kayhan.ir

رمز الخبر: 116189
تأريخ النشر : 2020July22 - 20:40

زيارة الكاظمي وصدمة اميركا وجرذانها


مهدي منصوري

شكلت زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لطهران قبل الرياض صدمة كبيرة لاميركا بالدرجة الاولى ولجرذانها في الداخل العراقي خاصة للحفاوة البالغة التي تلقاها الكاظمي من قبل المسؤولين الايرانيين واللقاء الحميم مع قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي( حفظه الله) والتي لم يكن يتوقعها، واللافت في الامر ان الامام الخامئني وبعد تفشي مرض الكورونا لم يستقبل أي مسؤول خلال الاشهر الماضية مما اعطى احتفاؤه بالكاظمي أريجا اخويا وبنكهة الروح الاسلامية الرائعة لبساطتها. بحيث اثار هذا الموقف الرائع حنق وغضب الاميركان بالدرجة الاول وجرذانهم في الداخل، من خلال تحريك ماكنتهم الاعلامية وبصورة معكوسة جدا لتقليل من أهمية الزيارة بتحريف ماجاء في خطاب القائد الخامنئي حول جريمة اميركا في العراق وانتهاكها لسيادة العراق باستهدافها قائدي النصر على الارهاب سليماني والمهندس، ولكن مثل هذه الاساليب الاعلامية الخبيثة والحاقدة لايمكن ان تنطلي على الشعب العراقي والتي لم تكن جديدة بل ان هذا الاسلوب الحاقد في التعامل مع علاقات طهران- بغداد هو ديدنهم وكما يعلم الجميع.

ومن الطبيعي ان ترى مثل ردود الفعل هذه لان المحاولات المستمرة والكبيرة والتي بذلت من اجلها الاموال الطائلة لايجاد الفجوة بين شعبي البلدين لم تأت ثمارها، بل العكس هو الصحيح لان اميركا وجرذانها وبمجئ الكاظمي كانوا يعتقدون انه سيعمل ضمن الاجندة الاميركية لمعاداة طهران والوقوف مع واشنطن في تضييق الحصار عليها ولكن الزيارة افصحت بل واظهرت ان الامور لم تكن تجري بما كانوا يتأملون للروابط والعلاقات الاجتماعية والعائلية والعقائدية بين طهران وبغداد بحيث لا يمكن ان تذهب او تزول برغم الاعداء الاميركان والعملاء الذين ينفذون هذه الاجندة ويبنون تمنياتهم عليها، ولذا فانهم ومن خلال ردود الفعل وعلى صفحات الوسائل الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي عكسوا مدى قوة الصدمة التي اصيبوا بها.

واخيرا والذي لابد ان تفهمه اميركا قبل غيرها من بعض الدول وعلى راسها السعودية وايتام صدام فلول حزب البعث وغيرهم من ان علاقات طهران وبغداد لا يمكن ان تزعزعها رغباتهم الحانقة والحاقدة ، بل ستتوطد وستتعمق اكثر خاصة فيما اذا ما طبق قرار مجلس النواب العراقي باخراج اميركا من الاراضي العراقية بحيث يمتلك العراق سيادته واستقلاله والعمل من اجل مصلحة الشعبين الايراني والعراقي التي تقوم على احترام سيادة البلدين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما وهو ما اكده المسؤولون الايرانيون في مباحثاتهم مع الكاظمي، غير ان الامام الخامنئي ذهب الى ابعد من ذلك عندما اكد أن ايران تعارض كل ما يسبب في اضعاف الحكومة العراقية.