء على ايران او اعادتها الى المربع الاول.
ومن غير الممكن في هذا المقال الوجيز سرد ما فعلته اميركا ضد ايران طيلة هذه الفترة لان ذلك بحاجة الى مجلدات ضخمة، لكن نكتفي بمحاولاتها الشريرة والبائسة في الاشهر الثلاثة الماضية حين تقدمت بثلاث طلبات لمجلس الامن الدولى لتفعيل "آلية الزناد" ضد ايران الا ان جميعها فشلت بسبب رفض 13 عضوا من الاعضاء الخمسة عشرة، لمجلس الامن الدولي الطلب الاميركي الذي اعتبروه خارج القانون، لانه لا يحق لدولة ليست عضوا في الاتفاق النووي الطلب لتفعيل احد بنوده.
واليوم تريد ان تعيد الكرة في ليلية الـ (19 ـ 20) بطرح الموضوع رابعة على مجلس الامن لانهاء منع حظر الاسلحة وتقديم مشروع قرار يفرض العقوبات على كل دولة تتعامل مع ايران بصفقات السلاح، لكن من المؤكد ان هذا المشروع هو الاخر سيأخذ طريقة الى سلة المهملات لانه لا يستند الى اي اساس قانوني او عرفي. واللافت ان اول من تصدى للمشروع الاميركي غير القانوني هم حلفاؤه التقليديون اي دول ترويكا الاوروبية (فرنسا، المانيا وبريطانيا) حيث بعثوا السبت رسالة الى المجلس الدولي ابلغوه بان اعفاء ايران من الحظر الاممي بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 سيستمر بعد 20 سبتمبر وهو الموعد الذي يؤكد اميركا انه ينبغي اعادة فرض الحظر فيه.
تاكيد الدول الاوروبية الموقعة على الاتفاق النووي في رسالتها لمجلس الامن بان اي قرار او اجراء باعادة فرض الحظر الاممي سيكون بلا اي اثر قانوني والذي ياتي عشية الطلب الاميركي الى المجلس، فسر على انه صفعة اخرى من الترويكا الاوروبية لاميركا وتفهيمها بان من انسحب من الاتفاق النووي فقد عضويته ولا يحق له الطلب بتفعيل احد بنوده.
ترامب المتصلب في مطالبه التعسفية وغير المحقة واللاقانونية تجاه ايران زادت من عزلته في الوسط الدولي وهو يواجه الفشل تلو الفشل بسبب الاجماع الذي يرفض اعادة فرض حظر التسليح على ايران. وقد اكدت مصادر دبلوماسية في الامم المتحدة بما ان اميركا ليست عضوا في الاتفاق النووي لذلك فانها غير مؤهلة للطلب في اعادة فرض العقوبات مجددا على ايران.
المحاولات البائسة والمحمومة للرئيس ترامب وادارته لا تزيده الا عناء وفشلا ولن يحصد منها سوى الخيبة والخذلان لان ما يطالب به لا يتفق الا ما قانون الغاب الذي يروج له وسط آذان صامه وهذا ما يرفضه المجتمع الدولي لانه بات اسير مواقفه اللامسؤولة التي تملى عليه من قبل اللوبي الصهيوني.
اننا اليوم على موعد مع الـ 20 من سبتمبر الذي تتوهم فيه اميركا على انه سيكون يوما مفرحا لها لكنه في الحقيقة سيكون وبالا عليها وحسب المؤشرات الموجودة يوم كئيب وفشل ذريع اذ لم تحصل على أي شيء سوى الهزيمة كا في محاولاتها الثلاثة الماضية وانه بحق سيكون يوما فاصلا حيث يسجل الانتصار لايران التي تعتمد الشفافية والصدقية والتعاون المسؤول في علاقاتها الاممية والدولية.