زيارة وزير الخارجية وتطور العلاقات الايرانية العراقية
حظيت زيارة وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف الى بغداد باهتمام الاوساط الدولية والاقليمية والمحلية سيما وانها تأتي عشية الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي الى طهران يوم غد الثلاثاء.
وصرح وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك ببغداد مع نظيره العراقي السيد فؤاد حسين (ان العلاقات الايرانية ـ العراقية وطيدة وهي لن تتزعزع) مشددا على دور بغداد الاستراتيجي في صيانة الاستقرار في غرب آسيا وعلى اهمية دور العراق الفاعل في المنطقة والخليج الفارسي ودورها المفصلي في مكافحة الارهاب التكفيري الذي يشكل خطرا لعموم شعوب الشرق الاوسط والعالم.
المؤكد ان الجمهورية الاسلامية تعتبر ان دعم جمهورية العراق في الظروف الراهنة وعلى مختلف المستويات السياسية منها والاقتصادية والصحية والامنية اولوية مهمة جدا سيما وان هذا البلد الجار والشقيق تعرض لمحن وازمات وضغوط ومنها جائحة كورونا التي تتطلب التعاون والتعاضد بشكل متبادل ومتناسق للقضاء عليها.
ومن الواضح ان طهران تدعم حرص العراق على وحدته الوطنية ودفاعه عن سيادته في ارضه وترابه وسمائه بعد الغزو الاميركي ـ الاطلسي الذي يفترض به ان يرحل في اقرب فرصة نتيجة لقرار مجلس النواب العراقي الملزم بتاريخ 5/1/2020 والذي اظهرت الولايات المتحدة انزعاجها منه داعية السلطات العراقية الى اعادة النظر فيه.
لقد قدم البلدان الحليفان تضحيات عظيمة على طريق مكافحة داعش وهزيمته في مناطق شاسعة من العراق وباقي الدول المندرجة في محور المقاومة بوجه التمدد الاستكباري في الشرق الاوسط، وكان استشهاد القائدين الكبيرين الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس والاستاذ الحاج ابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في حرم مطار بغداد بتاريخ 3/1/2020، علامة بارزة على حجم التضامن الايراني ـ العراقي وهو تضامن مصيري تعمد بالدماء الطاهرة التي قدمها الحليفان للدفاع عن شعبيهما وجميع ابناء الامة الاسلامية والبشرية كافة.
ولذلك فان ايران لم ولن تدخر وسعا واسنادا وجهدا ومشورة لكي يحصل العراق شعبا وحكومة على ما يحسن ظروفه الاقتصادية والاروائية والطبية في ضوء التفاهمات التي اتفق عليها البلدان في الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية الدكتور الشيخ حسن روحاني في آذار عام 2019 على مستوى التاكيد على الامن الشامل في المنطقة واقامة المناطق الصناعية المشتركة والربط بين خطوط سكك الحديد والتعاون في مجال الطاقة وكري الانهار الحدودية ورفع حجم التبادل التجاري للوصول الى مستوى 20مليار دولار .
لا شك في ان طهران ستكون سعيدة بزيارة رئيس الحكومة العراقية الاستاذ مصطفى الكاظمي الذي تعرف عبر وزير الخارجية السيد ظريف على ترتيبات سفرته الى الجمهورية الاسلامية وعلى الامكانات التي تزخر بها ايران في جميع الاختصاصات والمتطلبات الحيوية والتي لن تبخل بها على جارتها التاريخية الاصيلة التي تشترك معها في الكثير من القواسم والمصالح الاستراتيجية والمبدئية والمصيرية.
في هذا الاتجاه لابد من الاشادة بالخطوة العراقية المهمة باتجاه حليفتها ايران بعد اصدار مجلس القضاء الاعلى في بغداد امس الاحد بيانا اكد فيه ان اجراءات التحقيق باغتيال الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس مستمرة منذ لحظة وقوع الجريمة وفق القانون العراقي باعتبارها (جريمة جنائية حصلت على ارض عراقية) ، الامر الذي يعني الاصرار على الاخذ بحقوق الدماء العراقية والايرانية التي اراقها الارهاب الاميركي خلافا لجميع القوانين الدولية.