نتنياهو في مهب الريح
امام نتنياهو اليوم ظروفا صعبة ومعقدة بحيث صار من الصعوبة عليه الخروج من هذا النفق المظلم، ففي الوقت الذي لا يدري الى اين سيؤول مصيره في حالة وقوفه في قفص الاتهام ليجيب على ملفات الفساد التي ادت الى الى ازمة داخلية حادة والتي تمثلت في التظاهرات اليومية للاسرائيليين وامام داره مطالبينه بالرحيل،وافقدته الاستحواذعلى السلطة، وكذلك فشله الذريع في الوصول الى هدفه بضم الضفة والقدس والتي واجهت اعتراضات واسعة سواء كان في الداخل الاسرائيلي والفلسطيني وحتى المواقف الدولية التي رفضت وطالبت نتنياهو بعدم الاستمرار في هذا المسير لان تبعاته ستكون كارثية على كيانه المتهرئ.
وفي ظل هذه الدوامة التي شغلت افكار نتنياهو واصابته بالدوار فقد اضيف لها بالامس امرا لم يكن يتوقعه وهو موافقة محكمة الجنايات الدولية على الطلب الفلسطيني بمحاكمة الضباط الصهاينة الذين اجرموا بحق الشعب الفلسطيني من خلال التصرفات الاجرامية في مواجهة تظاهرات العودة او شن العدوان المستمر على غزة والاعتقالات العشوائية ضد ابناء الشعب الفلسطيني بالاضافة الى الاجراءات اللاانسانية التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الاسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية والتي افضت بالعديد منهم الى الموت.
وحسب التقديرات الإسرائيلية؛ فإن المحكمة الدولية ستتبنى موقف المدعية العامة في المحكمة فاتو بنسودا، بشأن صلاحية التحقيق في جرائم حرب إسرائيلية ضد الفلسطينيين في القطاع والضفة والقدس.
ويعارض الاحتلال فتح تحقيق بشأن جرائم حرب ارتكبها ضد الفلسطينيين، ويدّعي عدم وجود صلاحية للمحكمة الدولية بإجراء تحقيق كهذا، وأن السلطة الفلسطينية ليست دولة.
ومن الواضح فان نتنياهو الان يعيش في مهب الريح ومفترق طرق لا يدري عند ايهما يقف او الى اين يتجه لان كل هذه الطرق ستكون نتائجها غير محمودة والتي اشارت اليه تقارير الخبراء والمحللين الاسرائيليين والتي برزت بوضوح على صفحات الوسائل الاعلامية المختلفة.
ومن نافلة القول وكما اشارت التقارير الاخبارية من الداخل الصهيوني ان نتنياهو حتى ولو قدم استقالته او ذهب بعيدا عن الحكم فلن يتمكن من الهروب والانفلات ولابد ان يقف في قفص الاتهام للاجابة على كل الاسئلة المطروحة سواء كانت ملفات الفساد او الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني لينال جزاءه العادل وقد تكون هذه الريح العاصفة فاتحة خير امام انهيار هذا الكيان الغاصب والى غير رجعة.