kayhan.ir

رمز الخبر: 117978
تأريخ النشر : 2020August22 - 21:13
هزيمة مدوية جديدة لواشنطن بمعارضة المجتمع الدولي لغطرستها..

مجلس الأمن الدولي: لا يحق لاميركا استخدام آلية الزناد ضد ايران

طهران – كيهان العربي:- مرة اخرى تلقت اميركا هزيمة نكراء امام الجمهورية الاسلامية في ايران، فقد عارضت 13 من مجموع 15 دولة أعضاء في مجلس الامن الدولي ضغوط واشنطن لاعادة فرض الحظر الاممي على ايران، واعتبرت انه لا يحق للولايات المتحدة الأميركية استخدام آلية الزناد.

وبعد 24 ساعة من الطلب الرسمي الذي تقدمت به اميركا بواسطة وزير خارجيتها لمجلس الامن الدولي لاعادة فرض الحظر الاممي على ايران، والذي كان قد الغي وفقا للاتفاق النووي والقرار 2231 ، اعلنت 13 دولة من ضمنها 4 دول اعضاء دائمة و9 دول غير دائمة العضوية معارضتها للطلب الأميركي واعتبرت أن لا أساس قانونيا له.

وبعد أسبوع من فشل واشنطن بتمرير مشروع قرار لتمديد الحظر التسليحي على الجمهورية الاسلامية، قدّم وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو طلبا رسميا لتفعيل آلية الزناد ضد ايران بزعم انتهاكها للاتفاق النووي.

وأعلنت روسيا والصين والمانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا وجنوب أفريقيا والنيجر وتونس و"سنت وينسنت وغرنادين" وفيتنام واستونيا واندونيسيا التي تتولى الرئاسة الدورية، اعلنت صراحة ان اميركا لا تمتلك حق استخدام آلية الزناد.

وقبل أسبوع، أصيبت الولايات المتحدة الأميركية بفشل ذريع في مجلس الامن الدولي إثر محاولتها الرامية لتمديد الحظر التسليحي على إيران الذي ينتهي في تشرين الأول/أكتوبر القادم.

وعارضت روسيا والصين مسودة القرار الأميركي، فيما امتنعت بريطانيا وفرنسا والمانيا و8 أعضاء آخرين عن التصويت، فيما كانت الولايات المتحدة وجمهورية الدومينكان، الدولتين الوحيدتين بين أعضاء المجلس الـ 15 اللتين صوتتا لصالح مسودة القرار.

وفي هذا الاطار غرد ممثل الصين في الأمم المتحدة ردا على اجراءات الولايات المتحدة المناهضة لايران، وكتب: مرة أخرى، وقفت الولايات المتحدة ضد المجتمع الدولي وذاقت مرة أخرى طعم العزلة.

وكتب ممثل بكين لدى الأمم المتحدة في حسابه على تويتر أمس السبت ردا على مواقف واشنطن المناوئة للمجتمع الدولي وتصرفاتها المناهضة لإيران: أن 13 من أصل 15 عضوا في مجلس الأمن الدولي عارضوا في رسالة الى مجلس الأمن الدولي بشدة طلب الولايات المتحدة بتفعيل آلية الزناد.

واضاف: مرة أخرى، وقفت الولايات المتحدة في وجه المجتمع الدولي وأصبحت مرة أخرى أكثر عزلة، وسينتصر المجتمع الدولي في مواجهة مواقف امريكا .

وفي الإشارة إلى السلوك الأميركي البعيد عن الاعراف الدولية، قال وزير الخارجية الصيني "وانغ يي"، إن طلب الولايات المتحدة تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات على ايران غير منطقي على الاطلاق.

وصرح "وانغ"، بأن الحكومة الأميركية وقعت رسميا الاتفاق النووي لعام 2015 ومسؤولة امام المجتمع الدولي الالتزام بالاتفاق، ولا يهم التغييرات التي حدثت في حكومة الولايات المتحدة.

وشدد على أن تغيير الحكومة لا يغير من طبيعة القضية، وقال: لهذا يجب على الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاقية التي وقعتها، وهذا يتوافق مع القانون الدولي.

الجدير بالذكر ان 13 من مجموع 15 دولة عضوا في مجلس الامن الدولي عارضت ضغوط اميركا لاعادة فرض الحظر الاممي على الجمهورية الاسلامية الايرانية، واعتبرت انه لا يحق لاميركا استخدام آلية الزناد.

من جانبه اعتبر مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا "ميخائيل اوليانوف"، مزاعم اميركا لتفعيل آلية الزناد لاعادة الحظر الدولي على ايران بانها مناقضة للعقل السليم.

وكتب "اوليانوف" في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أمس السبت: هنالك مقاومة ملحوظة جدا في مجلس الامن الدولي ضد محاولة اميركا لتفعيل "سناب باك" (العودة التلقائية السريعة للحظر).

