قلق تل ابيب من المجهول!!
مهدي منصوري
قد لا نجانب الحقيقة فيما اذا اطلقنا على التصرفات الهوجاء للصهاينة ضد ابناء الشعب الفلسطيني انها قد اوقعتهم تحت طائلة الحمقى الذين يتشبثون وبأي وسيلة لاثبات قدرتهم وسلطتهم.
وقد يمكن القول ان حالة الغليان التي تنتاب الضفة الغربية والقدس الشريف والذي لايمكن ان يتوقعه الكيان الصهيوني يوما لان جل اهتمامه قد اتجه نحو ما يحدث في غزة او شمال فلسطين عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية.
لكن الذي يحدث في الضفة الغربية من المواجهات اليومية قد أوصل حالة القلق لدى الكيان الغاصب بأن يتخذ قرارا برفع القدرات العسكرية الى الحالة القصوى، لان عملية تطور المواجهة خاصة والتي وصلت الى امكانية ابناء القدس الشريف ان يمنعوا المستوطنين الصهاينة من الدخول الى المسجد الاقصى وتدنيسه رغم الحماية التي يتمتعون بها من قبل الشرطة الصهيونية أمرا مفاجئا وغير متوقعا.
والشيء المهم والذي اشارت اليه بعض الاوساط الاعلامية والسياسية هو ان زيارة الوفد الفلسطيني الاخيرة لطهران والتي حظيت باهتمام بالغ من قبل الجمهورية الاسلامية خاصة ما اعلن عنه قائد الثورة الاسلامية من ان القضية الفلسطينية من القضايا التي تحظى بالاولوية بالنسبة لطهران وانها ستحظى بالدعم اللازم من أجل ان يحقق الفلسطينيون أهدافهم في تحرير أرضهم ومدنهم من براثن ودنس الصهاينة.
لذلك فان هذا الموضوع قد حظي باهتمام الكيان الصهيوني اكثر من غيره، ولذا ومن أجل ان يستبطن الامور ولكي يعلم ما مدى الدعم الايراني للفلسطينيين لذلك فانه يقوم بين الفينة والاخرى بعمليات استفزازية ضد ابناء الشعب الفلسطيني عسى ولعل يستطيع ان يصل الى معلومة ترفع عنه حالة القلق الذي تنتابه اليوم.
من الطبيعي ايضا ان المجرم نتنياهو قد فقد مركزه السياسي بسبب سياسته الحمقاء القائمة على العدوان والمعالجات العسكرية ظنا منه وبأساليبه هذه يتمكن ان يخمد أوار ثورة الشعب الفلسطيني، ولذلك نجد انه شن اكثر من عدوانين على غزة ولم يحصد منها سوى الخسران والفشل الذريع، بحيث اخذت تداعياته تهز كيانه سياسيا وعسكريا. مما عكس للرأي العام ضعف قدرات القوات الصهيونية في مواجهة المقاومة الباسلة رغم امكانياتها المحدودة التي لايمكن ان تقاس مع امكانيات الجيش الصهيوني الهائلة والمدمرة.
ومن هنا فان حالة الياس والانهيار عندما تصيب المؤسسة العسكرية الصهيونية يعني انها قد وصلت الى حالة الضعف، ومنها قد تصل الى الانهيار، فضلا ان الاخبار التي ترد من داخل أروقة الجيش الصهيوني تظهر انتشارحالة الهروب والتسرب للجنود الصهاينة من المعسكرات وعدم الرغبة في التطوع ولانخراط في المؤسسة العسكرية بالاضافة الى حالات الانهيار النفسي التي انتابت الجنود الصهاينة من هلع الحروب بحيث وصل الامر ببعضهم الى الانتحار. اذن هذه هي حالة الجيش الذي لايقهر كما يزعمون، ناهيك عن الوضع السياسي المضطرب من خلال الصراعات القائمة بين الاحزاب الاسرائيلية من اجل الوصول الى السلطة والتي تعكس الانقسام السياسي الكبير.
لذا وامام هذه الصورة فان الشعب الفلسطيني يظهر بانه الاقوى في الميدان، وهو القادر على تغيير المعادلة لصالحه، خاصة وان استمرار مواجهاته ومقاومته وبهذه الصورة المذهلة ستكون سببا رئيسيا في اضعاف العدو اكثر مما هو عليه الان، وبهذا يمكن القول ان مقاومة الشعب الفلسطيني تسجل اليوم انتصارا جديدا على كيان العدو يختلف عن سابقاته من حيث الصورة والشكل والاسلوب وهو ما يجعل حالة القلق لدى العدو اكبر مما هي عليه اليوم.