kayhan.ir

رمز الخبر: 11858
تأريخ النشر : 2014December15 - 22:02

غرفة عمليات مشتركة في بغداد لمحاربة ’داعش’

مصعب قشمر

شُحُّ إنجازات "التحالف الدولي” ضد "داعش” وتعمُّد إطالة أمد المعركة، فضلاً عن عدم وضوح الرؤية وعدم وجود خطة مستقبلية لاستئصال جذور الارهاب، كلها أظهرت أن ضربات التحالف استعراضية، وأن الهدف منها لا يتعدى تحقيق مصالح مكوناته، على حساب الدول المتضررة. كل ذلك شكل أسباباً كفيلة لهذه الدول للبحث عن بدائل فعلية لمواجهة "داعش” تحل مكان "التحالف” الوهمي.

عجز تحالف واشنطن عن التأثير في مجريات المعركة رغم الطلعات الجوية والغارات التي يشنها في العراق وسوريا، أفضى الى اقتناع مؤداه أن تحالف واشنطن ليس إلا حركة استعراضية لم تسعف المتضررين على الارض باستثمارها. فبدأ العمل على استثمار هذا المناخ من قبل المتضررين فعليا من خطر "داعش” للبناء على مفهوم جديد لمحاربته، وبلورة مسعى أدى الى إنضاج فكرة سيشهد العالم ولادتها قريبا في العاصمة العراقية بغداد. وهي فكرة ستؤدي الى تغيير الواقع الميداني والسياسي، وتعيد الامور الى طبيعتها، عبر تشكيل تحالف جديد سيأخذ على عاتقه محاصرة "داعش” والعمل على فكفكة عناصر قوته.

المولود الجديد لن يتأخر في الاعلان عن نفسه، وسيسلك طريقه نحو الهدف من دون استعراضات ولا مكتسبات سياسية، خاصة بعد أن أوهمت واشنطن العالم أنها هي وحدها من يستطيع محاربة "داعش”.

ولأن المعركة ضد "داعش” لا تحتاج الى هكذا ضربات صورية لا تؤتي أكلها ، ولأن الخطر داهم ولا يحتمل الانتظار لسنوات، تقرر تشكيل غرفة عمليات مشتركة في بغداد لمحاربة "داعش”، وهذه الغرفة تضم ايران، العراق، سوريا وروسيا، وهي تعتبر النواة الحقيقية لتحالف دولي ضد "داعش” مقابل التحالف الاميركي الغربي الهوليودي.

لكن ما هي الاسباب الفعلية لقيام هذا التحالف:

1- إقصاء دول المحور الجديد عن التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، فالولايات المتحدة أرادت أن تظهر كمن يتحمل وزر محاربة "داعش” وحدها دون إشراك الدول الفاعلة في هذا الإطار.

2- شعرت دول الحلف الجديد بخطورة "داعش” عليها، كونها المتضرر الفعلي من "داعش”، وهي الأقدر على المواجهة.

3- حاجة الاطراف المعنية لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهد فيما بينهم ، لا سيما أن جميع أطرافه تحقق إنجازات فردية على الارض. والعراق خير مثال على ذلك، بعدما استطاع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي إلحاق الهزيمة "بداعش” في العديد من المناطق.

4- لم تغفل دول التحالف الجديد العامل” الاسرائيلي” في الازمة السورية، وانخراطها مباشرة في الحرب ضد سوريا الى جانب التنظيمات التكفيرية والارهابية، وشنها غارات ضد مواقع سورية مختلفة، وتنسيقها مباشرة مع "داعش” خصوصا بعدما استطاع الجيش السوري تحقيق انجازات ميدانية باهرة في اكثر من مكان، وبالتحديد في دير الزور.

5- التجربة الواقعية أثبتت ضعف النتائج التي حققتها ضربات التحالف، التي تتسم بعدم الفعالية، إضافة الى غياب الرؤية المكتملة للقضاء على "داعش”، حيث أظهرت الوقائع ان النتائج التي حققتها تلك الضربات، نَفِدَت أهدافها من الشهر الأول.

6- اقتناع المحور المقاوم بأن ضربات التحالف صورية ودعائية ولا تهدف للقضاء عليه، بل لاحتواء التنظيم وتجييره لمصالحهم في المفاوضات النووية، للابتزاز السياسي.

مهمة التحالف الجديد

عليه، فإن التحالف الدولي الجديد سيعمل على تبادل المعلومات الاستخباراتية وتوحيد الجهد الأمني والعسكري، والمتابعة اللوجستية لقوات التحالف، بما في ذلك طرح إنشاء جسر للاسلحة وتوفير احتياجات المعارك من السلاح، كما من مهمة الغرفة المشتركة القيادة المركزية للمعركة وتوجيه القوات.

وعلى ضوء هذا المستجد يشكل المؤتمر الدولي "عالم بلا عنف وبلا تطرف” في العاصمة الايرانية طهران حلقة من حلقات العمل لمواجهة خطر "داعش”، إذ شهدت طهران لقاء ثلاثيا ضم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والعراقي إبراهيم الجعفري والسوري وليد المعلم، ويأتي اللقاء لتنسيق المواقف في مواجهة التهديدات التي تهدد الدول الثلاث.