كما عودتنا البوندسليجا، فدائمًا وأبدًا ما تسطع فرقًا صغيرة تاريخيًا وتقدم أداءً ممتازًا تصل به إلى مرتبة عالية، وقد حدث الأمر أكثر من مرة، كهوفينهايم في 2008 وفولفسبورج في 2009، فكل منهما احتل الصدارة لفترة ولم يكن أبدًا مرشحًا لهذا الأمر، بل إن الفولفي توِّج في النهاية باللقب على حساب العملاق البافاري بايرن ميونخ.

ولكن ربما يكون هناك جزءاً من التوقع بأن يكون لهذا الفريق دورًا نسبة إلى الأموال الطائلة التي صُرفِت واللاعبين الكبار، ففولفسبورج احتوى على دجيكو وجرافيتي وجينتنر وبيناليو وتعددت الأسماء، وفي هوفينهايم ديمبا با وإيبشفيتش، وكانت كل هذه الأسماء مواهب يتوقع لها التألق نسبة إلى تناغمها.

إلا أن عندما ترى فريقًا قيمته كاملة 43 مليون يورو فقط، لا يتواجد فيه موهبة بارزة يُضع عليها العين كما كان مثلًا في فولفسبورج وهوفنهايم، وأكبر لاعب من ناحية القيمة السوقية تبلغ 4 مليون يورو فقط، ويحتل رغم ذلك المركز الثالث بمجموعة متواضعة من اللاعبين، فإن هذا يَنُم عن عملٍ رائع وكبير من المدرب والإدارة.

وكعادة غالبية الفرق الصغيرة تبيع نجومها، وقد تم بيّع أندريا هان النجم (قيمته 3 مليون فقط) إلى بوروسيا مونشنجلادباخ، مع شراء لاعبين آخرين لا يعرفهم أي شخص، والنتيجة المتوقعة كانت العودة لماراثون الهبوط ولكن إبهار ما يقدمه هذا الفريق في الموسم الحالي.

فأولئك اللاعبون المتواضعون وصلوا إلى المركز الثالث في ترتيب البوندسليجا، وتفوقوا على أندية كباير ليفركوزن وبوروسيا دورتموند وهامبورج وفيردر بريمن وشتوتجارت وشالكه في الترتيب، وهو فريق لا تاريخ له على الإطلاق.

لكن هذا الفريق الذي لا تاريخ له يحتوي على أفضل مدير فني شاب في الدوري الألماني حاليًا، ماركوس فاينتسيرل، الذي صنع منظومة متكاملة داخل الفريق بأقل الإمكانيات وتمكن على إثرها من مقارعة الكبار والابتعاد عن دوامة الهبوط تمامًا.

الأسبوع المقبل يلتقي أوجسبورج صاحب القيمة السوقية 43 مليون يورو ببايرن ميونخ المتصدر الذي قيمته تفوق 200 مليون يورو، مع العلم بأن الفارق بينهما 12 نقطة فقط وهي الخسائر التي تلقتها كتيبة فاينتسيرل، حيث أنه الفريق الوحيد الذي لم يتعادل قط طوال هذا الموسم.

ليطرح الأمر تساؤلًا، هل ينهي أوجسبورج على ملعبه ووسط جماهيره في هذا الديربي البافاري انتصارات البايرن تمامًا كما فعل الموسم الماضي وأنهى سلسلة اللا هزيمة في البوندسليجا؟ مع فاينتسيرل وكتيبته كل شئ وارد.