kayhan.ir

رمز الخبر: 116504
تأريخ النشر : 2020July27 - 21:58
محذراً من نزعة إسرائيلية تهدف الى "طرد جماعي" جديد للفلسطينيين..

كاتب صهيوني: الوضع الراهن سيؤدي الى الأسوأ ولم أعد أؤمن بالدولة اليهودية



باريس - وكالات انباء:- نشر موقع "أورينت 21" الفرنسي تقريرا سلط فيه الضوء على ما قال إنها "قنبلة" للعالم الأمريكي اليهودي "بيتر بينارت"، الذي نشر مقالين متتاليين أوائل تموز/ يوليو الجاري، دعا في الأول الى المساواة في فلسطين المحتلة، فيما أعلن في الثاني صراحة أنه لم يعد يؤمن بالدولة اليهودية.

وأوضح التقرير أن "بينارت" أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك، يعرف نفسه بأنه صهيوني تقدمي "ليبرالي"، وهو يخاطب بشكل مباشر من ينتمون الى هذه البيئة.

واكد بينارت في كتاباته الأخيرة أنه تمسك بحماس بالفكرة الرئيسية لاتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1993: "دولتان لشعبين يعيشان في سلام جنبا الى جنب"، ولذلك كتب أنه يمكن للمرء أن يبقى "تقدميا وداعما للدولة اليهودية".

لكنه استدرك بالقول: "الأحداث (التي أعقبت أوسلو) أطفأت هذا الأمل"، والدليل قائم وهو أن "إسرائيل" ضمت الضفة الغربية عمليا منذ فترة طويلة جدا.

واعتبر بينارت، بحسب "أوريان 21"، أن إمكانية قيام دولتين منفصلتين قد اختفت، ولم يبق منها إلا "التغطية" على زيادة تفاقم حرمان الفلسطينيين المحتلين، وعليه "نحن اليهود التقدميين يجب أن نواجه هذه الحقيقة وأن نتخذ قراراتنا"، فالقضية محسومة، إذ "لم يعد الهدف قيام الدولتين، بل الحقوق المتساوية لليهود والفلسطينيين" الذين يسكنون الأرض نفسها.

وحاول بينارت الإجابة على مسألة المستقبل السياسي لليهود على هذه الأرض المشتركة، وكيفية بقاء الصهيونية مع التخلي عن الدولة اليهودية، قائلا إن "جوهر الصهيونية لم يكن إقامة دولة يهودية في أرض "إسرائيل"، بل إنشاء بيت يهودي هناك".

واكد في الوقت ذاته أن تلك الرؤية يستبعد أن يتم العمل عليها واقعيا في ظل الظروف الراهنة، أولا لأن الكتاب التأسيسي للصهيونية ليس بعنوان "البيت اليهودي" أو "المركز الروحي اليهودي" بل الدولة اليهودية، وثانيا لأن المفكرين الذين تبنوا تلك الأفكار التقدمية ظلوا هامشيين جدا داخل الحركة الصهيونية، وأخيرا لأنه من الصعب تجاوز أكثر من قرن من التاريخ الصهيوني "الحقيقي" الذي أظهر باستمرار أنه ينوي إقامة دولة يهودية عرقية على حساب السكان الأصليين في فلسطين.

ويعتقد بينارت أن الوضع الراهن يؤدي الى الأسوأ، أي تفاقم النزعة الإسرائيلية الهادفة الى "طرد جماعي" جديد للفلسطينيين، مشيرا الى أن ضم أجزاء من الضفة الغربية الذي يخطط له رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الآن ليس نهاية الطريق، بل مجرد محطة على طريق الجحيم.