kayhan.ir

رمز الخبر: 115998
تأريخ النشر : 2020July19 - 20:30

اميركا هي اميركا ان لم تصبح الاسوأ

مهدي منصوري

قالت صحيفة الغارديان البريطانية ان الاستطلاعات الاخيرة في الولايات المتحدة تظهر تقدم المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسة جو بايدن على حساب الرئيس الحالي ترامب.

وقال جوناتان فريدمان في مقال نشرته الصحيفة ان جميع التوقعات تشير الى هزيمة ترامب في الانتخابات المقبلة خاصة ان الاستطلاعات الاخيرة اظهرت ان 72% من الاميركيين يرون ان بلادهم يتجه نحو المسار الخاطئ.

والسؤال المهم هنا متى اتجهت اميركا في المسار الصحيح وعلى مدى عقود من الزمن حتى تأتي اليوم وبتغيير رئيس بدلا عن الاخر لتغير من بوصلة اتجاهها.

السياسة الاميركية وكما خطط لها تعتمد على اسلوب الهيمنة والسيطرة وفرض الارادات على الشعوب لنهب خيراتها وانطلاقا من مفهوم نظرية "الغاية تبرر الوسيلة" فلذلك فانها تمارس مختلف الاساليب من اجل الوصول الى منافعها حتى ولو كانت ضحاياها الشعوب المستضعفة. واعتقد ان التجارب في هذا المجال كثيرة ومتعددة وواضحة للجميع ولابد ان نشير في هذ المجال الى ممارساتها الاجرامية ضد الشعوب بشن الحروب عليها وممارسة الضغوط المختلفة عليها من اجل ان تفر ض هيمنتها وسيطرتها حتى لو وصل الامر الى انتهاك سيادتها وما فعلته في العراق وافغانستان وفي غيرها من الدول واضح للعيان اذ شنت حربا ظالمة وغاشمة راح ضحيتها الالاف من ابناء هذه الشعوب وبحجج واعذار واهية لا واقعية لها وباعتراف كبار صانعي القرار فيها.

ولذلك فان اميركا قد اعتمدت سياسة هوجاء افصح عنها وبوضوح جورج بوش من انه "من لم يكن معنا فهو ضدنا" وبناء على هذا المفهوم فانها رفعت رتبة العداء لايران الاسلام بعد سقوط الشاه المقبور ولكل الدول والشعوب التي وقفت موقفا معارضا لسياستها سواء في المنطقة او العالم.

ولذلك فان الاخطاء التي ارتكبها ترامب بسياسته الرعناء والتي لا تقوم على اعتبارات سياسية وانسانية هي نفس الاساليب التي اتبعها من قبله رؤساء الولايات المتحدة، الا ان ترامب تمادى الى الحد الذي وضع حوله دائرة واسعة من العداء فضلا عن شعبه مع كل دول العالم من خلال قرارات هوجاء بالخروج من المعاهدات وفرض العقوبات والضغوط وغيرها من الممارسات الخاطئة والتي اصبحت عنوانا بارزا لشخصيته، ولذا فان ما ذهبت اليه الغارديان بالامس لم يكن مستغربا بل متوقعا لان سياسة ترامب الغير متزنة قد وضعت الولايات المتحدة في وضع كارثي. واشارت اوساط اعلامية وسياسية انه لا يمكن التعويل او التفاؤل الكبير بتغيير الاوضاع بعد ذهاب ترامب ومجيء بايدن ان لم تتغير الخطوط الاساسية للسياسة الاميركية التي ينبغي ان تقوم على احترام سيادة الشعوب والدول لا اللهجة والسيطرة عليها والا ستبقى اميركا هي اميركا بل ستكون الاسوأ .