النزيف الاسلامي من طعنة آل سعود
امير حسين
بعد اشهر من الجريمة النكراء واللاخلاقية لفرقة "بوكوحرام" المنبثقة عن تنظيم القاعدة الارهابي في اختطاف اكثر من 200 من طالبات المدارس في نيجريا، تكررت بالامس في باكستان جريمة ابشع و اكبر من قبل تنظيم طالبان باكستان الارهابي الذي هو الاخر منبثق عن القاعدة و الاثنان من ولادة رحم الفرقة الوهابية الضالة والتكفيرية التي تاسست تحت اشراف الاستعمار العجوز بريطانيا وبالتعاون مع آل سعود لضرب الاسلام و تمزيق الامة الاسلامية.
وحقيقة ولادة طالبان في المدارس الباكستانية جاءت بتنسيق اميركي بريطاني وتمويل سعودي وهذا ليس بخاف على احد وقد اعترف بذلك اكثر من مسؤول باكستاني في حينه وفي مقدمتهم بي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان الاسبق.
فالقضية اصبحت مكشوفة بكل ابعادها ولا تحتاج الى تامل اوتدقيق فماذا ينتظر من خريجي هذه المدارس الذين درسوا النهج الوهابي الضال والتكفيري المطعم بالخبث والحقد الاميركي البريطاني لذلك من الطبيعي ان تُخرج هذه المدارس جناة محترفين ومن الطراز الاول الذي لا يشفي غليلهم الا سفك انهار من الدماء ولا يتورعون حتى عن قتل الاطفال الابرياء الذين لا ذنب سواء انهم باكستانيين.
فحادثة الامس في مدرستي الجيش الباكستاني الابتدائية والثانوية ومصرع 132 طالبا بينهم 129 طفلا على يد هؤلاء الجناة من طالبان باكستان تعد جريمة مدوية و بمنتهى البشاعة و الفظاعة قد هزت الضمير العالمي و صعقته في الصميم و هذا ما ستستغله وسائل الاعلام الغربية المعادية و تطبل له ليل نهار لتشويه صورة الاسلام و ان هذا العمل البربري الدموي من صنع الفرق الجهادية الاسلامية في وقت ان هؤلاء الارهابيين هم اتباع الفرقة الوهابية الضالة التي لا صلة لها بالاسلام.
فارهابيي القاعدة واخواتها ومنها طالبان باكستان اثبتوا بجريمتهم المدوية هذه باستهداف اطفال المدارس واغراقهم بالدم انتقاما لهجمات الجيش الباكستاني على معاقلهم في وزيرستان الشمالية يؤكد مدى اجرامهم وحقدهم الدفين ضد كل ما هو انساني ولا يمكن ان يصنفوا من البشر وحتى من الوحوش الكاسرة التي تكتفي بما يشبعها لكن هؤولاء تجاوزوا كل حدود الجريمة فكيف يسمح الغرب لنفسه ان يعدهم من الفصائل الاسلامية ويناور على هذه القضية.
فيا علماء الاسلام في الازهر و الزيتونة و سائر البلدان الاسلامية كفى صمتا لماذا لم تضعوا الاصبع من الجرح؟ وتعلنوها صراحة وعلى المللأ يجب القضاء على هذا الفكر الضال لان نشأة كل هؤلاء المجموعات التكفيرية الدموية والارهابية هومن الفكر الوهابي المنحط الذي وصفه العلامة المرحوم الغزالي "باني لم ار فيه شيئا من الاسلام".
فيا علماء الاسلام ادفنوا هذه الفرقة الدموية الضالة التي بدات تفتك باهل السنة اكثر من الشيعةالم تروا ما تفعل داعش بالمناطق السنية في العراق و سوريا واليوم طالبان في باكستان.
واليوم نقولها على الاشهاد و هذا ما يتفق عليه المسلمون الشرفاء من كل المذاهب ان كل قطرة دم تسال اليوم ظلما و عدوانا في عالمنا الاسلامي يتحمل مسؤوليتها آل سعود و آل الشيخ لانهما هما من يجهز ويمول هذا الفكر الدموي المنحط الذي يراد منه اساسا تشويه صورة الاسلام و المسلمين.
واما ما يتعلق بباكستان كدولة فانها تتحمل جزءا من المسؤولية عندما تسمح للنظام السعودي ان يخترق ساحتها باسم المساعدات واغداق الاموال و يؤسس مدارس تُخرج الوهابية الجناة لذبح ابناء هذا البلد و هذا يشكل اكبر تهديد للامن القومي الباكستاني الذي يجب اخذه بنظر الاعتبار ووضع حد للسياسات التدخلية السعودية في هذا البلد.
وباكستان ربما هي من اكثر الدول التي تواجه عدم الاستقرار نتيجة لتحركات امثال هذه المجموعات التكفيرية التي تعبث بامن البلاد. ولا شك ان هذه الكارثة وتحت ضغط الراي العام الباكستاني ستدفع ياسلام آباد لاعادة سياساتها تجاه الرياض .