طعنة التطبيع وحدت الشعب الفلسطيني
مهدي منصوري
قد صدق من قال "الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى" لانهم يقومون بتصرفات مهبولة ظنا منهم انهم يحسنون صنعا، الا ان وكما قيل "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن". وقد يكون خير مصداق لما ذهبنا اليه وهو اللهاث والمسارعة لبعض الدول الخليجية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب والذي كما وصفه بعض المراقبين انه جاء مكملا للمحاولات العدائية السابقة لهذه الدول في تقديم ما يمكن تقديمه للعدو الصهيوني بممارسة اجراءاته الاجرامية من قصف مواقع المقاومة الى الاعتقال العشوائي لابطالها في الضفة والقدس الى تشديد الاجراءات القاسية ضد الاسرى في سجون الاحتلال الى الحصار القاتل على غزة لتجويع ابنائها من اجل ان تنفض يدها عن المقاومة. ولكن كل هذه المحاولات لم تزد الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد الا اصرارا على البقاء في ارضهم والحفاظ على مقدساتهم وتقديم الغالي والنفيس في سبيل افشال المخططات الاجرامية للعدو من خلال الصمود الرائع وصور الردع القوية والتي اصبحت في بعض الاحيان ندية رغم الامكانيات الهائلة التي يمتلكها وامكانياتهم المحدودة. بل ولا نغالي اذا ما قلنا ان المقاومة الاسلامية الفلسطينية استطاعت ان توجع العدو وبصورة ابكت فيه كبار قادتهم العسكريين فضلا عن السياسيين وكذلك المستوطنين الصهاينة الذين قد لا يستطيعوا ان يصلوا الى جحورهم من خلال صواريخ المقاومة التي تتقاطر عليهم كالمطر وكذلك بالونات المقاومة الحارقة التي سلبت من الجيش الصهيوني وسكان المستوطنات النوم.
واليوم وبعد طعنة التطبيع من قبل بعض الدول الخليجية كالامارات والبحرين والتي يراد لها ان تذهب بالشعب الفلسطيني الى الشتات مرة اخرى وتلغي وطنا اسمه فلسطين. الا ان وعي الشعب الفلسطيني وادراكه لخطورة المخطط التآمري الدولي والاقليمي دفع بهم الى ردود عكسية مهمة الا وهي العمل على توحيد الجهد الفلسطيني بكل فصائله حتى بعض القوى التي كانت تتماشى مع الخط الرجعي لبعض الدول بحيث تم تشكيل قيادة جامعة تضم كل القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية وبصورة غير مسبوقة من قبل بحيث تم توحيد الصف الفلسطيني والسير باتجاه واحد نحو حماية الشعب الفلسطيني للبقاء على ارضه محافظا على مقدساته.
ولذا جاءت مبادرة اجتماع القوى الى اعلان حالة الغضب الشعبي الفلسطيني من خلال وقفة وفي كل ارض فلسطين ضد مشاريع التطبيع الخيانية والاتفاق على انتخاب طريق واحد وواضح الا وهو خيار المقاومة ولا غير لاعادة الحق نصابه. مما يعكس ان الجهود والطاقات والاموال التي بذلك من اجل تفتيت الشعب الفلسطيني من خلال استقطاب بعض الجهات قد باءت بالفشل الذريع وقد صدق من قال ان "رب ضارة نافعة" اذ ارادات الدول الذليلة الخانعة من تطبيعها ضمان امن واستقرار الكيان الغاصب الا ان النتيجة ستأتي عكسية بحيث سيقوم الجهد المقاوم وبعد توجيه الجهود الفلسطينية الا سلب هذا الامن من عيون الصهاينة المجرمين. وان المقاومة الفلسطينية قد حذرت العدو الغاصب بانتفاضة عارمة قادمة ستقلب المعادلة رأسا على عقب.