واضاف: ان اعضاء مجلس الامن يمتنعون عن الاعتراف رسميا باميركا بصفة عضو مشارك في الاتفاق النووي. مزاعم اميركا مناقضة للعقل السليم.

وكان الدبلوماسي الروسي قد كتب في تغريدة اخرى بهذا الصدد: ان محاولة تفعيل "سناب باك" لم تكن فكرة جيدة، وبعبارة بسيطة فان الوضع صعب.

وكانت اميركا قد سلمت رئيس مجلس الامن الدولي يوم الخميس رسالة طلبت فيها رسميا اعادة جميع اجراءات الحظر الدولية ضد ايران.

واتهمت اميركا في مزاعمها في الرسالة هذه ايران بانها قامت بـ"انتهاك اساسي" لالتزاماتها في "برنامج العمل المشترك الشامل" (الاتفاق النووي).

وتؤدي "آلية الزناد" او "سناب باك" في حال تفعيلها الى العودة التلقائية للحظر الدولي ضد ايران، والتي تم تعليقها بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة "5+1" عام 2015 .

وفي الاطار ذاته قال "إسماعيل شعبانوف" عضو مجلس العلاقات بين القوميات الروسية، الذي يرأسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن فشل الولايات المتحدة في مجلس الأمن في التصويت على القرار كان مؤشر على نهاية هيمنة واشنطن على العالم .

ووصف "شعبانوف" معارضة مجلس الأمن لمشروع القرار الأميركي الخاص بتمديد الحظر التسليحي على ايران بأنه حدث مهم ومؤسف للغاية للبيت الأبيض.

وأضاف: حتى أقرب حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، الذين يقبلون في كثير من الحالات المطالب الأمريكية بشكل قاطع، رفضوا دعم الموقف الأمريكي في القرار المعادي لإيران في مجلس الأمن.

وقال المسؤول الروسي أن السياسة العالمية تتغير والعالم يحتاج إلى نظام جديد لاتكون اميركا في محوره، وأن أي محاولة من جانب واشنطن لتغيير هذا الوضع لن تنجح.

وتابع قائلا: الدول التي كانت تحت الحكم الأمريكي لسنوات عديدة لم تعد ترغب في لعب مثل هذا الدور وتريد تأمين مصالحها.

وبحسب شعبانوف، فان الولايات المتحدة كانت تخطط لنجاح مشروع قرارها ودعم مجلس الأمن له منذ شهور، وبذلت جهودا دبلوماسية مكثفة في هذا المجال، وقد باءت جميع محاولاتها بالفشل.

وتابع عضو مجلس العلاقات بين القوميات الروسية قائلا، أن الدول الأوروبية خسرت مليارات الدولارات نتيجة العقوبات الأحادية على ايران.

وأضاف: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا خسرت أكثر من غيرها بسبب العقوبات المفروضة على إيران، ولهذا السبب سئموا اتباع السياسات الأمريكية العمياء.

وقال شعبانوف أن دول العالم توصلت إلى استنتاج مفاده أنه يتعين عليها الاهتمام بمصالحها الوطنية وعدم إعطاء الأولوية لمصالح ومطالب الولايات المتحدة ، والتي لا تتماشى في كثير من الحالات مع مصالح الدول الأخرى.

وختم بالقول إن الولايات المتحدة لا تقبل حقيقة أن عصر الهيمنة قد انتهى، وأنه مع ظهور مراكز قوة جديدة على الساحة العالمية، فإنها لن تكون قادرة على تنفيذ إجراءاتها الأحادية الجانب.

هذا واتّهمت واشنطن بكين ولندن وباريس، بأنها "أخلت بواجبها" عبر معارضة آلية فعلتها الولايات المتحدة تمهّد "لإعادة فرض عقوبات دولية على ايران.

وقال المبعوث الأميركي لإيران براين هوك، لصحافيين "لسنا بحاجة لإذن من أحد لإطلاق السناب باك" أو آلية العودة إلى الوضع السابق، مضيفاً "إيران تنتهك إلتزاماتها في المجال النووي الشروط من أجل إطلاق السناب باك متوافرة".

واعتبر هوك أن الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي "فشلوا" منذ أسبوع عندما لم يمددوا الحظر على تسليم إيران أسلحة الذي ينتهي قريباً، كما طلب مجلس التعاون الخليجي.

وقال هوك "قررت الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا تجاهل رأي مجلس التعاون الخليجي" الذي يضمّ "الدول الأقرب إلى الخطر"، وفق تعبيره.

وأشار هوك إلى أن مجلس الأمن "كانت لديه مسؤولية احترام رأي الدول الخليجية لجهة تمديد الحظر على الأسلحة" مضيفاً أن "ذلك كان إخلالا مخيباً للآمال في واجبها".

ورأى هوك أنه "مهما كان موقف الدول الأخرى في مجلس الأمن، لا يمكن عرقلة هذه الآلية".