إياد الإمارة

إجتماعات وأحاديث طويلة ومنمقة عن مشروع تزويد الدول الخليجية للعراق بالكهرباء، الإجتماعات والأحاديث هذه أمريكية كما أن المشروع نفسه أمريكي بإمتياز، وأمريكا -وعلى لسان السفير الألماني- هي التي منعت شركة سيمنز الألمانية من العمل على تحسين وضع الكهرباء في البلد، تأتي اليوم لتزودنا بكهرباء خليجية!

المساعي الأمريكية حثيثة جداً لربط كهرباء العراق وبالخصوص شبكة البصرة والمنطقة الجنوبية مع شبكة الدول الخليجية، وهناك اجتماعات تتم بحضور الخارجية الامريكية من اجل اكمال هذا الربط.

الذي يتحدث عنه المختص في هذا الشأن قيس الأحمد: «سيكون تزويد العراق كمرحلة اولى ب500ميكاواط في نهاية 2020 الى تصل الى2000ميكا واط عام2024 بقيمة220مليون دولار، وقد لاحظت التركيز الاعلامي الكبير من قبل الادارة الامريكية والدول الخليجية على اهمية هذا المشروع ومايحققه من انهاء مشكلة الكهرباء في العراق؟؟؟

نأتي الان نتكلم كمختصين:

الخط المصدر للعراق سيكون من الكويت وفولتيته 132kv مما يعني اننا سنحتاج الى نصب محطة تحويلية 400kv في سفوان من اجل تحويلها وربطها مع شبكتنا ثم بعد ذلك علينا انشاء خط 400kv جديد من سفوان الى خور الزبير لكي يمكننا الاستفادة منه للبصرة او نقله الى الناصرية والمحافظات الاخرى عبر خط خور/رميلة الثاني المقترح تنفيذه ومن ثم من الرميلة للناصرية ومنه للمحافظات الاخرى.

ايجابيات الخط الخليجي هي زيادة استقرار شبكتنا الكهربائية ولكن سيتم نقل طاقة محدودة لنا هي 500م.و بعد سنة، وتصل الى 2000م.و بعد اربع سنوات اي انها طاقة محدودة لانها ستكون منقولة عبر خط واحد بدائرتين ولذلك في احسن الاحوال يستطيع ان ينقل2000م.و بعد اربع سنوات؟؟؟ والتي لاتلبي الطلب مع ازدياد الطلب على الكهرباء بعد اربع سنوات هذا اذا عرفنا ان هذا الخط هو بديل للكهرباء المستوردة من ايران والتي تقدر ب1200م.و مربوطة الى(بصرة/عمارة/ديالى/خانقين)وذلك بسبب العقوبات الامريكية على ايران حيث تسعى امريكا جاهدة لالغاء استيراد الكهرباء من ايران وتعويضها من الدول الخليجية.

مما يعني سوف لن ينفعنا بشيء ذلك الربط سوى رهن كهرباء العراق بالخليج بدل ايران.»

ويضيف الأحمد قائلاً: «فاذا كانت امريكا والدول الخليجية جادة بمساعدة العراق عليها بناء محطات كهرباء ومحطات ثانوية ومد خطوط نقل داخل العراق لاننا نعاني من نقص بالتوليد واختناقات في خطوط النقل والتوزيع وقلة المحطات الثانوية وبذلك نصل للاكتفاء الذاتي (وخلي يحسبوها علينا عوضا عن ملعب الملك سلمان الذي تبرع به للعراق) وليس تجهيزنا بخط طاقة 132kvيتيم من الكويت طوله300 كم والذي لن يضيف شيئا لانه سيعوض مانفقده من الخطوط الايرانية الاربعة حيث ان اربعة سنوات لاكمال هذا الربط كافية لتحسين شبكة العراق ووصولها للإكتفاء الذاتي لو كانت نيات امريكا والدول الخليجية صادقة.

يعني الامر لايتعدى سوى محاصرة لايران اكثر دون ايجاد حل للعراق وهذا ماصرح به علنا مسؤول الملف في مجلس التعاون الخليجي من على قناة الشرقية.»

إذا الأمر واضح جداً بعد حديث الأرقام هذا الذي فصل الموضوع تفصيلاً علمياً مبيناً إن الأمر الخاص بالربط الكهربائي للعراق بالدول الخليجية غير مجدي، والهدف منه الإمعان بمحاصرة إيران أكثر من مساعدة العراق وتزويده بالكهرباء.

هل أن أمريكا تستخف بعقول العراقيين إلى هذا الحد؟!

أم أنها تتصور بأنها قد تمكنت من العراقيين بحفنة من جوكرية أولاد شوارع وأصبح العراق طوع بنانها؟!